إذا بحثتم في الخارطة وفي القواميس لأيام فأنكم لن تعثروا أبدا على دولة بهذا الاسم ولا حتى في الأحلام , التي دفعت الأغا قاسم سليماني ان ينام ويصحو ليصرّح عن إمكانية قيام دولة شيعية إيرانية في جنوب العراق ! .
دولة التفاح الشيعي قامت لساعات وانتهت بإرادة عراقية شعبية . متى وأين قامت دولة التفاح الشيعية ؟
في الانتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1991 في مدينة البصرة , بعد أيام من وقوع المدينة كاملة وأطرافها بيد الثوار , ابلغ جماعة من المنتفضين صاحبي , الذي كان يعمل قائدا ميدانيا للثوار , ان وفدا إيرانيا – لا يعرف ان كان وفدا حكوميا أو شعبيا - يروم مقابلته. قابل صاحبي الوفد , طلب منهم السلاح الخفيف ومضادات الدروع فقط لغرض الزحف على المحافظات المجاورة لتحريرها من زمر صدام. ذهب الوفد وعاد بعد أيام ومعهم شاحنات كثيرة و كبيرة. استبشر صاحبي خيرا وهو يرى الشاحنات. بحسبة عسكرية بسيطة خمن كمية الأسلحة , قال لرفاقه من قادة الانتفاضة إن الأسلحة تكفيهم للزحف نحو بغداد !!.
المفاجئة التي أذهلت صاحبي كانت, عندما أمر بتفريغ إحدى الشاحنات , التي كانت محملة بالتفاح. كان صاحبي يعتقد ان التفاح وضع للتمويه وان الأسلحة مخبأة تحت الصناديق , لكن رئيس الوفد الإيراني اخبر صاحبي "ان الموافقة حصلت لتزويدكم بالتفاح , بعدها سنبحث أمر الأسلحة" !!.
أمر صاحبي جماعته بإعادة الصناديق إلى الشاحنة , وأمر الوفد وشاحناتهم بالعودة إلى إيران. قال لرئيس الوفد , نحن لسنا شعبا جائعا. هل تريدونا ان نبني دولة التفاح أو ان نقاتل صدام به ؟
لا حاجة لنا بتفاحكم !.
انزعج رئيس الوفد وغادر ووفده وسياراته المحملة بالتفاح الأراضي العراقية عائدين إلى إيران , وبذلك لم تعمر دولة التفاح الشيعية في البصرة سوى ساعات , هي وقت دخول ومغادرة الشاحنات الإيرانية أراضي البصرة !!.
لو كان لإيران نية لمساعدة شيعة العراق لساعدتهم في تلك الظروف العصيبة, لو كانوا يفكرون جديا بإقامة دولة شيعية لكانت تلك أحسن فرصة لهم, لكنهم يدركون جيدا .. ان فرس رهانهم خاسر, و يدركون جيدا إنهم لن يجدوا من يستقبلهم بالورود, ان وجد من يستقبلهم بالورد فان مصيرهم ومن يستقبلهم سيكون أسوء بكثير, ممن تعاونوا مع الإرهابيين العرب من تنظيم القاعدة , الذين دخلوا في بعض المحافظات العراقية وهيأت لهم أجواء الطائفية المشحونة وقتها حواضن , لكنهم فشلوا في قيام إمارة وهابية سعودية على الأراضي العراقية سرعان ما انتفض العراقيون النجباء واقتصوا من الإرهابيين العرب وممن احتضنوهم .
قبل 66 سنة من محاولة قيام دولة التفاح في البصرة افشل أهالي الموصل عبر استفتاء نظمته الأمم المتحدة التي كانت تسمى عصبة الأمم ضم الموصل لتركيا لجعلها ولاية الجرزات والتين التركية لقد قال أهالي الموصل حينها الموصل عراقية.
ربما أراد سليماني ان يوصل بتصريحه رسالة لدول الخليج وأمريكا وإسرائيل عبر العراق ولبنان , أو ربما كان الزهو بقوة إيران العسكرية دفع سليماني لان يقول ما قال , مدفوعا بتهالك بعض الساسة , الذين ما انفكوا يطرقون أبواب دول الجوار ويدعونها للتدخل في الشأن العراقي , أو ربما أراد ان يعادل نتيجة مبارياتهم مع تركيا في لعبة المبارزة الكلامية الجارية على حلبة عراقية , حين يكشر اوردغان , أو وزير خارجيته عن أنيابهما ويسجلا طعنة في الجسد العراقي , يسرع سليماني بالتكشير عن أنيابه ويطعن العراق في جنوبه الأشم , لتنتهي مباراة الفريقين الخاسرين مهما سجلا من أهداف وطعنات في الجسد العراقي بالتعادل ..
لا ابحث لسليماني عن مبررات لوقاحة ما قاله , لكن سليماني واوردغان ان رقصا طربا لأنهما يحتضنان بعضا من ساسة العراق. نود إخبارهم أن رصيد الساسة الموالين للخارج بين العراقيين صفر على الشمال ..
لا عثمانية , ولا فارسية , ولا سعودية , دولة دولة عراقية..
هكذا سيهتف العراقيون الاصلاء بوجه من يدسون أنوفهم بشأننا .
العراقيون لا يقبلون القسمة إلا على العراق. لا أغا , ولا أفندم جناب السلتان , ولا طويل العمر يجدون من يرحب بهم من العراقيين النجباء. لا قاسم مشترك يجمع العراقيين غير .."اشلونك عيني اشلونك , شكو ماكو". لا الليرة التركية , ولا التومان الإيراني , ولا الريال السعودي سيجد له نصيبا بيننا وسنبقى عراقيين خط ونخلة وفسفورة.
ليتهم يدركون (أن اتجاه الأشرعة وليس اتجاه العواصف هو الذي يحدد وجهة سيرنا)
(ان تاريخ الأحرار لم يكتب أبدا بطريق الصدفة وإنما باختيارهم)
Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com
21-1-2012