من يريد العفو عن الإرهابيين العرب ولماذا ؟
    الخميس 23 فبراير / شباط 2012 - 12:30
    حسن الخفاجي
    الساسة العراقيون يسعون منذ الأيام الأولى لتسلمهم الحكم بعد إطاحة صدام , من اجل عودة العراق إلى محيطه العربي , في اختيار التسمية شيء من التجني على العراق والعراقيين , كأن العراق هو من اختار الخروج على الصف العربي ليعود أليه نادما !. أوليس العرب هم من قاطعوا العراق ولم يفتح اغلبهم سفاراتهم بعد سقوط الصنم ؟.

    كل محاولات الساسة العراقيين باءت بالفشل الذريع لان المحيط العربي - عدى  بعض الدول المستفيدة من العراق اقتصادي - لا يرغبون بإعادة العلاقات مع العراق لأسباب لا تخفي على لبيب .

    ظل العراق طوال تلك السنوات هو من يبادر وتجابه  مبادراته بالصدود , حتى ان السيد المالكي زار السعودية في أول زيارة  خارجية له بعد توليه المنصب للمرة الأولى , لكن لم نسمع عن دبلوماسي , أو فراش سعودي  يعمل في وزارة الخارجية  زار العراق.

    من اجل إنجاح القمة العربية في بغداد, نسى ساسة العراق شيئا مهما وهم منهكون في البحث عن آلية تعيد علاقاتهم بالحكومات العربية. وكأن العلاقة بالحكومات العربية تكسبهم شرعية . نسوا انهم حكام شرعيون , جاءوا للحكم بإرادة شعبية , اغلب الحكام العرب لا شرعية شعبية لهم , توارثوها أو جاءوا إليها بانقلاب .
    كيف يمنح من لا شرعية له الشرعية لحاكم شرعي منتخب ؟.
    القاعدة تقول :(فاقد الشيء لا يعطيه) .

    يبدو ان طريق المفاوضات لحضور القمة دخل الآن من باب المساومات على إطلاق سراح الإرهابيين العرب المحكوم على بعضهم بالإعدام , أو مبادلتهم بمحكومين عراقيين . أخمن انه شرط فرض من اجل حضور بعضهم القمة !!.

    توالت الأخبار من سفارة العراق  في السعودية ومن الفضائيات ومن مواقع الانترنيت  , من ان لدى الحكومة العراقية النية للعفو عن الإرهابيين العرب السعوديين والليبيين - لغاية الان - , ومبادلتهم بسجناء عراقيين يقبعون في السجون السعودية و الليبية ؟.

    في العراق وفد ليبي  رسمي للغرض ذاته , بينت السيدة سعاد الفيتوري وهي ضمن الوفد  لفضائية  bbc قائلة :"ان الليبيين الذين يقبعون في السجون العراقية  هم من ضحايا  نظام القذافي !.
    من استشهدوا من العراقيين  على أيدي هؤلاء المجرمين ماذا تسميهم السيدة الفيتوري ؟. أكملت: "ان القذافي هو من أرسلهم". أربعة منهم محكومون بالإعدام  والباقي محكومون بالمؤبد وأحكام ثقيلة .

    أي ازدواجية هذه ؟ جماعات القذافي يسجنون ويعذبون في سجون الثوار في ليبيا, نسمع من يأتي من ليبيا ليطالب بإطلاق سراح مجرمين أوغلوا بسفك الدم العراقي !.

    الغريب ان السادة النجيفي وزيباري ووزير العدل  وعدوا الجانب الليبي بدراسة قضية السجناء من النواحي "القانونية والقضائية"!.

    أي إجراءات قانونية أو قضائية أو وطنية أو إنسانية تسمح  بمبادلة  سجناء إرهابيين عرب ,  بسجناء عراقيين  تهمهم تتراوح بين  , تجاوز الحدود, أو تهريب الحشيش , أو القتل دفاعا عن النفس , أو تزوير وثائق رسمية - جوازات-.

    حسب معلوماتي ان مجموع من اعدم من العرب في العراق هم سبعة فقط تونسيان وليبى وجزائريان وسوريان خلال الفترة الماضية" ليس بينهم أي سعودي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

    أي مفارقة هذه ؟؟؟.علما ان للسعودية 133 سجين منهم  محكومون بالإعدام والمؤبد  ومنهم من سلموا للسعودية دون محاكمة !!.

