ابن هرمة وابن...!
    الجمعة 27 أبريل / نيسان 2012 - 21:52
    حسن الخفاجي
    إبراهيم ابن هرمة شاعر مخضرم عاش العصرين الأموي والعباسي.
    دعي لحفل زواج التف حوله أصحاب المناسبة والحضور, ظلوا يسمعونه آيات من القران الكريم , بعد مغادرته الحفل جائعا سأله سائل عن رأيه بالحفل والحضور قال: من دعوني تطرقوا لكل سور القران, لكنهم نسوا سورة المائدة وخرجت جائعا !.

    الاختلاف والتقاطع في المواقف ووجهات النظر سمة من سمات أي نظام ديمقراطي حديث العهد , لكن ان يصبح التقاطع والاختلاف ظاهرة , ويصبح الإرباك والتازيم هو السائد ويغيب الاعتدال والحوار والالتقاء والتوافق , عندما هذا الحد لابد لنا من ان نعرف الأسباب.

    ذهبنا للانتخابات وانتخبنا برلمانين بتجربتين , برلماننا افرز ظواهر لابد من الوقوف عندها , لان البرلمان هو ترمومتر أي عملية سياسية ديمقراطية .

    يجتمع البرلمانيون بحضور يكاد يكون دون غيابات تؤشر حينما يتعلق أمر الحضور بحصولهم على امتيازات , يعودون للتغيب وتؤجل في كل دورة برلمانية العديد من الجلسات لعدم اكتمال النصاب !!.

    ظاهرة أخرى خطيرة هي الحضور والانسحاب من الجلسات لإفشال التصويت على قرارات تهم الشعب منها: محاسبة فاسدين , أو إقرار قوانين لها علاقة بحياة الناس , الأخطر أننا لمسنا من البرلمانيين وقوف الأكثرية ضد إقالة ومحاسبة الفاسدين , الغريب ان رئيس كتلة العراقية لم يحضر إلا لاجتماع واحد وهو اجتماع ترديد القسم , مثل  السيد علاوي الكثيرين !.

    من الساسة سمعنا عمن يسرقون النفط جهارا نهارا دون رادع وحساب, سمعنا عن اختفاء  مليارات الدولارات , سمعنا عن سرقات ورشا وفساد ومفسدين , سمعنا عن عراك  من اجل المناصب , سمعنا عن ساسة شيعة لم ينطقوا بكلمة للان ضد إيران , حينما تغمر مياه بزل حقولهم أراضينا , حينما تبني السدود على الأنهار , التي تصب في انهرنا  , ينبري الساسة السنة لهذه المهمة بإتقان  وأغلبية!.

    ويتصدون لكل ما يخص إيران , حتى ان بعضهم وهم برلمانيون وفي مواقع حساسة انبروا يدافعون عن منظمة خلق !!!.
    في حين يلتزم اغلب القادة السياسيين السنة  من القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الصمت تجاه تدخلات اوردغان المتكررة في قضايانا , بعضهم أعطى لاوردغان الحق في التدخل !.
    لم يتطرق قيادي من العراقية ويعطي رأية بالسدود التركية !.
    والأغرب ان اغلب الساسة السنة يلتزمون صمتا مطبقا عندما تتدخل السعودية أو قطر في الشأن الداخلي !!!.

    سمعنا من ساستنا ما يخجل كل وطني من سماعه , حينما يصبح الوطن حملا مذبوحا تتقاسمه الطوائف والأعراق , حينما يشهر المتعصبون سيوفهم لذبح الوطن , ويتبارى سياسيون رفعهم حظ العراق العاثر إلى واجهة الأحداث ليكونوا ضمن الصف الأول من الرماة , الذين يوجهون سهامهم لصدر الوطن ونحره !!.

    الطائفية والقومية فوق الوطن والوطنية و(من هالمال حمل جمال) . لا غربة ان تكون اخطر الإحصاءات , التي تهم العراقيين خارج التغطية  البرلمانية والسياسية , ولم تحظ  باهتمام كبير ,  ولا يجري تداركها ووضع البرامج والخطط  للحد منها واحتوائها وحلها .

    أزمة المياه المستقبلية وسدود تركيا وإيران لم تحظ بعد بإجماع وطني.
    هل من مصيبة  وخطر يحيط بالعراق اكبر من هذا الخطر ؟.

    حسب إحصائية رسمية من وزارة التخطيط لم يتكلم عنها احد , في العراق أكثر من مليون أرملة وعانس , وخمس ملايين يتيم , ثمة إحصاءات غير رسمية تفيد بوجود ملايين العاطلين عن العمل , ملايين المهجرين والمهاجرين , ومئات الآلاف  ان لم يكن مليون ونيف من المعاقين والمصابين بالسرطان !!.

    لا غرابة بعد كل هذا ان يخرج العراقي الفقير من رحم معادلات الساسة دون اهتمام  , مثلما خرج  الشاعر ابن هرمة  من حفل الزفاف دون عشاء .اغلب ساستنا ناقشوا كل شيء ونسو  مناقشة جوع العراقيين ومرضهم وآفات اجتماعية تنخر فيهم , لكن اغلبهم مصرون على مناقشة وتطبيق اتفاق اربيل , الذي لا نعرف عن بنوده شيئا !!
     
