وصلنا إلى بول البعير!
    السبت 10 مارس / أذار 2012 - 23:17
    حسن الخفاجي
    في العالم الغربي تنتشر مراكز الأبحاث والدراسات العلمية والإنسانية, لذلك ينام الغرب ويصحوا على انجاز علمي واختراع واكتشاف وتطور وإبداع  أنساني يخدم البشرية .

    في عالمنا العربي تنتشر مراكز أبحاث لغوية وتاريخية ودور وفضائيات إفتاء , ما من يوم يمر دون فتوى و"لغوة"جديدة تعود بنا إلى: أفيال أبرهة الحبشي , وسيف عنتر , وحروب الردة , ومعلقات  شعرية هي رأسمالنا الذي نفاخر فيه !!!!.

    يولد ويعيش الإنسان الغربي في دول يحكمها دستور وقوانين يعرف حقوقه وواجباته . يولد العربي ويموت في بلدان لا سيادة لقانون فيها , لا يعرف اغلبنا حقوقنا وواجباتنا .

    يتعلق الغربي بالحضارات الإنسانية , يهتمون بالآثار ويقدمون خبراتهم ومساعدات مادية وتقنية للتنقيب عنها وصيانتها , الغريب ان مثقفيهم يعرفون عن حضاراتنا أكثر مما نعرفه نحن !.

    بينما قامت دول  عربية وأشخاص نافذون بهدم الشواهد الحضارية والتاريخية والمتاجرة بها , الأغرب ان فتوى دينية صدرت من الشيخ السلفي المصري محمد حسن تجيز سرقة الآثار , التي يعثر عليها الإنسان في ارض تعود ملكيتها له !!!.

     إضافة إلى جريمة حركة طالبان الأفغانية , حينما دمرت تماثيل بوذا التاريخية بعلم القرضاوي , دون الالتفات إلى اعتراض المجتمع الدولي بمنظماته.  في العرق أكمل لصوص ومؤسسات رسمية ما قام به لص الآثار الأول مرافق صدام وابن عمه ارشد ياسين , حيث سجلت هيئة الآثار والتراث  3600 خرق قامت بها الأوقاف الشيعية والسنية والمسيحية مؤخرا. !.

    يحترم اغلب إخوتنا المسيحيون الصليب باعتباره رمزا دينيا مقدسا,  بينما هدم السعوديون بيت النبي محمد ص  وشيدوا في مكانة  مرافق صحية . هدموا قبور بعض الصحابة وال البيت لأسباب تافه , فجر تنظيم القاعدة الضريح التاريخي للإمامين  العسكريين في سامراء العراق  , ينوي السلفيون في مصر تدمير مسجد الحسين  وأضرحة إل البيت , مثلما هدم السلفيون الليبيون قبور الأولياء والصالحين في ليبيا,  من بينها ضريح الولي احمد البكر- ليست له علاقة بالرئيس احمد حسن البكر- .
    في الغرب يجرم من يدعو لعنصرية ويميز في المعاملة على أساس عنصري , بينما توجد في بلاد العرب وسائل إعلام ودور إفتاء لا شغل لها غير التحريض على الكراهية والقتل , هم مستمرون  ببث أحقادهم للان دون ان  يمسهم احد بسوء , الأغرب انهم مدعمون وممولون من دول!!.

    لا دخل للدين في حياة الغربيين وممارساتهم اليومية , نرى حياتهم منظمة وتسير حسب الأصول . يقحم العرب الدين في كل شيء , نرى بين مجتمعاتنا انتشار الغش والكذب والخداع .

    هم مهتمون ويبحثون عن حياة وماء في الكواكب الأخرى , بينما  تسعى بعض دولنا وإعلامها إلى القتل والتدمير وسحق المعارضين .

    يطبقون المنهج التعليمي العلمي في مدارسهم , تخصص كل دول الغرب ميزانيات كبيرة للتعليم , بينما يوجد بيننا نائب سلفي في البرلمان المصري يقول:"ان تعلم اللغة الانجليزية مؤامرة "!!.

