حوار ام طمطمة ؟
    السبت 30 يونيو / حزيران 2012 - 21:17
    حسن الخفاجي
    الطمطمة  تعني: ان يدفن المتخاصمون أو المتقاطعون خلافاتهم على قاعدة: "احنه ولد اليوم ", وتنتهي الطمطمة وفق مبدأ: "حب أخوك", دون البحث في أسباب المشكلة ووضع الحلول الجذرية لها كي لا تعود وتطل برأسها مرة أخرى , بعد حين لتعصف بالمتخاصمين .
    إذا كان المتخاصمون ساسة فإنها ستعود حتما  لتعصف في البلد ؟.
    هذا ما نعاني منه .
    سياسة عفا الله عما سلف , تمثل جوهرة مشكلة العراق ألان , وهي سياسة أوجدها في العراق الشهيد عبد الكريم قاسم وكان هو أول ضحاياها . المثل العربي القديم يقول: "رأفة الراعي بالذئاب جريمة بحق القطيع ". "الأمثال تضرب ولا تقاس". لو قطع عبد الكريم قاسم رأس الأفعى لأراح واستراح , لكن رحمة وعفو الشهيد قاسم قوبلت بالغدر , الذي دفع العراق والعراقيين ثمنه ومازالوا يدفعونه للان.
    كنت وما زلت أؤمن بالحوار البناء, الذي يبنى على الصراحة والصدق  والنوايا الخيرة , هكذا حوار يخرج بنتائج  يمكن تطبيقها على الأرض وتنعكس خيرا لصالح الشعب العراقي , لكن ما خرج به المتحاورون  الذين يتحاورون منذ تسع سنوات للان لم يرتقي إلى الحوار,  بالمواصفات التي ذكرناها , لذلك ظل الحوار اقرب إلى "لغة الطرشان" منه إلى حوار بوجود أطراف تتعمد إثارة المشاكل والخلاف .
    الشرط الأساسي لنجاح كل حوار, هو التوافق للخروج بنتائج .
    إذا كان المتحاورون غير متفقين فكيف يخرجون بتوافق !؟.
    التزام اغلب الساسة بأجندات خارجية كانت سببا آخر في تعثر كل جولات الحوار السابقة .
    ما جرى في السابق , كان جولات حوار تجري على أساس التراضي والتوافقات والطمطمة , على حساب القانون والدستور والوطن والمواطن ,  لذلك وجدنا أنفسنا في لج الأزمات والأزمة تلد أخرى.
    ان جولة الحوارات القادمة  ان عقدت لن تختلف بنتائجها  عن الحوارات والاجتماعات والاتفاقات التي سبقتها , وستنتهي بالفشل قطعا.
    الأزمة الحالية على الرغم من الضرر التي أحدثته على مجمل سير العملية الديمقراطية , إلا إنها أفرزت اصطفافات وطنية جديدة , وكشفت عن الكثير من الحقائق التي كانت مخفية بفعل فاعل عن العراقيين ,وأظهرت البعض على حقيقتهم دون اقنعة!.
    الحل الأمثل لخروج العملية السياسية من عنق الزجاجة :هو إجراء انتخابات مبكرة , تجريها مفوضية  انتخابات محايدة ونزيهة ,ويعدل قانون الانتخابات بقانون جديد يمنح أصوات الناخبين لمستحقيها , لو جرت الانتخابات بهذا الجو , سيقرر العراقيون مصير بلدهم وسياسييهم ,وننتهي من حكم المحاصصة والتوافق , التي ستحكمنا إلى الأبد , كل المتابعين للشأن السياسي العراقي يقرون :ان الانتخابات القادمة ان جرت بقانون جديد ودون تزوير ستفرز أكثرية برلمانية وطنية , لا على أساس طائفي أو عرقي , وسيكون بإمكان هذه الأكثرية  حكم البلد وفق مبدأ ديمقراطي حقيقي  , وستذهب الأقلية إلى مقاعد المعارضة باحترام من جمهور العراقيين ,لأنها ستكون المراقب لأداء الحكومة .
