"علينا العيش معا كإخوة أو الفناء معا كأغبياء"
    الأربعاء 18 أبريل / نيسان 2012 - 20:52
    حسن الخفاجي
    سأفتي بما أفتى به "أبو نؤاس" يوما حينما سئل "أيهما أكثر إكراما للميت المسير أمام النعش أم خلفه "أجاب "لا تكن داخل النعش وسر حيث طاب لك المسير " .

    أقول يجوز لنا المسير خلف أو أمام أي جنازة باستثناء جنازة العراق الواحد , بإمكاننا الكتابة في أي شأن , عدى ان نبيع العراق بسوق نخاسة  أو ان نكون شركاء في  التآمر عليه أو ان  نسهم بتازيم وتوتير أجواء الاحتقان والخصومة .

    بعد مقالي الموسوم (كيفية إطفاء الحرائق بالبنزين) , نهشتني وحوش ضارية لا تعرف قيمة الاعتدال والوسطية , ولا تجيد غير رمي صفائح البنزين فوق لهيب حرائق الوطن .آخرون تربعوا على كرسي الوعظ وأشبعوني قدحا وذما , حتى إنهم اعتبروني "خارج الملة"!. لأنني وقفت موقف من يخاف على العراق ومستقبل أجياله , المرحلة في العراق الآن تتطلب ان يسهم العقلاء بالتخفيف من حدة التوتر والشحن , التي لا تخدم إلا أعداء العراق الجديد .

    مازلت اعتقد ان معسكر أعداء البعث والدكتاتورية يجب ان يظل  متماسكا , لان أعداء العراق  الجديد وأعداء الديمقراطية إذا تمكنا من إطاحة تجربة العراق–لا سمح الله –, وعادت الدكتاتورية فإنهم لن يرحموا كل الأطراف المشاركة بالعملية السياسية  , حتى حسنوا النية الذين يدافعون عن البعثيين بحجة المصالحة الوطنية !.

    ليس مطلوبا ان يكثر شهود الزور , الذين يشهدون ويحلفون بأغلظ الأيمان من اجل دراهم معدودة , هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم , هم عبيد من يدفع أكثر , هم كثر يقفون أمام المحاكم ومنهم من الكتاب أيضا !!.

    ان لغة العقل والمنطق والاعتدال والمحافظة على نقاوة الأجواء , التي تُنمّي القواسم المشتركة بين الجميع .هذه بالضبط مهمة  كل وطني يخاف على العراق ومستقبله .

    ان أعداء العراق  الجديد معروفون ومشخصون , هم من ظلوا لليوم الأخير من عمر النظام يرتدون الزيتوني  ويدافعون عن النظام واجبروا على خلعه والعودة بزي جديد .آخرون من العملاء الصغار – وان كبرتهم المناصب ورفعت من قدرهم الوضيع– , الذين يأتمرون بأوامر بعض دول الجوار والإقليم .

    اعرف ان الوسطية والاعتدال تهمة في ظل أجواء الشحن الطائفي والعرقي , اعرف أيضا ان تكون وسطيا ومعتدلا فانك تعد مجرما من وجهة نظر الشوفينين  والمتشددين .

    ان عملاء  بعض دول الجوار ممن دخلوا العملية السياسية  والبعثيين ومن تحالف معهم , ممن يعملون على تحويل تجربة العراق إلى حلبات لمصارعة الديكة , يمنون النفس بنجاح مخططاتهم بجر العراق إلى ساحة لقتال الإخوة أبناء البلد الواحد .فات هؤلاء ومن سار معهم ونفذ مخططاتهم ان يعرفوا: ان حلبات مصارعة الديكة لا تنجب أبطالا فائزين وإنما تنجب مقامرين خائبين .ان من يهتفون بهسترية لديك يدمي ديكا آخر لا يعرفون معنا  للوطن والإنسانية .

    أومن بحكمة تنطبق انطباقا تاما على الواقع العراقي والعربي قالها الحكيم مارتن لوثر  كنج لخصومه العنصريين حينما خاطبهم قائلا (علينا العيش معا كإخوة أو الفناء معا كأغبياء)

    Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com
    19-4-2012
     

    التعليقات
    1 - أهلا بالعراق الأحد
    فائق ناصر ألأسدي    18/04/2012 - 22:10:3
    أحسنتم أيها الوطني الصادق فالعراق الواحد الأحد حق واقع مهما نعق من ناعق . الحق ثابت وعراق الخير حق ثابت لكل العراقيين والباطل يموت بتركه . البعثيين العراقيين هم الباطل وهم الى زوال ومنقرضون . المالكي وطني وهو رجل المرحله والدكتور الشهرستاني رجل نبيل وطني وهناك نخبه طيبه وصادقه في كل مدن العراق من كل شرائح الشعب العراقي. أظم صوتي مع الكاتب ومع كل العراقيين الوطنيين في الداخل والخارج . الساكت عن الحق شيطان أخرس.
    2 - اصيل والنعم
    كمال    18/04/2012 - 22:41:5
    ابن اخي وحبيبي ونور عيني احلف بالله وبالمقدسات انكم الاجدر بتولي رئاسة الدولة من اي شخص آخر كل ما تطرحه وتكتبه عين الصواب والمنطق اتمنى ان يكون هناك اناس يتطلعون وينفذون الجزء اليسير منها لتجاوز البلد كل المصاعب والمشكلات . بارككم الله ودمتم وشكرا للموقع على نشر التعليق مع التقدير
    3 - الجود بالنفس من أجل العراق
    فؤاد البصراوي    18/04/2012 - 22:44:3
    عزيزي الأخ حسن, أنا وأنت وغيرنا من الكتّاب الذين نكتب وننتقد ليس من أجل النقد أو قول أي شئ وإنما بناء على قوله" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ...)وها نحن نحاول أن نغيّر بعض الشئ بأقلامنا وعبر الإنترنيت أو غيره- بما إننا نعيش عصر التحضر والتطور والتقدم وليس بسيوف صدئة . أنا من عادتي وطيلة عمري الذي بلغ السادسة والستون أن أقول الحق حتى ولو على نفسي. نعم وضعنا " الديمقراطي" الجديد ما زال يحبو ويتعثر وتكثر المطبات والعثرات في طريقه , قد تكون بفعل فاعل !! أو عثرات قديمة مترسخة غير قابلة للتغير والتبدل والتنوّر. علينا أن نفرّق بين الغث والسمين والشحم والورم وإن لا نسكت عن الأخطاء بحجة إن هؤلاء كانوا من "المعارضة الوطنية" , يجب أن نصحح خطواتهم بنقد هفواتهم والذي على المدرجات يرى الملعب وأخطاء اللاعبين بصورة أفضل مما يراها اللاعبون أو المدرب صاحب الخطط وقد يكون اللاعب جيدا وله سمعة جيدة ولكن ليس من الضروري أن يسجل هدفا وقد يخطئ التهديف مرارا رغم الفرص المتاحة والسهلة ونحن الجمهور من على المدرجات نصرخ ونشجع ولكن يخسر الفريق ونخسر نحن ويصيبناالإحباط والحزن والكآبة والهم , ولكن لا نستطيع أن نغيّر إسلوب المدرب "الحاكم" إذا لم نشحذ الهمم لصعود القمم ومن ثم إزالة النقم على هذا وذاك وهم أسباب الألم. وكما قال الإمام علي " لا ترهبوا طريق الحق لقلة سالكيه" ونحن نسير في طريق محفوف بالمهلكات من كواتم وعبوات يبقى حبنا للعراق بيتنا ومسقط رأسنا هو الأحق بالجود بالنفس والجود بالنفس أقصى غاية الجودوعلى الجميع أن يشعر بذلك وليس الصراع على المناصب والمكاسب في وقت يرزح شعبنا تحت خط الفقر في بلد يطفو على بحيرات من الذهب الأسود تجف عندما تختفي رائحة النفط في العالم كله, نريد شعبنا حتى ذاك الحين أن يعيش سعيدا مرفها
    4 - عجبي
    حسن أسد    19/04/2012 - 00:39:3
    أبدأ بمقولة للأمام علي . لا تستوحش طريق ألحق لقة سالكيه .. عجبي لمن يتلفظ بالسوء فيك فأني لم أجد في كل كتاباتك غير القسوة . نعم القسوة على أعداء الحياة والإنسانية والحب إذن فمنتقديك هم من الفصيلة الاُخرى او في نفسه مرض الحقد والكراهية الذي تحاول أنت علاجه .. عزيزي حسن . كما بدأت بقول للإمام علي أنهيه بآخر له .. لو كل كلب عوى ورميته بحجر لصار المثقال منه بدينار .. تحياتي
    5 - نعم للنقد لا للهدم
    ماجد العماري    19/04/2012 - 03:18:0
    تحية لك يا خفاجي وانت تبدع وتقف في المقدمة دوما وكما عهدناك مقال الاستاذ حسن واضح هناك فرق بين النقد للتصحيح وبين التكالب من اجل الهدم لم يقول الكاتب لاننتقد وهو نفسه انتقد الجميع بروية اكثر من مرة وباكثر من مقال لكن هناك خيط بسيط بين من يتصيد في مياه العراق العكرة لتازيم اوضاع العراق كما ذكرها الكاتب وبين من يكتب للاصلاح اعتقد ان قصده واضح الاصطفافات والتكتلات خلف ص و س هي من تهدم البناء تقديري لك وانا تسهم في بناء العراق لاختيارك ان تكون محاميا عن العراق بدل عنا لقد اخذت تفويضا من قلوبنا قال مهوالنا قديما(يردس حيل الما شايفهه والشايفهه يلف عمامه) دمت متألقا ماجد نعيم العماره
