الحنين لصدام في زمن الديمقراطية !
    الثلاثاء 28 فبراير / شباط 2012 - 22:37
    حسن الخفاجي
    أثناء حملة صدام "الإيمانية" , التي اختتمها بكتابة القران بدمه صلى"أمير المؤمنين" عزت الدوري صلاة استسقاء "بالجمع المؤمن" من قياديي البعث وأنصاره , بعدما  أصاب العراق الجدب وانقطع المطر. بعد  أيام قليلة هطلت الأمطار .اعتقد العراقيون ان عزت الدوري (يشوّر) وان الله استجاب لصلاته , لكننا اكتشفنا لاحقا أن البعث خدعنا مرة أخرى , لان الأنواء الجوية بإمكانها ان تعطيك حالة الجو لأسبوع على اقل تقدير. عزت الدوري كان يعرف بموعد المطر قبل صلاته وما صلاته إلا لإقناع الناس بالحملة الإيمانية لا لهطول المطر !.

    ثمة مسائل واضحة لا حاجة لصلاة عزت وغيره , أو لذكاء وفهلوة لمعرفتها , بالخصوص لمن يعملون في السياسة , ومن يملكون وعيا  يميزهم عن اقرأنهم.

    السادة النواب كانوا يعرفون جيدا ان  مسالة السيارات المصفحة  وغيرها مما اقر من امتيازات  في الجلسة الأخيرة خطأ لا بل خطيئة وظلم , لكنهم كانوا يتصورون أنها ستمر مثل سابقاتها من قرارات ضمنت لهم امتيازات . ان  ما صرح به بعض النواب بأنهم يريدون ان يتساووا  مع أقرانهم في السلطة التنفيذية مخطئون , لأنهم يمثلون الشعب وهم من يجب ان يحاسب الحكومة ويقف بوجهها إن أخطأت , بدل ان يردعوا المخطئ سارعوا لارتكاب الخطأ ذاته . ان ما صرح به السيد النجيفي من ان: "مجلس النواب تعرض الى حملة ظالمة بسبب السيارات المصفحة "  كان خطأ آخر . أقول للسيد النجيفي: الحملة ضد قراركم الباطل  لتخصيص مبالغ لشراء السيارات كانت حملة  وطنية. الظلم كله كان في  تصويتكم  لمصلحة شراء سيارات , الدليل ان أغلبكم صوت لمصلحة القرار في الخفاء وتبرأ منه في العلن .
    أيوجد نفاق وباطل وتدليس أكثر من هذا ؟.

    بعد مقالي السابق سرقة "حلال" وصلني كم كبير من الرسائل , نشرت مواقع عربية لا اعرفها من قبل المقال. وصلتني رسائل ظاهرها  "مدحي بالدفاع عن العراق ", باطنها ذم العملية السياسية حتى ان احدهم كتب لي "كنت بوقا للحكومة وها أنت تنقلب ضدها".

    العودة إلى أرشيفي يثبت انني لم أكن بوقا لأحد .أتشرف ان أغرد للديمقراطية ولا أكون  ذليلا بزمن الدكتاتورية  , على هؤلاء وعلى غيرهم ان لايفرحوا بنقدنا لممارسات وأشخاص في زمن ديمقراطي  جميل سمح لنا بنقدهم بشدة , عليهم ان يفرقوا بين مناصرتنا للتجربة الديمقراطية وموقفنا المبدئي الواضح  من البعث ونظام حكمه , سواء كان في العراق أو سورية , وموقفنا المبدئي من الأخطاء والممارسات المرافقة للعملية الديمقراطية .

    ننتقد  تضمين الميزانية بند  شراء سيارات للنواب , لكننا نعرف كم هي ميزانية العراق , كم هي واردات النفط ,  في حين إننا لم نعرف .. كم هي واردات العراق من النفط طوال 35 سنة وأين صرفت !؟ .

    لا يحاول البعثيون وأنصارهم خلط الأوراق , ولا يمكنهم خداع الناس ليحنوا لظلم صدام وعهده البائد بأساليب ملغومة خبرناها .