    ضمائر العراقيين ستنحاز حتما إلى الساسة القادرين على قيادة البلد دون تأثيرات خارجية كبيرة مثل السابق , وبتأثير طائفي وقومي اخف من السابق .سيقف أمام كل عراقي عندما ينفرد بالصندوق الانتخابي العراق بماضيه الحضاري  الشامخ ومستقبله , الذي سيكون مشرقا لو أحسنا الاختيار
    أنا واثق من ان العراقيين سينتخبون ضميرهم في المرة القادمة .
    "لا وسادة انعم من وسادة الضمير"

    Hassan_alkhafaji_@yahoo.com

    التعليقات
    1 - وصلوا الى النقطه الحديه في صراع المصالح
    علي    30/06/2012 - 23:07:1
    أظن( والله أعلم)أن الانتخابات القادمه سوف لا تحمل الحل وتحل المشكله التي وقع بها الشعب العراقي, فالغلطه تتطلب عمليه جراحيه كبرى للدستور الذي بني على خطأ ,فأعطى حقوقا لغير محقيها, فأصبحت هذه (العطايا الدستوريه) في الحلوق بعد أن أصطفت بين الفكيين كعظمه ( الاسد!) لا يتنازل عنها. لقد تم تفصيل الدستور على مقاييس الاحزاب ( المهيمنه) التي الت لها تركه العراق بعد رحيل البعث الغاشم وهذه(لعمري) فرصه التاريخ التي لا تتكرر في تحقيق الحلم الجمل!... ولقد كبرت هذه المقاييس بعد أن أشتد عودهم و(طال شاربهم) وفتلت عضلاتهم, لبعضهم جيش غير جيش الدوله مسلح اخر موده , ينتشر في اماكن لا علاقه لها لا بالجغرافيه ولا بالتأريخ, وحكومه متمرده على المركز, تعقد اتفاقيات كبرى لثروات الوطن لم يجزها حتى الدستور المفصل, وسياسات وبروتوكولات مع الدول االاخرى,,, ويا ويل لمن يعارضها. اخيرونا كيف سيكون هو الحل الذي يحفظ وحده الوطن؟... الدستور تفسره الاطراف التي كتبته كلا على هواها... صحيح في البدايه كانت الطمطمه ... طمطمه كل طرف (لشينات) الطرف الاخر , واستمرت هذه الطمطمه كل هذه السنوات التسعه.. الى أن وصلوا الى النقطه الحديه الحاسمه في صراع المصالح الذاتيه لكل حزب منهم. بعضهم يقول لا لم نصل الى هذه النقطه لحد الان بدليل ان تلك الجهه لازال فيها من اصوات العقل ما يبعد هذا الصراع,,, والحقيقه هي ان هذه الاصوات العاقله ترى ان الوقت غير ناضج الان في حسم الوصول الى الهدف بأنتظار ظرف جديد مؤاتي فلا تفسدوا الامر بالاستعجال!. واخيرا أقول حتى وان هدأت المماحكات بعض الشيىء هذه الايام بين الاطراف لكن (النار من جوه ياخيار!).