    اعتذرت اغلب كنائس أوربا  ودولها لضحايا حوادث التحرش الجنسي في الكنائس وعوضتهم , بينما لم نسمع  من مركز إفتاء أو  مؤسسة دينية إسلامية اعتذارا عن أخطاء وجرائم ارتكبها من حكموا باسم الإسلام بحق شعوب أخرى وبحق المسلمين أنفسهم , لا بل وجد بيننا من يفتخر بهذه الجرائم .

    الم تسمعوا بمن يفاخر بقتل الحسين ع , وضرب الكعبة بالمنجنيق وتكفير المخالفين في الرأي !؟.

    من نلومه على استبداده وجبروته ومن استند على عجز البيت الشعري:"إنما العاجز من لا يستبد "  للشاعر عمر بن أبي ربيعة  واتخذه شعاراً لحكمه هو الخليفة العباسي هارون الرشيد , في زمنه صنعت ساعة وتطور العلم والترجمة , بعد أكثر من ألف عام على وفاته لم يتمكن العرب من صناعة ساعة  أو إبرة خياطة  بجهد ذاتي , الأغرب ان مراكز أبحاث  تسمي نفسها علمية عربية , تدعو لعلاج الناس بحليب الناقة وبول البعير .

    في العراق بعد كل الفتاوى التي سمعناها عن تحريم التعرض للعراقيين بسبب اختلاف الدين والمذهب واللبس والشكل , ما زال بعض الشباب يقتلون لأسباب تافه تناولها الإعلام أخيرا , الأغرب ان احدهم عاتبني على مقالي الأخير حول الفنان فؤاد سالم قائلا "أنت من كل عقلك تريد الناس تتبرع المطرب مو حرام "
     