    لا يفرح البعثيون لأنني وغيري الكثير من ضحايا البعث والقومجية  مازلنا نغرد للزمن الديمقراطي الجميل وسنستمر, على الرغم مما فيه من تجاوزات وأخطاء , وما ارتكبه البعثيون وأذنابهم من مجازر.

    مثلما ان عزت الدوري كان يعلم في المطر  قبل  صلاة الاستسقاء فان من ذهبوا للسعودية يرومون  عودة العلاقات , يعرفون ان السعودية لا يمكن ان تمد يدها لنظام حكم ديمقراطي  فيه تداول سلطة في بلد يجاورها , لذلك عمدت السعودية لإعدام اثنين من العراقيين أثناء مفاوضات  الوفد العراقي في السعودية ,  ليقولوا للوفد بصريح العبارة أننا لا نرغب بزيارتكم .. فهل سيتعضون ؟ .

    من كتب لي مؤيدا ومن عارضني ولمن كتب لي: "أنني أسير في درب مليء بالأشواك" اذكر الجميع بقول الإمام علي عليه السلام
    (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه)

    29-2-2012
    Hassan_alkhafaji_@yahoo.com

    التعليقات
    1 - البعث كالنازية لن يعود
    فؤاد البصراوي    29/02/2012 - 01:47:3
    أخي حسن , أؤيدك تأييدا كاملا في ما طرحته, نكتب ونصرح وننتقد وعلى الحكومة أن تقرأ وتستمع وتصحح أخطاءها , في زمن صدّام المقبور , لم يكن كائن من كان أن ينبس ببنت شفه حتى لو كان أقرب المقربين من الدكتاتور المجرم,, كنت في أوروبا وكنا ننشر بعض الإنتقادات عن النظام, وكنا نلصق النشرات الطلابية منتقدة الوضع المزري في العراق, جاء رئيس الإتحاد الوطني الطلابي البعثي , ليمزق النشرات , وقال لي عيب تتكلمون على بلادكم قلت له نحن نحب بلادنا ولكن نكره النظام, فما كان من السفارة إلا أن تشكونا للشرطة والخارجية , طلبت منا الجامعة والشرطة أن نقلل إنتقادنا للنظام العراقي لأننا لنا مصالح إقتصادية معه - هذا ما قاله عميد الكلية ونحن في بلد إشتراكي , فكيف إذا العراقي داخل بلده فالموت جزاءه حتما . لذا أنا أنتقد وأطالب بشدة تحسين أوضاع شعبنا المعيشية كما نرى الإحتجاجات في كل يوم وعلى كل قناة, في الزمن الأغبر من كان يتجرأ ولو بكلمة إنتقادية,كمثل كلمة البعثي الذليل صالح المطلك لرئيس الوزراء السيد المالكي لكان السيد المطلك في مكان ما من البرية. لذا نطبل من الحكومة أن تعمل من أجل الشعب وإلا سوف لن نسكت ولن نجعلها تنام قريرة العين حتى ينام شعبنا قرير العين , عريض الإبتسامة , حر سيد
    2 - العراقيون الشرفاء معك
    د احمد    29/02/2012 - 03:46:1
    شممت رائحة شكوى من خلال مقالك ولمست تهديدا واضحا لك من خلال عبارة الأشواك في دربك أنا اجد فيك من التصميم والشجاعة ما يجعلك لا تلتفت لهذه الأصوات النشار حتى انني اعتقدان السائرين معك في نفس دربك كثيرون انا منهم ومعي الكثيرون انت رئة نتنفس من خلالك عبير رفض الظلم ورائحة وطننا أزكي بكثير من ازماتهم وروائحهم العفنه لا اقول اكثر مما قلت سر انت مصباحنا لاكتشاف دروب الحق والسير بدروب الوطن محبتي الدائمة لك
    3 - فساد العهد الذي لخق حبل نجاة العهد الذي سبق
    د.حميد حسن    29/02/2012 - 10:23:4
