من يحاول إجبار السيد طالباني على تغيير قناعاته ؟
    الأحد 17 يونيو / حزيران 2012 - 19:53
    حسن الخفاجي
    "إذا أجبرتني الظروف على مخالفتي قناعتي المبدئية هذه فسأقدم الاستقالة من رئاسة الجمهورية" .هذا النص جاء برسالة السيد طالباني التي وجهها إلى السادة برزاني وعلاوي والنجيفي .

    من له إلمام بسيط في اللغة العربية يعرف ان كلمة "إذا" أداة شرط غير جازمة  , لكن ورودها في رسالة السيد طالباني تأخذ معنىَ أعمق من كونها أداة شرط غير جازمة , إنها تأخذ معنى التحذير القوي الرادع  .ما الذي اجبره على التلويح  بالاستقالة ؟.

    الكل يعرف ان السيد رئيس الجمهورية تعرض في الفترة الماضية إلى ضغوط عدة خارجية وداخلية  كل هذه الضغوط لم تثنه عن تغيير قناعته مثلما ورد في رسالته .

    ترى من يحاول إجبار رئيس الجمهورية على تغيير قناعاته وتلويحه بالاستقالة ؟ .لقد تعرض السيد طلباني إلى حملة ظالمة قادها في البداية أشخاص مغمورون في أحزابهم وكتلهم , بعدها  قاد الحملة  برلمانيون وأشخاص مقربون من قادة الكتل , حتى ان بعضهم أساء إلى السيد طالباني  ووصل الأمر بأحد أعضاء التحالف الكردستاني بالطلب من رئيس الجمهورية عدم السفر للعلاج وترك  قضية حجب الثقة !.

    كل هذا حدث والسيد طلباني صامت , لكن نزول علاوي على خط التصريحات وتقويله للسيد طلباني ما لم يقله , عندها ازدادت حدة المواقف والتصريحات المسيئة للسيد طالباني , مما اضطره لان يوضح جزءا يسيرا مما جرى خلف الكواليس , وكانت رسالته واضحة وحازمة .

    الكل يعرف ان السيد طالباني هو شريك أساسي في التحالف الكردستاني مع السيد برزاني .ترى لماذا  انفرد السيد طالباني بموقفة ولم يماشي السيد برزاني  في موقفه من حجب الثقة ؟.

    لقد أجابت رسالة السيد طالباني على انه يجب ان يكون محايدا , لكن الإجابة الأهم حملتها فقرة التلويح بالاستقالة حين ذكر برسالته "إذا أجبرتني الظروف على مخالفتي قناعتي المبدئية" هذا يعني ان قناعة مبدئية تمنعه عن مسايرة الساعين بمشروع سحب الثقة  .من الموروث الشعبي عرفنا :ان من يريد العنب علية تجنب قتل الحارس أو كسر السلة .ان كانت قناعة من يريدون حجب الثقة نابعة من قناعات شخصية مبدئية تهم مستقبل العراق الديمقراطي عليهم الاحتكام للدستور , أو سماع رأي رئيس الجمهورية حامي الدستور , وان كانت قناعاتهم قتل الناطور وليس تحصيل العنب , فان أغلبية النواب وأغلبية العراقيين لا يؤيدونهم في مسعاهم !.

    شيء آخر مهم ذكرته رسالة السيد الرئيس تستدعي التوقف عنده هو ما ذكره  انه لن يقف ضد" الأكثرية الشيعية " التي لا يمثل التيار الصدري سوى ربعها .

    ترى من له مصلحة حقيقية بالوقوف ضد الأكثرية الشيعية ويحاول تجريدها من استحقاقها الانتخابي ؟.

    من خلال الرسالة يتبين ان مشروع حجب الثقة سيؤدي بالنتيجة إلى خسارة الأغلبية الشيعية  لاستحقاقها الانتخابي  لمصلحة أقلية.
    ترى  من سيستفيد إذا خسرت الأكثرية الشيعية استحقاقها الانتخابي ؟.
    موقف التحالف الشيعي بالضد من حجب الثقة باستثناء الصدريين .
    هل لمصلحة قوى داخلية فقط دون تدخلات إقليمية يجري كل هذا؟.

    ذكر السيد طالباني ان السيد فخري كريم هو من هيأ  طلب حجب الثقة. ترى ما هو موقع ووظيفة السيد فخري كريم ليهيئ طلب حجب الثقة عن رئيس وزراء  العراق ؟.الذي فاز بأغلبية أصوات العراقيين, والذي انتخبته الأكثرية البرلمانية ليكون ممثلها برئاسة الحكومة 1.

    الشيء الأخر الملفت ما قاله المتهم الهارب طارق الهاشمي في ختام حديثه مع قناة 24 الإخبارية الفرنسية ليوم 17-6-2012  , حين قال انه جاهز ومهيأ للذهاب إلى العراق في اقرب فرصة .ترى على أي مصيبة يراهن المتهم الهارب الهاشمي كي يعود "فخامته" لمنصبه ؟.

