"الأخبار" واشنطن (تقرير واشنطن) - نزل خمسة من الزعماء العرب ضيوفا على قائمة أسوأ ديكتاتوري العالم في التقرير السنوي الذي أوردته صحيفة واشنطن بوست في ملحق عددها الأسبوعي Parade يوم الأحد الماضي بتحرير الكاتب ديفيد وليتشنسكي مؤلف كتاب "المستبدون:
أسوأ عشرين ديكتاتور على قيد الحياة". وذكر التقرير أن هناك أكثر من سبعين دولة في العالم تحكم من قبل طغاة يتبنون نظم حكم سلطوية استبدادية ضد مواطنيهم، ولا يمكن التخلص منهم عن طريق الوسائل الشرعية أو الديمقراطية. ومن صفات هؤلاء طبقا لواشنطن بوست قمعهم لحرية التعبير والدين وحق المواطنين في تلقي محاكمات عادلة. بعض هؤلاء الطغاة يسمحون بممارسة التعذيب وتصفية معارضيهم وتجويع شعوبهم.
أعتمد تقرير واشنطن بوست السنوي في إعداد القائمة على مصادر مثل تقارير منظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس واتش ، ومراسلون بلا حدود، ووزارة الخارجية الأمريكية. وخلت قائمة هذا العام من اثنين من مستبدي قائمة العام المنصرم واحد بسبب الوفاة ، وهو صابر مراد نيازوف رئيس تركمانستان السابق ، والثاني هو الرئيس الكوبي المريض فيدل كاسترو، والذي سلم السلطة إلى أخيه في 31 يوليو الماضي. ومن بين الوافدين الجدد في قائمة هذا العام الرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعض المستبدين تغير ترتيبهم في القائمة عن العام الماضي، فمرشد الجمهورية الإسلامية على خامنئي ارتفع ترتيبه إلى رقم ثلاثة كما ارتفع ترتيب كل من الرئيس الصيني هو جينتاو ، والعاهل السعودي الملك عبد الله، والرئيس السوري بشار الأسد.
دارفور تضع عمر البشير على رأس القائمة احتفظ الرئيس السوداني عمر البشير بموقعه في قائمة تقرير واشنطن بوست كأسوأ ديكتاتور في العالم تماما مثل تقرير عام 2006. وذكر التقرير أن البشير الذي يبلغ من العمر 63 عاما، ويحكم السودان منذ عام 1989 حل في المركز الأول بسبب انتهاكه المتواصل لحقوق الإنسان، خاصة في إقليم دارفور. وأضاف التقرير أن خلال السنوات الأربع الماضية قامت القوات والمليشيات المتحالفة مع نظام البشير بقتل 200 ألف شخص في إقليم دارفور. كما تم تشريد وتهجير ما يزيد على 5 ملايين سوداني من ديارهم، وفرار أكثر من 700 ألف خارج السودان. ولكن البشير وخلال وجوده بالأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ألقى باللوم على العاملين في منظمات المعونات الدولية لمبالغتهم في تصوير الأزمة في دارفور بهدف الحصول على أموال لمنظماتهم. وفي نوفمبر الماضي تحدى البشير صحة وواقعية هذه الأرقام معتبرا أن عدد من قتلوا على خلفية الصراع المسلح في دارفور لا يزيد على تسعة ألاف شخص. وأضاف التقرير إنه وبالرغم من قبول البشير الشهر الماضي باتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، فإنه متهم من قبل الشعب السوداني بإصدار أوامر لقواته بمواصلة الهجمات أثناء هذه المدة.
