أجهزة كشف المتفجرات في العراق لا تميز بين الـ(تي. إن. تي) والعطور
    إدخال أجهزة جديدة في نقاط التفتيش تتحسس الأدوية ومواد التنظيف
    الأحد 5 أبريل / نيسان 2009 - 08:34:20
    -- --
    البصرة : جاسم داخل «الشرق الأوسط» - اعتاد سائقو الحافلات بين البصرة وبغداد في عهد النظام العراقي السابق على تنبيه الركاب بطي الستائر كلما اقتربوا من إحدى نقاط التفتيش، لكي تعاين عناصر الأمن وهم في أماكنهم ركاب الحافلة، إن لم يرغبوا بالصعود إلى الحافلة وطلب البطاقات الشخصية وتفتيش الأمتعة، لكن الأمر اختلف في هذه الأيام، إذ تسأل عناصر القوات الأمنية المسافرين إن كان أحد منهم يحمل عطرا أو أي نوع من الحبوب، ليخرجها من حقيبته لكي تتم إجراءات التفتيش بسرعة. وقال عمار الناهي، مهندس، «اعتقدت في البداية أن السائق يمزح مع المسافرين، ويرغب بإشاعة أجواء المرح، لكن بعد دقائق وعند توقف الحافلة في مدخل مدينة الكوت، اقترب أحد رجال الشرطة من الحافلة وبيده جهاز كاشف، وما أن وجهه باتجاه الحافلة حتى صدر منه صوت منبه، فصعد إلى داخل الحافلة وطلب من كل المسافرين الذين بحوزتهم أي أنواع من العطور ومطيبات الأجواء وحبوب الباراسيتول ومنع الحمل، النزول ومعهم هذه المقتنيات، وبعد إبعاد هذه المواد من داخل الحافلة، توقف الجهاز عن إصدار أصوات التنبيه».
    وأكد ناهي لـ«الشرق الأوسط» أنه «عند سؤالنا لرجال الأمن في السيطرة (نقطة التفتيش) هل الجهاز حساس إلى درجة كشف المواد الكيمياوية الداخلة في صناعة هذه المواد؟ أجابنا بأن الجهاز لا يفرق بين الأسلحة والمتفجرات ومادة الـTNT وهذه المواد». وأفاد حازم المنصوري، سائق تاكسي، «أن السائقين (بين البصرة وبغداد) اعتادوا على اكتشافات هذا النوع من الأجهزة التي أصبحت مادة لتندر المسافرين طوال الطريق»، متسائلا إذا كانت هذه الأجهزة قادرة على اكتشاف المواد الخطرة، فلماذا يتم إغلاق طريق العمارة الواصل بين محافظتي البصرة والكوت من الساعة الثانية عشرة ليلا وحتى الرابعة من فجر اليوم التالي بادعاء الحفاظ على سلامتهم». وقال علاء مناتي، سائق، «إن الجهاز ينبه أيضا عن الحديد ومواد البلاتين الداخلة في تجبير العظام داخل أجسام المسافرين». من جهته، قال مصدر أمني «إن جهاز كشف المتفجرات (إي. دي) الذي تم تجهيزه من قبل المديرية العامة لمكافحة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية، يعمل على كشف عشرة أنواع من المواد المتفجرة والسريعة الانفجار مثل الـ(تي.إن.تي) ونترات الامنيوم والـ(بي.اي.تي.اي) والسيفور والمواد الصاعقة، علاوة على الأسلحة، ويتراوح سعره بين 40 إلى 60 مليونا، وتم تجهيزه لعدد كبير من نقاط التفتيش في بغداد والمحافظات، لا سيما في مداخل المدن». وأضاف المصدر أن «منتسبي وزارة الداخلية يدخلون دورات خاصة بغية تعلم استخدامه، حيث يعمل هذا الجهاز على نظام الكارت (البطاقة)، أي أن لكل مادة من المواد المتفجرة كارتا خاصا بها، كما أنه يستطيع اكتشاف المواد المتفجرة من على بعد عدة كيلومترات وبالاتجاهات كافة، وهو يعمل من اليمين إلى اليسار والى الأعلى، كما أنه يستطيع اكتشاف المواد المتفجرة تحت الأرض فيصدر أصواتا للتنبيه».
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media