    لماذا لم يعدم أي  إرهابي سعودي !!؟؟. علما ان الكثير من السجناء العراقيين في السعودية قطعت رؤوسهم .

    قبل أكثر من عامين  طالب علي عبد الله صالح بإطلاق سراح اليمنيين المسجونين في العراق , بعده طالب الغنوشي رجل تونس الجديد القوي بإطلاق سراح السجناء التونسيين في العراق بعد تهديدات وقحة من قائد سلفي تونسي.. وهناك مطالبات جزائرية ومصرية وسورية بإطلاق سراح السجناء من رعايا تلك الدول !.

    في مقالي الموسوم (لماذا يسجن العراق السياح اليمنيين) المنشور بتاريخ 15-11-2009 .  طرحت سؤلا لم احظ بواجب له لغاية الآن هل جاء العرب بوفود رسمية أومجاميع سياحية واعتقلوا في العراق ؟.
    هل قدموا للدراسة ؟.
    هؤلاء مجرمون جاءوا لقتل العراقيين, اغلبهم اعترفوا بقتلهم الكثير من العراقيين. من الطبيعي ان يسعى المسؤولون العرب من تلك الدول لإطلاق سراح رعاياهم , لما في ذلك من تأثير  ايجابي على الرأي العام في شعوبهم , التي مازال اغلبها يعتقد ان من ذهبوا للعراق ذهبوا "للجهاد" و" اغلب العراقيين عملاء للمحتلين ويستحقون القتل" هكذا يعتقد اغلب العرب.

    لماذا تنوي الحكومة  المساومة على حرمة الدم العراقي ؟.
    ليس من صلاحية الحكومة التنازل, أو العفو عمن قتلوا العراقيين. أولياء الدم العراقي المسفوح وحدهم من يحق لهم العفو أو القصاص. لا تجاملوا , أو تحاولوا كسب ود العرب على حساب الدم العراقي , لا تنسوا أننا لن ننسى , أو نسامح من يحاول الاستهانة بدمنا , أو يتهاون في الأخذ بحقنا من قاتلينا . نذكركم ان  الأيام تجري بسرعة , لم يبق وقت طويل للانتخابات , ستحتاجون أصواتنا . وقتها لن ينفعكم العرب بشيء , وستخسرون مستقبلكم .

    الدم العراقي خط احمر. ليس من صلاحية أي من الساسة مهما يكون موقعه العفو عمن قتل العراقيين , إذا أردتم العفو عنهم فالإرهابيين  من العراقيين أحق بالعفو من غيرهم , وبالخصوص إذا استوعبتهم الحكومة ضمن عملية المصالحة الوطنية . بالرغم من انني غير مقتنع بها.

    لو إطلق سراح الإرهابيين العرب من السجون العراقية , حينها ستفتح أبواب لن تغلق أبدا وستبرز تساؤلات ستكون مشروعة .
    لماذا تتعامل الحكومة بصرامة في قضية الهاشمي وترخي الحبل للإرهابيين العرب ؟.
    سيكون الهاشمي وقتها بنظر بعض العراقيين أحق بالعفو من غيره !.

    لذلك انصح بغلق أبواب العفو بشكل مبكر .لنترك للقضاء مهمة  تحديد مصير هؤلاء القتلة والمجرمين .القضاء سلطة مستقلة  .

    لا تنسوا  الآية الكريمة (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً)