    تزامنت كل هذه الأحداث بتركيز الإرهابيين هجماتهم وإيقاعهم اكبر عدد من الشهداء  في صفوف العراقيين , كي تعطي البعض الذريعة بان حكومة المالكي عاجزة عن حماية العراقيين والقيام بمهامها .لقد قال ذلك صراحة  المتهم الهارب طارق الهاشمي في  اللقاء ذاته حين قال: "ان المالكي فشل في إدارة الدولة وحماية العراقيين وعليه ترك المجال لغيره" !!.

    في أي مخطط يريد البعض للعراق ان يسير؟.
    جرى ويجري كل هذا والبعض مازال يتهم الذئب بدم يوسف !.
    "الشائعات وكالة أنباء الضعفاء"

    رابط رسالة السيد طالباني
    http://akhbaar.org/home/2012/06/131809.html

    17-6-2012
    Hassan_alkhafaji_@yahoo.com
                   
    التعليقات
    1 - لانعيش بسلام الا اذا قطعنا رؤوس البعث والوهابيه في العراق
    عباس العزاوي    17/06/2012 - 20:32:4
    سلمت ياستاذي الغالي على توضيح هذه الفقرة المهة في رسالة السيد الطلباني رئيس العراق " في أي مخطط يريد البعض للعراق ان يسير؟ ". انه مخطط عودة البعث ومن ورائهم خصيان امريكا واسرائيل من دول الخليج , لايجب ان يتعافى العراق ولو بعد حين.. يجب ان نبقى ندور في دوامة المذابح والموت المجاني والفقر والجوع.. شكرا لك على مقالك القيم مع محبتي ..
    2 - كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف
    احمد    18/06/2012 - 00:05:1
    ان قيام اي نظام ديمقراطي في العراق يعني ضمنا ان تكون الاغلبية الشيعية هي المحور الاساسي للحكم، وهذا الوضع يظل قائما شاء من شاء او ابى من ابى الى ان يحل يوم يترسخ فيه الشعور الاصيل بالمواطنة الحقة (اي المواطنة المهيمنة على النزعات الطائفية والعرقية والدينية والمناطقية) وهذا اليوم يبدو انه لن يحل قريبا. ان هاجس (الاغلبية الشيعية التي تقول كلمتها عبر نظام ديمقراطي حقيقي)، هذا الهاجس الشديد الذي كان الامريكان يحسبون له الف حساب كان السبب الرئيسي لدى الامريكان للاحتفاظ بصدام بعد اندحاره وطرده من الكويت. ولكن تفاعل الاحداث فيما بعد وتضاؤل بريق صدام وانكماش قوته اجبر الامريكان ان يركبوا المركب الصعب وينهوا نظام صدام. ومهما فعلت السعودية وقطر ودويلات الخليج لتغيير الواقع وقلب المعادلات السياسية والتوازنات الديموغرافية في العراق الجديد فستذهب جهودهم هباءا (كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لايقدرون مما كسبوا على شيء)، وستهدر اموالهم التي ينفقونها في سبيل الشيطان هدرا (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون).
    3 - رفضوا الكيّ
    هيثم الغريباوي    18/06/2012 - 04:11:4
    كل الاطراف السياسية وعلى رأسها الائتلاف الشيعي شاؤوا ان يحيوا مع العلة دون استعمال الدواء على امل ان تشفى بدونه، وهو امل مستحيل. تلك الاطراف السياسية شاءت ان تتلقى ضربات الارهابيين ولكن بصدور الابرياء والفقراء وبصدور الوطنيين وبدل ان تردعه تعود لتسترضيه وتساومه وتفلته ليضرب مرة اخرى. لعبة بلغت من السماجة حداً صور الحكومة والقضاء والبرلمان بصورة المتخاذل بأحسن الاحوال والمتآمر بأسوئها. لم يجرؤ احد سواء كان رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء او رئيس البرلمان او رئيس الاقليم الثائر ان يفسر للعراقيين لماذا يحدث كل هذا الاجرام والتخريب من الخارج والداخل دون رد مع تشخيص العدو ومعرفة الجناة بأشخاصهم ومناطقهم ودولهم؟ هل شاء الجميع ان يجعلوا من النظام في العراق اميبا تتشكل بحسب اهواء الاقوياء المتحصنين بالبرلمان، او الفيدرالية او دول الاقليم المجاهرة بالعداء للتجربة العراقية؟ العلة التي نتحدث عنها لا تبرأ الا بالكيّ والا ستأتي على جسد العراق كله.
    4 - عمارة قلعة صالح ديترويت
    محمد طارش    18/06/2012 - 04:38:2
    اشعر بك ياخفاجي وقد اعياك نزال المتمرسين خلف جماهير جاهلة وانت بمفردك تنازلهم دون درع وتحصين جولاتك الصريحة والجريئة ضد رؤوس الفتنة والشر في مقالاتك الاخيرة هذه الجولات تخوضها نيابة عن اغلبنا نهتف لك ونشجعك ونشد من عضدك فانت صوت الحق بعدما قل الصاحب والنصير وكربلاءات العراق مستمر يحفظك الله من مكرهم وغدرهم والى امام