الحرية الدينية تضع العاهل السعودي خامسا بعد عمر البشير، وكيم جونغ إل رئيس كوريا الشمالية، وعلى خامنئي مرشد الجمهورية الإيرانية، وهو جيناتو الرئيس الصيني، حل العاهل السعودي الملك عبد الله خامسا في قائمة أسوأ مستبدي أو طغاة العالم. وذكر التقرير السنوي لواشنطن بوست أن الملك عبد الله البالغ من العمر83 عاما، والذي يحكم المملكة فعليا منذ عام 1995 كان رقم 7 في تقرير العام الماضي. وأضاف أن الولايات المتحدة لم تعترض على سياسات الاستبداد والتعصب التي يمارسها النظام السعودي نظرا لامتلاك الأسرة السعودية أكبر مخزون للنفط في العالم. وذكر التقرير أنه لا يزال من الممكن في السعودية إعدام من يعمل بالسحر، أو جلد من يجلس منفردا مع امرأة. كما أنه من غير المسموح للمواطنين أن يمارسوا عبادة أو يعتنقوا دينا غير الإسلام. وبناء على تقرير عام 2006 لمركز الحريات الدينية فإن مناهج التعليم السعودية واصلت عداءها لليهود والمسيحيين. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد وضعت المملكة ضمن أكثر ثماني دول في العالم انتهاكا للحريات الدينية.
القذافي توقف عن الإرهاب ستة شهور فقط
الرئيس الليبي معمر القذافي البالغ من العمر 64 عاما ويحكم ليبيا منذ عام 1969 أي لمدة 38 وهي أطول مدة حكم لزعيم في العالم بعد فيدل كاسترو، جاء ضمن قائمة المستبدين العشرة، حيث حل في المركز التاسع. وقال التقرير إن القذافي الذي وصل على الحكم وهو في السابعة والعشرين، قضى ما يقرب من عقد من الزمن في عداء مستحكم مع الولايات المتحدة. ولفترة طويلة كانت ليبيا ضمن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وكما جاء في التقرير فإن الرئيس الليبي قد توقف في عام 2006 لمدة ستة أشهر عن تمويله للإرهاب، وكنتيجة لذلك قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش في يونيه من نفس العام إزالة اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب. بدأ النظام الليبي في السنوات الأخيرة جني ثمار التحول في سياساته اقتصاديا من خلال الاستفادة من الاستثمارات الجديدة في حقول النفط الضخمة ، والانفتاح النسبي مع الدول الغربية. ومع ذلك لا تزال ليبيا طبقا لتقرير واشنطن بوست مكانا يشهد اختفاء السجناء والمعارضين السياسيين، كما أنه المكان الذي يشهد انتهاك حقوق المرأة المتهمة بممارسة الجنس خارج إطار الزواج أو حتى المغتصبة.
الشأن اللبناني يورط الأسد بشار الأسد البالغ من العمر 41 عاما ووصل إلى السلطة خلفا لوالده عام 2000 ، أحتل المركز العاشر في تقرير هذا العام متقدما ستة مراكز عن ترتيبه في تقرير العام السابق. الانتقادات الرئيسية للأسد هي تدخله في الشأن اللبناني، بالإضافة إلى إحكام سيطرته على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في بلاده، حيث ذكر التقرير إن نظام الأسد متهم بالوقوف وراء سلسلة الاغتيالات السياسة التي يشهدها لبنان مؤخرا. طبيب العيون كان يقوم بالدراسة في لندن عندما استدعاه والده الديكتاتور الراحل حافظ الأسد في عام 1994 لبدء تدريب الابن على حكم البلاد على حد تعبير التقرير.
مبارك يحل ضيفا على القائمة الرئيس المصري حسني مبارك البالغ من العمر 78 عاما، ويحكم منذ عام 1981 أي لمدة تزيد عن ربع قرن، حل ضيفا هذا العام كواحد من أسوأ عشرين ديكتاتور في العالم. مبارك الذي لم يذكر التقرير عنه الكثير نظرا لاهتمام التقرير بالعشرة الأوائل في القائمة ، تنتقده الولايات المتحدة من خلال وزارة الخارجية أو وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث في السنوات الخمس الأخيرة لعرقلة عملية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في مصر. كما أن سجن المعارض المصري أيمن نور ومن قبله الناشط في مجال المجتمع المدني سعد الدين إبراهيم كان من أهم نقاط الخلاف بين الرئيس المصري والولايات المتحدة، كما توجه انتقادات أقل حدة ضد نظام مبارك في قضايا الاعتقالات السياسية في صفوف جماعة الإخوان المسلمين ومنع المواطنين من حقهم في التظاهر، والدور المتنامي لنجل مبارك في الحياة السياسية المصرية مما يثير تكهنات بتوريث السلطة في دولة ذات نظام جمهوري.