-- -- |
بغداد، العراق (CNN) - استؤنفت الأربعاء الجلسة الخامسة عشرة من جلسات محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وعدد من المسؤولين العراقيين السابقين في قضية الأنفال، بحضور الجميع، بعد أن انتهت جلسة الثلاثاء بقيام قاضي المحكمة الجنائية العراقية المتخصصة، محمد العريبي مجيد الخليفة، بطرد صدام حسين، وللمرة الرابعة منذ توليه القضية، وذلك بعد أن دخل في جدال حامي الوطيس مع الأخير.
ووفق الصور المتلفزة المتأخرة على بدء الجلسة التي بثها التلفزيون العراقي لوقائع المحاكمة الأربعاء، بدا الرئيس السابق والمتهمين في قفص الاتهام.
وفيما أبدى القاضي ليونة بالتحدث مع المتهمين وتوضيح حقوقهم، جادل المتهم حسين رشيد القاضي الخليفة حول إجراءات المحكمة في توجيه الأسئلة للشهود.
إلا أن القاضي رد عليه وطالبه ورفاقه بالابتعاد عن الخطب السياسية، موضحا أن الجميع في صرح القانون ولا مجال للخطب السياسية فيه.
وبعد التوضيح أخذ الرئيس السابق المنصة معترضا على طرده في جلسة المحاكمة الثلاثاء.
وقال صدام "أي إنسان يحترم نفسه، يحترم القانون. ما يحدث في المحكمة أن صوت المشتكي والادعاء ورئيس المحكمة يُبث للعالم، فيما يُغلق الصوت على من يسمون المتهمين. لا يهم صدام حسين شخصه إلا بقدر السمعة، وهذا يجب أن يتضح للشعب العراقي. البارحة تكلمت سيدة عراقية وكنت أتمنى ألا تتحدث بهذه الطريقة، فإذا أردنا التوضيح مُنعنا من ذلك. صدام يستفزه تجاوز الحق ولكنه يتحدث بالحق."
وبعد جدال بين الطرفين قال القاضي إن مسألة الميكرفون مسألة تنظيمية بالقاعة، مؤكدا لصدام أنه لن يسمح بالدخول في متاهات السياسة.
وبعد ذلك تم المناداة على شاهد الإثبات الأول ويدعى عبد الخالق قادر عزيز، من مواليد 1956، ويسكن حاليا في تكريت.
وفي وقائع جلسة الثلاثاء، قام بقية المتهمين باللحاق بصدام حسين إثر المواجهة بينه وبين القاضي والتي جاءت بعد أن بدأ اثنان من المتهمين في استجواب الشاهدة والجدل معها، فوقف صدام واستشهد بآيات من القرآن، ومن ثم ثار جدل كبير مع القاضي، الذي أمر بطرده من القاعة، فغادرها صدام من دون أن يظهر على وجهه أي تعبير أو تأثر.
وبعد هذه الحادثة، صعد المتهمون من احتجاجاتهم وجدلهم مع القاضي، الذي أمر لاحقاً بإسدال الستائر بحيث لم يعد بإمكان الصحفيين رؤية ما يدور في المحكمة، وبخاصة أن القاضي أغلق كافة اللواقط، وتم منع الصحفيين من متابعة الجلسة، التي أعلنها القاضي جلسة مغلقة. التفاصيل.
وكانت المحكمة واصلت الثلاثاء، في جلستها الرابعة عشرة، الاستماع إلى شهود الإثبات في قضية "الأنفال" التي تتعلق بحملة إبادة نفذها الجيش العراقي ضد الأكراد عام 1988.
ويواجه الرئيس العراقي السابق وستة من قادته العسكريين، تهما مختلفة أهمها ارتكاب عمليات القتل والإبادة الجماعية بحق الأكراد.
وبدأت المحكمة أعمالها الثلاثاء بالاستماع إلى شاهدة كردية تحدثت عن تفاصيل الهجمات التي تعرضت لها قريتها من جانب الجيش العراقي.
تفاصيل الجلسة الخامسة عشرة من محاكمة "الأنفال"
استؤنفت الأربعاء الجلسة الخامسة عشرة من محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وعدد من المسؤولين العراقيين السابقين في قضية الأنفال، المتعلقة بحملة إبادة نفذها الجيش العراقي ضد الأكراد عام 1988.
وفيما يلي يقدم التقرير تفاصيل الجلسة نقلا عن تلفزيون "العراقية":
- المتهم حسين رشيد يشتكي لرئيس المحكمة من تعرضه للضرب في الجلسة الماضية.
- رئيس المحكمة يقول كافة الأشخاص في قاعة المحكمة تحت حماية هيئة المحكمة.
- رئيس المحكمة يطلب من المتهمين الهدوء ويعدهم بالاستجابة لكافة مطالبهم القانونية والإنسانية.
- المتهم حسين رشيد يقول إن سبب حملة الأنفال هو رغبة إيران في احتلال شمال العراق.