    5 - الله يسدد خطاك
    فؤاد السوداني    18/06/2012 - 11:43:0
    الله يسدد خطاك يا استاذ ونحن نشد على يدك ونتمنى منك ان تستمر في نشر مقالتك الرائعه
    6 - تحيه لأحمد والعزاوي والخفاجي و طارش وكل من وقف مح الحق
    فائق الأسدي    18/06/2012 - 13:39:1
    " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"
    7 - حماك الله يا خفاجي
    سلمان    18/06/2012 - 15:01:2
    لله درك يا خفاجي دائما تضع يدك على الجرح وتشير باصبعك الى اعداء الله والوطن نصرك الله وحماك من غدرهم فهم في الغدر سادة ومتمرسون ومستمرين معك في قراءة مقالاتك الصريحة وشكرا
    8 - بديهي ان يقول
    د. حميد حسن    18/06/2012 - 23:06:1
    عندما تتفق الاطراف على تولية شخص أي شخص المسئولية فلابد انهم رأوا فيه العوبة بايديهم هكذا قال مفكر بريطاني وعندما يتفقوا ليتخلصوا منه فانهم لا بد اقتنعوا انه لم يعد اللعبة التي ارادوا اما سيادة راي الاكثرية فهو لب الديمقراطية والاقرار به بديهي ودليل رجاحة عقل وهذا ما عرف به الطالباني وفي نهاية المطاف القرار بيد الاكثرية وحقهاالا إذااستمرأت الخنوع. الاستاذ حسن ما تسائلت حوله أثار تساؤلات اكثر مما اجاب وهذه, لعمري, هي مهمة السؤال الهادف. بارك الله فيك
    9 - ما هكذا ياسيد مقتدى تورد الابل.
    د.علي حسون السنيد    19/06/2012 - 08:31:4
    تفاجيء الشعب العراقي من اقصاه الى اقصاه بحنكة البرزاني في نصب الفخاخ والغدر وضرب العهودوالاتفاقات عرض الحائط,الطالباني نجا بحنكته وخبرته من الوقوع فخ البارزاني ولكن للاسف وقع سماحةالسيدمقتدى في ذلك الفخ ونجحت خطةالبارزاني في احداث شرخ في التحالف الوطني وتوجيه صدمه غنيفه للشعب العراقي لغرض نسيان سرقة النفط من قبل البارزاني ومن لف لفهم واستمراء انفصال شمال العراق
    10 - المجاملات هي التي اتت على اعلان الاستقاله
    ابومنتظرالعتابي    21/06/2012 - 03:52:3
    الاخ الكاتب حسن الخفاجي . تبقى استقالة الرئيس جلال طلباني قائمه طالما هناك مجاملات على حساب حياة الشعب العراقي . المجاملات هي التي اتت بحكومة المحاصصه والمجاملات هي التي جاءت بحكومه مترهله قوامها اربعه واربعون وزير والمجاملات هي التي سمحت للارهابيين القتله ان يكونوا في داخل السلطه . والمجاملات هي التي اعطت الضوء الاخضر في عودة البعثيين المجرمين في تسنم مناصب عليا في البلد . والمجاملات هي اللتي جاءت بالنطيحه والمترديه وجعلت منهم رؤساء كتل . يا استاذ حسن لو لا افعال مقتدى الاخيره وسقوطه في فخ البرزاني وعلاوي والنجيفي ما كانت وصلت الامور الى ما وصلت اليه في تهديد رئيس الجمهوريه في الاستقاله . لقد صرحت مها الدوري عضو البرلمان وعضو كتلة الاحرار في الفم الملئان ان ذهاب مقتدى الى اربيل لوحده وقيامه في مواقف ارتجاليه هي التي ورطته في الوقوع في افخاخ المؤامره . ان سقوط مقتدى في وحل حزب البعث فاجئ الجميع وقلب المعادله في وسط التحالف الشيعي الهش . وعودا على بدء ان مجاملات الرئيس طلباني هي التي دفعته الى الهزيمه والتهديد بالاستقاله . والا هو يعرف جذور النفاق والمؤامره والخيانه اكثر من الجميع
    11 - يا د.علي حسون السنيد
    صباح كركوكي    22/06/2012 - 12:10:1
    البارزاني ليس بحاجة الى السرقة و الذي يسرق معروف جدأ بانجازاته من نفط الجنوب و لحد الان الشعب العراقي في بغداد و الجنوب يعيش في امكان اشبه بشبه الجزيرة العربية قبل مجيء الاسلام و اما الخدمات فحدث و لا حرج، ان نفط الشمال ملك لاهلها ملك للذين استردوها من الطاغية بتضحياتهم الجسيمة، هل بامكانك ان تقول لنا ما هي انجازات حكومتك لشعبها الشيعي قبل السني؟ و هل بالامكان ان تقول لنا اين تذهب المليارات من نفط الجنوب عندها بامكان ان تنعت الاخرين بالسراق، تقتلون القتيل و تمشون في جنازته!!!
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media