    (هناك فرق بين حق يمنحك القوة وقوة تمنحك الحق)

    Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com
    28-4-2012
     
    التعليقات
    1 - لك ألله ياوطني
    الدكتور أبو الغفاري    27/04/2012 - 23:18:0
    ألأستاذ الفاضل حسن الخفاجي المحترم تحياتي مقالك أكثر من رائع ولقد أصبت به كبد الحقيقه هؤلاء الساسه الذين أنتخبناهم لايستحقون عفطة عنز ولقد أثبت غالبيتهم العظمى أنهم لا يملكون قيراطا من الشرف والوطنيه تسع سنوات من النهب والسرقات والرشاوي وقطع الكهرباء وعدم وجود الصرف الصحي وتفشي مختلف ألأمراض التي لم نجدها في كتبنا الطبيه هؤلاء الساسه يا سادتي أظنهم جاءوا من كوكب لآخر فلو كانوا من كوكبنا وأرضنا ووطننا لأمتلكوا قليلا من الحياء والغيره على الوطن والشعب الجريح لقد أوصلونا الى هذا الدرك السافل فحذاري من أعطائهم صوتا واحدا في ألأنتخابات المقبله فحذاري من أن يتضحكوا على شعبنا الجريح بأسم الدين والقوميه والمذهب والطائفه فلقد ثبت بالدليل والبرهان أن من يسرق شعبه ويجوّع أبناءه ويكون سببا في التدخلات الخارجيه ألأقليميه والدوليه لم ولن يملك ذرّة من الوطنيه لك ألله ياشعبنا الجريح لك ألله ياوطني المعروض كسلعة للبيع في سوق النخاسه هؤلاء شوهوا سمعة الدين والطائفه والمذهب والقوميه فالدين منهم براء براء براء
    2 - الما يسوكه مرضعه سوك العصى ما ينفعه
    ابومنتظرالعتابي    28/04/2012 - 00:13:5
    اولا يا ابا علي ان برلماننا لا يساوي عفطة عنز في سوق البرلمانات المحترمه والحريصه على مصالح شعوبها التي انتخبتها . لم يجتمعوا بكامل اعضائهم ولا مره واحده سوى اجتماع القسم كما ذكرت في ثنايا مقالك الموسوم ابن هرمه . لقد ادمنوا الغيابات والمهاترات والمؤامرات والحضور للحفلات الماجنه في مواخير سوريا والاردن . والادمان على السفر المكوكي لقطر والسعوديه لاستلام شيكات الخيانه والمهانه والذله . منذو سقوط بغداد ومجئ برايمر سئ الصيت انقسم الشعب العراقي الى ثلاثة اقسام بمساعدت قوانين برايمر وتدخل دول الجوار وقبول البعض من العراقيين بان يصبح مطيه وعميل وخائن مقابل كوبونات من فتاة وموائد قطريه وسعوديه وايرانيه . انقسم الشعب طائفيا سنه وشيعه وسالت جراء ذالك انهار من دماء العراقيين وانقسم الشعب قوميا الى كورد وعرب ومهئ الآنْ لأنْ تسيل دماء جديده جراء ذالك . لا يوجد تفاني ولا وطنيه عند رئيس الجمهريه لرأب الصدع . ولا تفاني ولا شعور بالمسؤليه لدى رئيس البرلمان . الكل يجر النار الى قرصه الكل يحاول ان يحصل على جزء من الكعكه . وكلما يفشل في الحصول عليها يذهب الى الاسياد واولياء النعمه يتامر ضد بلده . لقد اصيب الاخوه السنه بداء الطائفيه وهم مستميتين في عودة القرف البعثي من جديد . واصيب الاخوه الشيعه بداء الفساد الاداري والاجتماعي والسرقات وهلما جرى . يا ابا علي الخفاجي لقد وضعوا لنا دستور ملغم . وإلاّ كيف يجيب رئيس ديوان اقليم كوردستان على اسئلة الصحفيه هيفاء الحسيني عندما قالت له رئيس الوزراء لا يستطيع ان يعين موظف صغير في الاقليم ماذا اجابها هذا السياسي المخضرم الفلته ( هذا حق كفله لنا الدستور ) طز بهذا الدستور وطز بمن وضعه . هذا الذي شجع الاخوه الكورد على الانفصال والتعالي على المركز . المشكله والمصيبه هذا يجري بمرأى ومسمع الاخوه السنه . وهم ساكتين نكايه في الحكومه لان رئيس الوزراء شيعي . والمصيبه الكبرى اعتقاد الكورد ان اصطفاف القائمه العراقيه معهم سيمكنهم من الحصول على ماربهم . وبذا سيفقدون حلفائهم وتضيع عليهم المشيتين في المثل المعروف . الخلاصه من القول . جعلوا العراق مرشح لان تكون فيه ثلاث دول . كورديه شيعيه وسنيه . ومعذره للاخوه في الموقع والقراء على الاطاله
    3 - هذي الطينة من هذي العجينة
    Yasin T. al-Jibouri    28/04/2012 - 03:19:3
