بغداد (CNN) - قدم الجندي الأمريكي المتهم باغتصاب وقتل فتاة عراقية وعائلتها في المحمودية لمحققي الجيش الأمريكي وصفاً لكيفية سكبه الكيروسين على جثة الفتاة التي تم اغتصابها ومزق جسدها بالأعيرة النارية قبيل إضرام النار في جثتها، وفق ما جاء في شهادة أحد المحققين خلال جلسة استماع الاثنين.
وقال المحقق الخاص في قسم التحقيقات الجنائية بالجيش الأمريكي، بنجامين بيرس، إن الجندي جميس باركر، 23 عاماً وخلال التحقيق معه في قسم التحقيقات الجنائية في يونيو/حزيران، تحدث عن دوره وكيفية قيامه بشل حركة الفتاة - 14 عاماً - فيما قام الجندي بول كورتز باغتصابها في منزلها في بلدة المحمودية في مارس/آذار.
وحاول باركر بدوره اغتصاب الفتاة قبيل أن يطلق عليها الجندي ستفين غرين النار، وفق شهادة بيرس.
وقال بيرس إن باركر شهد أمام المحقيين بسكبه الكيروسين على جسد الفتاة، بالرغم من أن الشهادة لم توضح من الذي أضرم النار في جسد الضحية.
وتأتي شهادة بيرس في اليوم الثاني من جلسات الاستماع التي يعقدها الجيش الأمريكي لتحديد مسؤولية الجنديين باركر وكورتز، بالإضافة إلى جنديين آخرين هما جيسي سبيلمان (21 عاماً) وبرايان هوارد (19 عاماً) في قضية قتل الفتاة العراقية عبير الجنابي وشقيقتها ووالديها.
ويوجه الجيش الأمريكي في القضية تهمتي الاغتصاب والقتل إلى الجنود الأربعة، ويواجه الأربعة عقوبة الإعدام حال إحالة القضية إلى محكمة عسكرية.
ويتهم الجيش جندياً خامساً، أنتوني ريب، بتهمة عدم الإبلاغ عن الحادثة.
ويواجه الجندي السابق، ستيفن غرين، الذي سرح من الجيش لإختلال في شخصيته تهمتي الاغتصاب والقتل أمام محكمة فيدرالية.
وكان غرين قد اعتقل في نورث كارولينا في يونيو/حزيران.
وينتمي المتهمون الستة إلى فوج مشاة المظليين الـ502 التابع إلى الفرقة المحمولة جواً 101.
وتضاربت الإفادات حول اغتصاب عبير قاسم حمزة الجنابي كما تضاربت الإشارات إلى عمرها خلال التحقيقات الأمريكية في القضية.
وتشير مستندات هوية عبير إلى أنها من مواليد 19 أغسطس/آب عام 1991، فيما أشار الجيش الأمريكي في وقت سابق إلى أن الضحية شابة عراقية.
وقدرت وزارة العدل الأمريكية في القضية المرفوعة ضد غرين عمرها بـ25 عاماً، فيما أورد الجيش الأمريكي إن عمرها 20 عاماً.
وركزت جلسة استماع الاثنين إلى إفادات باركر وكورتز إلى المحققين والتي وصفا خلالها تفاصيل الحادث.
وقال الجنديان إن الجميع كان يقضي وقته في إحتساء الكحول ولعب الأوراق عندما جاء غرين بفكرة الذهاب إلى منزل يجاور نقطة التفتيش التي يتمركزون فيها لاغتصاب الفتاة.
وبحسب شهادة الجنديين، ارتدى غرين وكورتز وباركر وسبيلمان وهوارد ملابس سوداء وأخفوا وجوهم قبيل تنفيذ الجريمة.
وأوكل إلى هوارد بدور مراقبة المنزل وإخطار الجمع بالداخل حال اقتراب خطر وشيك.
وقال باركر إنه في الوقت الذي دفع فيه كورتز الضحية أرضاً وقام هو بإمساك يديها، سمع دوي طلقات نارية من الحمام حيث يحتجز غرين الوالدين والشقيقة الصغرى.
وخرج غرين غاضباً من الحمام ليشير إلى تصفية العائلة قبيل أن يطرح بندقيته جانباً ويغتصب الضحية.
وتناول سلاحه مجدداً ليطلق زخات من الرصاص على الفتاة.
وكما قدم الجندي جستين وات إفادته أمام جلسة الاستماع العسكرية الاثنين وتحدث خلالها بإستفاضة عن شكوكه التي قادت للكشف عن حادثة المحمودية.
وأشار وات قائلاً "إذا كان في مقدورك فعل الصواب.. فيجب عليك أفعله.. التحقيقات ليست من اختصاصي، ولكن إذا ما وقع شيء بشع مثل هذا فمن الواجب الكشف عنه."
وتحدث الشاهد عن الظروف القاسية التي تعمل فيها القوات الأمريكية في المحمودية والعنف الذي يطحن المنطقة مشيراً إلى مقتل جنديين في وحدته قبيل الحادثة.
وأختتم شهادته قائلاً ً "كنت سأنقش أوشاماً تذكارية في ذراعي لجميع الذين قتلوا هناك.. إلا أنني لم أجد مساحة كافية لتنفيذ ذلك."