    (إذا ما الجهل خيم في بلاد   رأيت أسودها مسخت قرودا) الرصافي

    11-3-2012
    Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com

     
    التعليقات
    1 - مثل
    عراقي انا    11/03/2012 - 00:50:5
    ماذا نعلق يا اخ حسن غير انطباق المثل التالي(مثل بول البعير نرجع ليوره)
    2 - ماهو العلاج لمثل هذه الحالات المؤسفة
    فائق ألأسدي    11/03/2012 - 02:52:2
    هذه ملاحظات رائعه وموضوعيه جذريه من حيث الأهميه اولا أشكر الكاتب على هذا النقد البناء. أرجو من القراء الكرام أن ينحوا هذا النحو والبحث عن حلول عمليه لهذه الأمراض الأجتماعيه التي تفتك بالعقول والتقاليد التي تهدد الانسانيه الرجاء تعاونوا على البر والتقوى وسعة الصدر واحترام الرأي الأخر والوقوف مع الحق لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وكل ما تحدث عنه الكاتب هو دعوه للوقوف مع الحق .
    3 - صعوبة المهمة
    د احمد    11/03/2012 - 04:44:0
    اعلم ياصاحبي ان أعادة تشكيل الوعي والنهوض بمستوى وعي عموم الناس مهمة شاقة تحتاج لحنكة وملكة قوية لا تتوفر عند كل الكتاب الا النزر القليل من الكتاب وانت منهم ليس لي الاان ادعوا لك واتمنى لك التقدم الدائم وانت تسهم برفع مستوى وعي الناس وتشعل المصابيح في وجه العتمة وظلمة الليالي وظلم وظلام ارادوه دمت متألقا
    4 - شكرا للاخ حسن الخفاجي
    ابن الديوانيه    11/03/2012 - 13:14:0
    شكرا للاخ حسن الخفاجي على هذه المقاله الرائعه . لا ادري من الذي منح الحق الالهي لمثل هذه القرود بالقيام بتنفيذ ما يقومون به بحق الاخرين.
    5 - وأخو الجهالة في النعيم يبعرر
    فؤاد البصراوي    11/03/2012 - 15:02:4
    عزيزي حسن كالعادة , يأتي مقالك الرائع وشعوبنا الإسلامية وبالأخص العربية تغرق في البلادة والسفاهة والجهل , فجكليت المهاجر الذي يشفي كل ذي علة و بول البعير هو الدواء " الشافي" لكثير من الأمراض الوبيلة التي وقف عندها العلم عاجزا ومنها المرض الخبيث " السرطان" وحتى يقال إن بلاد الحرمين قدمت شيئا " للبشرية" غير الإرهاب "القاعدة والوهابية الإرهابية" حتى ولو بول البعير بعد أن سادها الجهل وتكفير الآخرين وما زالوا آخر الأمم في الحضارة وما زالت نساؤهم تسام سوم البعير المعبّدوما زالوا يصدّرون " الفتاوي" المتخلفة " التي لا تصلح لأي زمان ولكن بريالاتهم والبترودولاراتهم يحاولون أن ينشروا الإرهاب والتكفير والأفكار الهدّامة في كل بلاد التحضّر . ولكن بما إن شعوبنا لا تفكر بشكل حر وحضاري سوف تبقى غارقة في الجهل وسادرة في غيها وقصورها الذهني وبعيدة عن كل ما يمت الى الحضارة بصلة , فلا عجب أن يعيش شعبنا على " فتاوي" الجهلة وإثارة الحزازات والنعرات والتفرقة الدينية والنفخ في نار قد تكون تحت الرماد , وإيقاد النار يدفئ صدورهم المملوءة بالقيح والحقد الحقارة ويشحن رؤوسهم الخاوية إلا من خزين نتن وشرّير. تثقيف الناس في غاية الصعوبة لوضعهم على الصراط القويم والصحيح , بما إنهم ينهلون "فتاويهم" من أناس جهلة ويُخدعون من "رجال" في الدين زائغون وفي اللجة ضائعون, علينا أن نشذّب مجتمعاتنا من هؤلاء التافهون وبعدها نستطيع أن نعود بهم الى عصر النور وهو عصر التحضر وخلعهم من عصر التصحر
    6 - مما يؤخذ علينا
    د حميد حسن    11/03/2012 - 17:31:0
    أحسنت يالستاذحسن فتشخيص العيب اساس في إصلاحيه. نعم هذه سلبيات ومعوقات في حياتنا وتصليت الضوء عليها لا زم قبل محاولة اصلاحها والى تسليط الضوء على جوانب اهر من حياة مجتمعنا المنكوب بالطارئين على امره
    7 - Keep up the good work
    Adel    11/03/2012 - 23:32:2
    Dear Abu Ali, I have no words which explain how much I am impressed and satisfied with the way you express your self and with the effort you giving to educate us, we the readers. God bless you and bless all those who are like you...Rgds...ADEL
    8 - بين بول البعير ورضاعة الكبير
    ابومنتظرالعتابي    12/03/2012 - 04:04:1
    ونحن نعيش عصر الذره والفضاء . وهناك من يتسافل في الخرافه والدجل . بين بول البعير ورضاعة الكبير . حتى حولوا اتباعهم الى جمادات واحجار يسوقونهم حيثما ولوا سوق الحمير . ان اؤلائك لهم اهداف في تجهيل الناس والاستخفاف بعقولهم . والمعيب في الامر ان اتباعهم يجتمعون حولهم كما يجتمع الذباب حول مستوطنات الجيف والفطائس مستانس بقذارتها ومشبع جوعه منها . ولعل الذباب اسمى من عقول اؤلائك لانه يهتدي بغريزته الى مكامن عيشه واستمرار بقائه . اما اؤلائك لقد فقدوا عقولهم وضاعت كرامتهم دون ان يعوا لأنفسهم. شكرا للكاتب حسن الخفاجي وهو يؤشر على امراض الامه وخرافات الدجالين
    9 - Wow
    Hussein Najee    12/03/2012 - 15:39:5
    Khafaji: WOW! As always, your writings make my laugh my heart out and cry at the same time. I laugh at your truthful sarcasm and cry for the stupidity of the Arabs/Moslems who think they are civilized. For you, I raise my hat Hussein Najee Sanaa, Yemen
    10 - صح قلمك با أخي
    Laith Raouf    13/03/2012 - 16:04:2
    لآ أستطيع إلا أن أكرر ما جاء بكتاب الله:(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ [الرعد : 11]) وعسى أن يتعظ الناس.
    11 - خالف شروط التعليق
    ...    16/03/2012 - 05:46:1
    ...
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media