    During the past years, say thirty to forty, to be exact, our people in Iraq have changed a great deal, that is, to the worse. Now what you see in the parliament and government is the product of the "worse" and actually "worst" type simply because هذي الطينة من هذي العجينة This is a sad fact. Every pot drips of its contents. This is not meant to insult our great Iraqi people but to advise my fellow Iraqis to conduct a courageous self-examination and admit that it is their fault that we see now the catastrophic conditions as they are. These conditions are not the product of the moment but the result of many years of deterioration of morals, ethics, greed, dishonesty, in some people throwing themselves in the laps of a number of wealthy Arab Gulf countries..., and the list goes on and on. So, what do you expect?! Are our people going to admit this fact? I very seriously doubt it
    4 - بوركت جهودك
    د احمد    28/04/2012 - 04:57:0
    تبحث في الماضي لتجعله في خدمة الحاضر تجهد عينيك المتعبتين من اجل ان تمتع أبصارنا بلوحات خطتها يد فنان يطوع ريشته وأفكاره لإمتاع جمهور عريض يؤمن بما تكتب وننتظرك بشوق أوصيك بان تقل وتراعي بصرك دمت بصحة وخير
    5 - اما خونة او حمقى
    عباس العزاوي    28/04/2012 - 06:15:0
    استاذي الغالي حسن الخفاجي حفظك الله من كل سوء واطال في عمرك وانت تضطلع بهموم وطننا الحبيب العراق وتناقش بحرفية متميزة مشاكله المستمرة.. واود هنا ان اضيف بان السيد علاوي حضر جلسة اخرى غير القسم كانت للتصويت على بقاء المفوضية الفاسدة وخرج منتصرا على مصالح شعبه... , فالفساد اقرب الى نفوسهم المريضة... ان ينسحب البرلماني بتآمر لافشال بعض القرارات فهذه خيانة واضحة ومقصودة للامانة وللوطن , لااعرف هل يريد هؤلاء المرتزقة والفاسدين ان يدفعوا الشعب للانتقام منهم ومن العملية السياسية , هل يريد هؤلاء ايصال فكرة ان الديمقراطية لاتخدم العراق ويجب تدميرها!!. شكرا لك مع تحياتي ومحبتي الدائمة
    6 - Like dinosaurs
    Hussein Najee    28/04/2012 - 11:28:4
    Brilliant article; as usual from Mr. Khafaji. Democracy and freedom of speech brings out the dirt. And I assure you, these dirty and cheap politicians have the DNA of dinosaurs; they will be extinct sooner than we think. God bless Iraq.
    7 - من عندي كل الصوج
    adel toma oraha    28/04/2012 - 11:44:2
    العزيز حسن الخفاجي احيي فيك هذه الوطنية الصادقةوالتي لا تتوفر عند غالبية الساسة والبرلمانيين العراقيين .العبرة الان في الانتخابات القادمة هل سينتخب الشعب نفس الوجوه والاشخاص ام سنرى احزاب جديدة لا تنتمي لمذهب واحد ولا عشيرة واحدة ولا قومية واحدة وحوه نرى خارطة العراق مرسومة على جباههم هدير دجلة والفرات يسمع حين يتكلمون .كيف نحقق هذا الحلم؟ الجواب من خلال امثالكم من الوطنيين الذين يمارسمن الكتابة او الاعلاميين في المجالات الاخرى لحث الشعب عدم تكرار الخطأ القديم وانتخاب دماء جديدة غير مرتبطة وممولة من دول الجوار او من اي دول اخرى وبذلك يكون درس لكل من لا ينتمي للعراق.
    8 - القيد والقيادة
    مظهر الجوهر    28/04/2012 - 20:31:2
    لك القول ولكن من دعى الى الوقوف عند ابواب الانتحابات من دون نخب فهو شريك في اباحة كل حرم هذا الانسان اولسنا نقول(لعن الله امة ظلمتك وقتلتك وسمعت بذلك فرضيت به).ان ما يحدث الان مشبه لما حدث عند سقوط العراق في العام 1918 واحتلال الانكليز له وكيفية ادارة المجتمع حين اذوتوليت بعض من لاخبرةله او القدرة لادارة دولة ناهضة و التاريخ الاجتماعي واضح وصريح في كيفية ايجاد تلكم السياسين وكذلك اخطائهم وما نرثه الان هوما بذره اولائك من من زيغ للسلطان والمال فوضعوا القيد على القيادةوسار الزمن بهذا الارث.
    9 - حرامية بغداد
    سالم يوسف    29/04/2012 - 15:12:0
    مع كل الاسف لا زال الكثيرون يلومنون بول بريمر على فعلته وكانه جاء من كوكب اخر انها مشكلة اجيال ومشكلة العادات والتقاليد الباليه وامحاء الاخر٠ عجبي ان بول بريمر نفسه قال ان حميد مجيد موسى هو الشخص الوحيد الذي راه يريد خدمة الوطن ويعرف بالضبط ماذا يقول والبقيه كلهم كانوا يلهثون وراء مصالحهم الشخصيه٠
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media