    2 - بوركت يمينك
    محمد طارش عمارة قلعة صالح ديترويت    01/07/2012 - 04:06:4
    لا حل سوى ان يرمي الشعب بأشباه الرجال من الساسة الذين اشبعوا الشعب وعودا اقتراحك مفتاح الخلاص الذي يفتح إقفال لابد من فتحها عشت مبدعا ووطنيا كبيرا
    3 - أبشرك
    هيثم الغريباوي    01/07/2012 - 05:12:1
    أبشرك استاذ حسن، فإن كمال الساعدي يصرح بأنه سيكشف ملفات تورط سياسيين اذا اضطرت دولة القانون الى ذلك!!!! وكأن تهديده هذا قد اوقف قتل مئات الآلاف من المدنيين الابرياء وعلى اساس طائفي بحت طيلة السنوات التسع الماضية. هل نرضى من ممثلينا في الحكومة والبرلمان ان يساوموا على كراماتنا ودمائنا؟ وهل من سبب يبلغ من الرجاحة بحيث يبيح دمائنا لأوباش اعلنوا حرباً مفتوحة من طرف واحد بدعم سياسيين ورسميين يطالبون بالتوازن من جهة والعفو عن الارهابيين من جهة ثانية ويضغطون بالتشكي الطائفي اعلامياً من جهة ثالثة، وجماعتنا يلعبون دفاع وتمزقت شباكهم من كثرة الاهداف المشبوهة التي تلقتها. الحكومة اصبحت متورطة بكتمان الشهادة على ملفات اجرامية مخمرة لفرط قدمها والآن تهدد بكشفها "فقط تهديد" حيث يئسنا من الفعل. ومن اظلم ممن كتم شهادة؟
    4 - العفو عند المقدرة
    د. حميد حسن    01/07/2012 - 10:09:0
    عفى عبد الكريم قاسم وكان قادرا وعفى عن المجرمين عما الحقوا به شخصيا من اذى وان محاسبلتهم كانت من متطلبات العدالة والعفو كان من شيمة الكرام.وفي كل الاحوال, اعداء العراق كانوا سيستمرون على التآمر والخونة يتكاثرون كالذباب ولا ارى جزرا في أعداد امثامرين.الفرق بين عفو عبد الكريم وماينون من عفو اليوم, هو انهم يعفون عما ارتكب بحق غيرهم عفو لم لمنحه الله لنفسه حين اوصى بالانتصاف للمطلوم. شكرا للاستاذ حسن على تذكيرنا بكرامات الشهيد المثل. *الا ايها الليل الطويل الا إنجلي...*
    5 - شيلني وشيلك
    ابومنتظرالعتابي    03/07/2012 - 03:50:3
    الاستاذ حسن الخفاجي في الحقيقه سياسة المتخاصمين في بلدنا هي سياسة شيلني وشيلك . وكلما تضع الحكومه يدها على امر مريب من احد الاطراف تبدا سياسة المساعي الحميده في طمطمة الامر (( على طريقة العرف العشائري )) وهذا مخالف للدستور والقوانين المرعيه في البلاد . اقول مثال واحد يكفي لبيان الامر . لو غاب موظف عن مقر عمله يسجل غائب مع ان الموظف قد لا يسبب اي توقف لحركة العمل . فما بالك بغياب الكثير من اعضاء البرلمان حتى ان بعضهم لم يحضر سوى جلسه واحده هي اول جلسه للقسم وبعدها طلق البرلمان طلاقا خلعيا . والعجيب والغريب والمريب ليس هناك من يعترض على هذا الغياب مع انه في كثير من الاحيان يتاخر التصديق على بعض التشريعات بسبب عدم اكتمال النصاب (( هنا الجماعه يطمطموها )) على كل حال مذ وافق الجميع على حكومة المحاصصه فقد كان ذالك خيانه بحد ذاتها فضلا عن تقسيم المناصب بين الكتل . ومذ تشكيل الحكومه العراقيه الاولى الى يومنا هذا لم نرى ولم نسمع بتشكيل حكومه على شاكلتها . والذي لم نسمع به ايضا ان في داخل البلد الواحد هناك نزاعات حول الاراضي والمدن والقصبات وهلما جرى وكاننا نعيش دول وامارات وليس بلد اسمه العراق ومن هل المال حمل اجمال
    6 - العراقي من المريخ وهذه هي المشكلة
    الدجيلي    06/07/2012 - 10:20:3
    اخي حسن مرض العراقين هو دائما يخطء الاخر بدون اية مشكلة .عندنا في العراق 30 مليون حزب لانه كل عراقي له قصة خاصة به ويخطء اي شخص لا يتفق معاك في اية مشكلة.والا ماذا تفسر اغنى بلد وافقر شعب في العالم هم العراقيين الانهم بنطلقون من مبدء "لو العب لو اخرب الملعب "في العالم كله لايوجد معارض وفي نفس الوقت موجود في الحكومة الا العراقيين سبحنا الله .اذا مقتدى وجماعته صاروا قادة سياسين لعد اقراء على العراق السلامة .
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media