    قلنا سابقا ان رأس مال العهد الفاسد(أي عهد)هو فساد العهد الذي يأتي على أنقاضه وليس ضروريا ان يكون العهد الذي يلي اشد فساداوظلما بل ان خيبة الجماهير فيه هي أهم اسباب الكفر بما أنجز. ولا نفع من تذكير الناس بظلم من سبق. كفى مقارنة السيء بالاسوء. اتحفظ واقول ليست هناك عهود فاسدة بل هناك اناس فاسدون ولم اسمع عن عضو فاسد صَلُح وصلاح الحال بأقتلاعه
    4 - اننا نساندك على هذا الطرح الرائع
    فؤاد السوداني    29/02/2012 - 11:10:0
    بارك الله فيك اخ حسن على هذا الطرح ولعن الله كل من يحن الى الزمن الماضي زمن صدام والبعث المجرم الكافر
    5 - حرب على الخطأ
    هيثم الغريباوي    29/02/2012 - 16:29:2
    الديمقراطية ليست محرك يتم تجميعه والانتهاء منه ثم تشغيله، انما هي عملية حياتية تصويبية اصلاحية دائمة ضد الخلل والخطأ والفساد الذي سيرافق سيرة بني البشر حتى يوم الدين، وليست ضد النظام الجديد بل معه بكل تفاصيله وهذا كان دائماً حلم العراقيين المنشود والذي سيدافعون عنه بكل ما يملكون. اما من يظن ان حسن الخفاجي وامثاله من الخلص يهدم وينقض فهو واهم وان البعث وفضلاته لا مقام لهم في العهد الجديد لأنهم لا يحسنون العيش الا في البيئات الموبوءة، وهم جزء من محركات الفساد الذي يجب ان يبقى في المعادلة لكي نشعر بطعم النزاهة والشرف كلما نلمحهم على جانب طريق التاريخ.
    6 - من عرف الايام لم يغفل عن الاستعداد ( الامام علي )
    ابومنتظرالعتابي    29/02/2012 - 17:03:3
    هذه هي الديمقراطيه التي كان حزب القرف البعثي يحرمنا منها . وعليهم اليوم ان يتعلموها منا . كان الحديث في السياسه والمطالبه بالديمقراطيه ممنوع في زمن الارهاب البعثي وشعارهم ( نفذ ثم ناقش )واليوم تعلموا معنا الديمقراطيه وراحوا يحولون كتابات كتابنا ومثقفينا الشرفاء الى شماعه يعلقون عليها غسيلهم الوسخ والقذر . هيهات هيهات لقد ولا زمانهم وذهبوا الى مزبلة التاريخ وعجلة التقدم لن نعود الى الوراء . اما ما يكتبه الاستاذ الخفاجي هو لتقويم المسيره وكشف عورات المتربصين بها خصوصا ونحن نعرف ان هناك الكثير من المندسين لحرفها عن جادتها . ثمان سنوات مرت على سقوط نظام الاجرام الصدامي ودماء اهلنا وشعبنا تسيل انهارا بسبب اولائك القاذورات ممن اقحموا في العليه السياسيه من امثال المطلق وظافر العاني والمجرم طارق الهاشمي والجنابي والدايني وغيرهم الكثير . لذا تاره تراهم يفجرون اجسادهم النته واخرى يبعثون تهديداتهم في الخفاء الى كتابنا الشرفاء وثالثه يستخدمون كتاباتهم لنقد العمليه الساسيه القائمه حاليا ليوحون الى الرعاع بان زمن القرف البعثي هو الافضل من وضعنا الحالي . ياهمج ويارعاع وياقاذورات البعث ايها المتناسخون من عفن وجيف المزابل . الحريه وكرامة الانسان فوق كل شئ . الحريه هي الحياة وتبقى اثمن من رغيف الخبز . ومن نال حريته فلا يمكن له ان يفرط بها . عودوا الى جحوركم كما الجرذان ولكم اسوه في قائدكم ابو الحفر المقبور صدام المجرم
    7 - كلمت حق
    ابو عبدالله    29/02/2012 - 23:32:2
    سيدي الفاضل (أعانك الله على قول كلمة الحق وبارك الله فيك)
    8 - احسنتم
    ابو ايمان    12/03/2012 - 20:46:2
    احسنتم استاذ حسن. شتم نظام البعث ينفس عن كبت عقود ولكنه لن يصلح الحال، والنقد الموضوعي البناء ضروري لصلاح الحال
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media