    6 - لاتربط الجرباء حول صحيحة خوفآ على تلك الصحيحة تجرب
    ابومنتظرالعتابي    19/04/2012 - 04:19:4
    الاخ الفاضل حسن الخفاجي . لا ادري ولست ادري كيف يتعايش من هو ارهابي وقاتل مع الشريف ونظيف ذات اليد . وكيف يتعايش من يرفع كفه للسلام والمحبه مع من يرفع كفه للاعتداء والشر . وكيف يتعايش من يحمل صفاء النفس والروح وبين من يعيش الحقد والكراهيه والعفن . وكيف يتعايش من هو وطني شريف وبين من هو عميل وخائن . وكيف يتعايش من يقود العجله للامام ومن يضع الحجر امام العجله والعصي في الدواليب . وكيف يتعايش من يحمل الطهر عنوان وبين من يحمل القذاره والعفن عنوان اخر . وكيف يتعايش من يريد عراق ديموقراطي وبين من يسعى لعودة حزب البعث الجايف . هيهات هيهات ان يجتمع المتضادان ويشكلان مسيره واحده ( يقول الامام علي ع لولده الحسن ع ) اياك ومصادقة الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك . واياك ومصادقة الكذاب فانه يقرب اليك البعيد ويبعد عليك القريب . واياك ومصادقة البخيل فانه يقعد عنك احوج ما تكون اليه . واياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه .
    7 - لا تأخذك في الله لومة لائم
    FHS    19/04/2012 - 15:02:1
    الاستاذ العزيز صاحب الكتابات الرائعه الله يسدد خطاك ويوفقك وان شاء الله تستمر في كتاباتك الرائعه الوسطيه والمعتدله خدمة للعراق الجديد
    8 - هذه هي الحسنة
    د. حميد حسن    19/04/2012 - 16:17:2
    يقول تعالى ان الاصلاح بين الناس حسنة يجزى عليها المرء وهذا ما يفعله الاستاذ حسن يواصل بين الاخوة بالكلمة الطيبة لعل الجفوة سحابة صيف. لا حيار لنا الا ان نعيش سوية رغم انه يبدوا ان بعضهم قد ادمن على القتل والتال هذا هو قدرنا يبدوا ان العلوب إسودت لعل الاجيال القادمة ارحم بنفسها وبالمساكين من ابناء جلدفهم وان لا يخطئوا الحساب
    9 - نعم الرأي ولكن
    علي    19/04/2012 - 17:02:4
    حقا أننا أخوه نركب مركبا واحدا, في بحر متلاطم الأمواج , فأن غرق المركب غرقنا جميعا...نعم نتفق مع هذا الرأي كليا, ولكن ( وهنا يكمن الشيطان في ال لكن), هل تتقبل الأطراف الأخرى( وليس طرف واحدا!) هذا الطرح العاقل الرزن الموزون ؟... أم سيقفز الشيطان من ال(لكن) ليلعب دوره المخرب ونغرق جميعنا بين الأمواج العاتيه...وحينها لا ينفع الندم.نتمنى أن تصفى القلوب من شر الوسواس الخناس. أخي الفاضل أبو علي : سيبقى الصراع قائم الى أبد الأبدين... وهذاهو ما أثبته التأريخ عن الصراع, وسيستمر الى ما شاء الله.... لكن في وقتنا هذا سيكون العفيف الشريف من كان موقفه مع الحريه والعدل والمساواه للجميع وعلى اساس المواطنه والكفاءه وحب الوطن , عندها لا يخشى من الغرق ... شكرا لك على هذا المقال النابع من أصاله معدنك وصدق وطنيتك ... ونقول لك :أن الحر لا يخشى الحقيقه من ملام . كما ان الوحوش الضاريه هذا ديدنها فهي تنهش ليلا نهارا في كل الازمنه ولا تكل من النهش ... فلو لم تنهش لبادت اسنانها وسقطت , انها مخلوقه للنهش لا أكثر, أيضا شكرا موصولا ل(الأخبـــار).
    10 - عجيب امور غريب قضيه
    علي الجارالله    19/04/2012 - 19:10:0
    رحم الله الفنان جعفر السعدي ... انا مااعرف هم عليمن مختلفين ( السياسين ) الغريب في الامر عندما يفرغ منصب مدير دائرة او حتى مدير مدرسة ابتدائية ان الذي يحصل ان الاحزاب تتعارك فيما بينها على هذا المنصب ليش مادري وما هي الجدوى من ذلك هل هي لخدمة العراق لااعتقد ذلك ولكن لخدمة اغراض حزبيه ضيقه ... فانا اعتقد ان حماة العراق هم من الناس الفقراء والبسطاء والطيبون وليس من الحواسم ... من الناس الذين رضوا بالقليل القليل وبقوا ولم يندفعوا مع موجة المناصب وهوس الاحزاب مثل ماركبها الانتهازيه نفسهم الذين كانوا مع البعث
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media