    (الرأفة التي تعفو عن السفاحين تسمى قتل) شكسبير

    23-2-2012
    Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com


    التعليقات
    1 - من هل مال حمل اجمال
    ابومنتظرالعتابي    24/02/2012 - 04:54:1
    اصبح العراق حائط انصيص يا ابا علي وصار يتسلقه كل من هب ودب . منذوا سقوط النظام والعراقيين يعانون الامرين من دول جوار العراق العربيه . مره يسالونهم انتم من اي طائفه واخرى يعاملونهم على انهم كانوا سببا لدخول امريكا العراق واسقاط النظام العفلقي الصدامي فيه. وتاره يسالونهم من تقلدون والى اي من العشائر العراقيه تنتمون . اما السؤال الكلاسيكي السخيف انت سني لو شيعي هذا على الدوام . والعجيب يوجد للمحيط العربي امتدادات في العراق بالطول والعرض وعند الجميع بلا استثناء . لقد اشتروا اناس من كل الطبقات في المجتمع العراقي بالمال . حتى وصل الحال باستطاعتهم التدخل في كل صغيره وكبيره في الشان العراقي . لذا لا نستغرب نحن العراقيين من نظرت العرب السطحيه الينا . بسبب موقف حكومتنا العتيده المذل والمخزي . ولو تعاملوا بالمثل مع كل الاطراف ما كان وصل الحال بنا الى ما وصلنا اليه . لقد بلغ الاسفاف من قبل العرب حدا لا يطاق . والاستهتار بمشاعر العرقيين تجاوزت كل المعايير . عندما وصل الحال بهم المطالبه بالمجرمين الذين روعوا ابناء شعبنا .وقبل هذا لقد امطرونا بوابل من الشتائم عندما تمة محاكمة المجرم صدام . وها هم اليوم يملئون الدنيا صراخ عن ظلم حكامهم . اذن فلم كنتم تشتموننا يارعاع .واليوم تتوقع حكومة المحاصصه السيئه من انعقاد القمه العربيه في بغداد ان تتنزل عليها البركات وتاخذ شرعيه ممن لا شرعيه لهم في حكم بلدانهم . هؤلاء القادمون شر مطلق سالت دماء العراقيين الشرفاء انهارا بسببهم وخستهم . هؤلاء الحكام طائفيين وعملاء وقتله ومجرمين فكيف نروم الخير من وراء مجيئهم الى بغداد . الجميع تامر علينا والجميع نكل بنا والجميع رقص على جراحنا والجميع اشترك بمذابح اهلنا وشعبنا. شكرا للكاتب حسن الخفاجي وهو يؤشر على مكامن الخطا في ادارة حكومتنا .
    2 - مو جديده على ساستنا
    فؤاد السوداني    24/02/2012 - 08:17:4
    ليس بجديد على من ناضلنا وقاتلنا لكي نوصلهم الى هذه المناصب ان يقوموا بخيانة الشعب العراق المظلوم الذي ضحى بابنائه الغيارى اليسوا هم من يطالبوا الان بأضافة فقره في الموازنه وهي توفير سيارات مصفحه لكل نائب اضافه الى مخصصات صيانه ووقود لهذه السيارات والشعب العراقي يتعرض بين فترة واخرى الى التفجيرات الداميه.
    3 - من امن العقوبه اساء الادب؟
    د.علي حسون السنيد    24/02/2012 - 11:37:1
    منذ 1921 ولحد الام ماذا قدم العرب للعراق وماذا حصل العراق منهم؟الجواب يحتاج لبحث تفصيلي ليطلع عليه الساسه العراقيون ان كانوا غافلين!!!!
    4 - أنما الارهابيون اخوة
    د. حميد حسن    24/02/2012 - 16:04:0
    إ1ا صح (بحكم قصائي) ان مسؤولين كبار في الدولةلهم ادوار ارهابية فلا يكون غريبا ان يتغازل الارهابيون فيما بينهم وتعقد صفقات ومقايصات, الدم العراقي وقد تدنى ثمنه مقابل التفاتة لطيفة من هذا الخادم او ذاك ولكن اللم يلفت نظرك يا استاذ حسن ان ضحايا الارهاب يطفي عليهم لون معين آمل ان لا تكونوا ونكون اسرى شعارات رفعت بحسن نية او عن سذاجة منذ زمن بعيد
    5 - المايريدني ما أريده
    فؤاد البصراوي    24/02/2012 - 16:43:4