- رئيس المحكمة يقول إنه سيتعامل مع القضية من النواحي القانونية فقط، ويطلب من المتهمين الابتعاد عن الخطب السياسية.
- رئيس المحكمة يعلن أن المتهمين لا يعبرون عن رأيهم وفقا للقوانين والتقاليد القانونية المتبعة في المحاكم العراقية.
- صدام حسين: أي إنسان يحترم نفسه، يحترم القانون. ما يحدث في المحكمة أن صوت المشتكي والادعاء ورئيس المحكمة يُبث للعالم، فيما يُغلق الصوت على من يسمون المتهمين. لا يهم صدام حسين شخصه إلا بقدر السمعة، وهذا يجب أن يتضح للشعب العراقي. البارحة تكلمت سيدة عراقية وكنت أتمنى ألا تتحدث بهذه الطريقة، فإذا أردنا التوضيح مُنعنا من ذلك. صدام يستفزه تجاوز الحق ولكنه يتحدث بالحق.
- مشادة بين صدام ورئيس المحكمة.
- رئيس المحكمة: مسألة الميكرفون مسألة تنظيمية بالقاعة. ولكن لن أسمح بالدخول في متاهات السياسة.
- المحكمة تستمع للشاهد الأول. اسمه عبد الخالق قادر عزيز، من مواليد 1956، ويسكن حاليا في تكريت.
- يقول الشاهد: شن الجيش العراقي هجوما وحشيا على قريتنا في المنطقة الكردية. كان القصف شديدا واضطر السكان إلى الهرب للسهول والوديان. وفي يوم 7 أبريل/نيسان هاجمت قطاعات الجيش العراقي منطقتنا باستخدام كافة الأسلحة عدا السلاح الكيماوي. كان هناك تجمع كبير من أهالي المنطقة في قرية واحدة.
- كنت منتسبا إلى قوات البشمركة فسارعت للانضمام إليها ورفضت الاستسلام للقوات الحكومية مثلما فعل أفراد أسرتي حيث انقطعت أخبارهم عني لمدت خمسة أشهر إلى أن أصدرت الحكومة عفوا عاما فسلمت نفسي للسلطات.
- عدت إلى قرية مجاورة حيث التقيت شقيقتي ووالدي. والدي قال لي إنه لا يعرف مصير شقيقي وشقيقتي منذ نقلهم الجيش العراقي إلى أحد المعتقلات وفصل الفتيات والشباب عن المسنين. (البث التلفزيوني ينقطع لفترة).
- بعد سقوط النظام العراقي عام 2003، حصلت على وثيقة للمخابرات العراقية عن بيع 18 فتاة كردية للمخابرات المصرية. وسأقدم الوثيقة إلى هيئة المحكمة للتحقق منها. وهذه أيضا قائمة بالقرى التي هدمت في قريتنا.
- لا أعرف مصير شقيقي أو شقيقتي حتى الآن. وعندي شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد وكل من شارك في عمليات الأنفال. وأطالب بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بي.
- الادعاء يطلب من رئيس المحكمة تزويده بنسخة من الوثيقة المقدمة من المتهم.
- ردا على أسئلة موجهة للمشتكي، قال: اشتركت أفواج من الدفاع الوطني في الهجوم على قريتنا. الحكومة العراقية كانت ترغب في إبادة الأكراد. لا أعرف عدد قوات البشمركة في قريتنا. كنا نحصل على الأسلحة بعد الاستيلاء عليها من الجنود. خدمت بالجيش العراقي تسعة أشهر تم تسريحي بعدها.
- متهمون يشككون في صحة الوثيقة التي قدمها المشتكي عن بيع فتيات كرديات للمخابرات المصرية.
- المشتكي يقول إنه حصل على نسخة من الوثيقة المذكورة كانت تباع في المكتبات.
- المشتكي يرد على أسئلة أخرى: بعد حملة الأنفال تحولت قريتي إلى منطقة محرمة من قبل الجيش العراقي.
- الادعاء يطلب من رئيس المحكمة التحقيق في مدى صحة الوثيقة ومخاطبة السلطات المصرية في هذا الصدد.
- رئيس المحكمة يرفع الجلسة للاستراحة لمدة ثلاثة أرباع الساعة.
- أدلت شاهدة بإفادتها أمام المحكمة، وقالت: إثر هجوم الجيش العراقي على قريتنا، فررنا بجراراتنا إلى منطقة مجاورة. اعتقلتنا قوات الجيش على إحدى الطرق وكانت الطائرات تحوم فوق رؤوسنا. ووضعوا في كل جرار جندي عراقي واقتادونا إلى مركز تجمع.
- وفي اليوم التالي أخذونا إلى معسكر اعتقال قضينا فيه ليلة واحدة. وهناك فصلوا النساء عن الرجال. واقتادوا الرجال وهم يضربوهم ولم نراهم بعد ذلك. ثم فصلوا عنا النساء المسنات هذه المرة. ونقلونا في سيارات إلى معسكر اعتقال آخر.