    فرحت الحكومة العراقية فرحا لا تكاد تحتمله وذلك بعد قرار مملكة آل سعود الوهابية المتخلفةبتعيين سفير غير مقيم في العراق؟!ما هذه المهانة؟!!, من هم وما تأثيرهم على بلدنا, بلد الحضارات لكي يتفضلوا علينابسفير بعد 9 سنوات من التخلص من نظام مستبد ظالم هم سبب في إسقاطه واليوم العراق يستقتل في إستضافة "القمة" العربية وكلها أنظمة آيلة للسقوط أو فاسدة وعميلة للأجنبي منذ نصف قرن والقواعد تملأ أراضيها! حكومة العراق يجب أن لا تسمح لأي كائن كان أن يحتقرنا, والمايريدنا ما نريده , نحن العراقيون أسياد أنفسنا , لا أيران ولا السعودية ولا تركيا و لادويلة الكويت أفضل من أي عراقي, علينا أن نبني العراق القوي الغني الديمقراطي الحر, الحكومة يجب أن تكون قوية بشعبها وإقتصادها وسياستها وليس بتفضل الآخرين بإبتسامة صفراء وغمزة حمقاء . نعم أخي حسن , نريد حكومة يخاف منها الآخرين وليس العكس
    6 - الضعيف دوماً مكفوخ
    نبيل كوردي من العراق    24/02/2012 - 18:34:3
    أذا حدث هذا الأمر المخزي، فسأطلب أسقاط جنسيتي لكي أنزع عن نفسي العار، فالعار حين تكون حكومتي تضع أمني وسلامتي للمداوله والمقايضه، ومع من؟، مع مخربة الشرق والغرب السعوديه وأمرائها الطراطير الذين أتخموا بنفط الشعب السعودي. والسؤآل هو: من يقبل هذه ال(الكفخه) سوى العملاء، فهل حكومتنا عميله لأحد؟, سؤآلٌ ننتظر جوابهُ من....
    7 - خالف شروط التعليق
    ...    24/02/2012 - 20:05:0
    ...
    8 - أمعات وخيانات
    عرافي انا    25/02/2012 - 01:10:0
    حكومتنا تركض لاهثة وراء الشكليات والبهرجة ومن ضمنها شراء سيارات مصفحة والدم العراقي يسفح بنكرات العربان ودول الجار الاسلامية ماشاء الله.ان مسؤولينا هم السبب في ان يكونوا متخاذلين امام هؤلاء اذ ان تصريح واحد يكفي ايقافهم عند حدهم وهو ان كل المتهمين والمحكومين لايجوز لاي دولة او منظمة من التدخل لان الدستور لايسمح بالتدخل بالقضاء .ولكن مسؤولينا وحكومتنا متخاذلين يركضون وراء الدول العروبية والاسلامية ذليلين والا مامعنى زياراتهم لتركيا لحضور مؤتمرات طائفية وتلتزمهم تركيا وتدافع عنهم وتهديدات مسؤوليهم السافرة والوقحة بالتدخل او زيارات مسؤولينا لايران وتقبيل ايادي الملالي ووصل الامر بالاشتخفاف الى حد عدم وضع العلم العراقي عند استقبالهم.وهل لمؤتمر القمة الفارغ من اهمية لنتوسل بهؤلاء بالحضور وكيف سيكون هذا المؤتمر بحضور السلفيين ولملذا التناقض في القرارات في حين تساند الحكومة نظام الاسد العفلقي وتؤيد عدم حضوره متناقضات تعصف بقرارات حكومة التحاصص الخلاصة لاتوجد لدى كتلنا الحاكمة ومسؤلينا جزء من الروح الوطنية التي تمتع بها الشيدرمز العراق عبد الكريم قاسم ومتى ماتمتعوا بها سنقول العراق بخير
    9 - حملة احتجاج
    عراقي انا    25/02/2012 - 01:23:2
    لتقوم جماهير شعبنا ومنظماتها التقدمية والوطنية بتنظيم حملات احتجاج وتظاهرات وحملة اعلامية بعدم المساس باي قرار اعفاء عن الكلاب الارهابية سواء اكانوا عراقيين او عربانا واخص بهم عوائل الشهداء من ضحايا عضات هذه الاكلاب حتى نشعر العرب بحجم الماساة ونردع من يريد اولديه النية بالاعفاء لان الدم العراقي فعلا خطا احمر لايمكن تلويثه واننا على استعداد للاعفاء بشرط اعادة الروح لشهداؤنا
    10 - عاشت يداك
    لؤي الزبيدي    25/02/2012 - 11:43:5
    عاشت يداك
    11 - الأرهابيون والاحتلال
    موفق مباركة    25/02/2012 - 19:31:3
    بكل بساطة: قطعان الإرهاب جيش محتل يقوم بأخسأ الأعمال التي يقوم بها أي جيش محتل لبلد آخر ولابد من التعامل معهم على هذا الأساس فلعل هناك من يعي ضراوة الإرهاب والله المعين وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    12 - لا رأفة
    thamer    26/02/2012 - 19:39:3
    ان العفو عن المجرين هو اجرام ويجب ان يحاسب من فعل او يفعل ذلك ومن يكون لانه سيكون قد اشترك بالاجرام ومن رايي ان اي تاخير بتطبيق حكم الله والقانون هو اجرام ايضافلماذا ايها المتهاونون عن تنفيذ الحق تريدون مساومة تبت يداكم وخسأتم وحان الوقت على معاقبتكم انتم ايها المتخاذلون
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media