الإرهابيون يفجرون..والأطباء يعاقبون
    الأحد 08 يوليو / تموز 2012 - 20:56
    حسن الخفاجي
    في عهد الدولة العثمانية المتأخر سمعنا عن حرامي بغدادي يقتحم بيوت الولاة والموظفين العثمانيين والأغنياء ولا احد يستطيع إيقافه . وافق احد الحراس ان يترك الحرامي وشأنه بعدما امسك به متلبسا , لكن ألحرامي أصر على الإمساك بالحارس !.

    قصة الحرامي والحارس ذكرتني بما يعانيه الأطباء  والمرضى في العراق , فالإرهابيون يفجرون واللصوص يسرقون والمرتشون والمزورون موجودون في كل دائرة وحي , واغلب العراقيين يتركون هؤلاء المجرمين ويعاقبون الأطباء ويعتدون عليهم !.

    آخر حلقة من مسلسل الاعتداء على الأطباء قاده معاون محافظ الديوانية , عندما اعتدى وحمايته على الأطباء والعاملين في مستشفى الديوانية بعد التفجير الأخير !.

    هل ان الأطباء هم من فجرّوا لينالوا كل هذا العقاب ؟ .

    في كل مهنة وجماعة يوجد الغث والسمين , ومهنة الطب لا تخلوا من الغث بكل ما تحمله الكلمة من إبعاد , فمنهم الجشع , ومنهم من تعامل مع الإرهابيين مثل الدكتور  لؤي عمر , الذي شاهدنا اعترافاته على شاشة التلفاز , حين كان ينزع كمامات الأوكسجين من جرحى التفجيرات ويحقنهم بحقن مميتة , ومنهم من  حاول تفجير نفسه مثل الطبيب العراقي بلال الذي فجر سيارته الملغومة في لندن , لكن نسبة الغث من الأطباء لا تساوي شيئا أمام جموع الأطباء الذين يحترقون يوميا كالشموع من اجل ان يقتلون ظلام المرض ويعيدون البسمة للوجوه .

    هل يستحق الأطباء العراقيين الأخيار كل هذا الجحود من العراقيين؟.

    لقد ساهمت حكومة صدام في تأليب الرأي العام العراقي ضد الأطباء عبر إذاعة عقوبة الأطباء بشكل يومي في وسائل الإعلام , بعدما طغت نرجسية صدام على كل شيء وأصبح خبيرا  ومعلما لكل المهن: كالتعليم والهندسة والمحاماة والعسكر , لكنه اخفق في ان يكون طبيبا أو ان يعلّم الأطباء بمهنتهم!.

    اكبر دليل على كره صدام وحكومته للأطباء وتأليب الرأي العام ضدهم  ,عندما عمد إلى تعين تابعا له يحمل مؤهل الدكتوراه في الأسمنت المقاوم عينه وزيرا للصحة , بعد إقالته عيّن سمير الشيخلي بدلا عنه ليصبح وزيرا للصحة  ووزيرا للداخلية في ان واحد .

    تعمد صدام إيذاء الأطباء بعدما برزت منهم  شريحة من الوطنيين الأحرار , لقد اختار بعضهم المنافي , وسجن آخرون لأنهم رفضوا ظلم صدام , و قتل بعضهم شر قتله مثل وزير الصحة الدكتور رياض إبراهيم الحاج حسين والدكتور راجي التكريتي وغيرهم الكثير .

    قلة أعداد الأطباء وقلة المؤسسات الصحية أسهمت  بزيادة الزخم وزيادة  نقمة المرضى على الأطباء , فالمرضى والأطباء معا ضحايا لإهمال متوارث ومستمر .

    نقمة بعض العراقيين على الأطباء هي امتداد  طبيعي لما زرعه صدام في نفوسهم من أحقاد ونظرة ريبة للأطباء .

    لم نعرف للان من المسؤول عن القتل المبرمج الذي جرى  للأطباء العراقيين بعد التغيير , في الوقت الذي كشفت فيه اغلب الجرائم الإرهابية والجهات المسؤولة عن تنفيذها , ظل ملف قتل الأطباء العراقيين سرا للان !!.

    امتدت موجة قتل الأطباء واغتيالهم وخطف بعضهم وتحولت بيد البعض من العراقيين إلى حالة  تكاد تكون عامة من التجاوز والتعدي على الأطباء وهم يقومون بواجبهم , لقد كان السهم الأكبر للتعدي على الاطباء للقوات الأمنية ولبعض المسؤولين وفرق الحماية الخاصة بهم.  ان تصاعد أعداد ضحايا الفصل العشائري للأطباء وجه آخر كريه من يعاني من الأطباء العراقيين!.

    لو ان من يعتدي على الأطباء من أبناء العشائر وباقي طبقات المجتمع  التي تطالب الأطباء بالدية والفصل العشائري , لو ان  هؤلاء عاقبوا الإرهابيين واللصوص  والمرتشين في الدوائر الحكومية بمثل ما يعامل به الأطباء  لقلنا عن تطور الوعي الشعبي  ووصوله مرحلة (حارة كلمن أيده اله) , لكن ان تترك بعض العشائر وبعض الأسر العراقية  المسيئين منها دون حساب وعقاب وردع , وتصب جام غضبها,وهمجيتها الأطباء فقط , فهذا هو الظلم والهمجية بعينها.

    الحكومة العراقية مطالبة بحماية الأطباء ومعاقبة المقصرين والمذنبين منهم كي نحمي الطبيب والمريض وننصفهم , البرلمان مطالب بسن قوانين صارمة تحمي الأطباء وتنصف المرضى من إهمال وتقصير البعض من الأطباء , حتى لا تتحول  همجية وعدوانية البعض من المسؤولين والبرلمانيين وفرق الحماية الخاصة بهم وبعض أفراد القوى الأمنية والبعض من العراقيين إلى منهاج يومي يلحق الأذى بالأطباء , كي لا نترك أطباء العراق يهربون للخارج ونستورد أطباء أجانب , حينها لا يجرؤ أي احد من المساس بهم أو مطالبتهم بالفصل العشائري مثلما يفعلون الان.

    معاقبة البريء تكريم للمذنب

    Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com
    9-7-2012
     

    التعليقات
    1 - عقد نفسية بحاجة لعلاج
    عباس العزاوي    08/07/2012 - 21:44:2
    دائما توكَع على العلّة , شعور البعض بالدونية امام الاختصاصات والمهن المحترمة التي يفترض انها مفخرة للجميع , يدفعهم الى معاملة الاطباء بطريقة همجية وحيوانية , فهو مسؤول ويعتقد نفسه اله صغير يستطيع وهب الحياة والموت للاخرين , نحتاج الكثير من الوقت والجهد التوعوي لنصل الى ادنى مرحلة من مراحل العدالة ,, تحية لك استاذ حسن واحييك على اهتمامك بقضايا تهم الشعب العراقي والحياة المتحضرة التي نرجوها له... مع المودة
    2 - كُلَنْا نَرْفَعْ قَبّعَاتَنَا أحْتَرَامَاً لَلْأطَبّاءْ
    ابومنتظرالعتابي    09/07/2012 - 04:17:3
    الاخ حسن الخفاجي . الطب مهنه نبيله والاطباء هم من يخفف الالم ويكافح الامراض والاوبئه . والبلدان التي يكثر بها الاطباء تعد من الدول الراقيه . وكلما قل حاملي مهنة الطب تفشة الامراض والاوبئه في تلك البلدان . والدول المتقدمه تستقبل وتسهل قدوم الاطباء اليها وتقدم لهم جميع المغريات والحوافز ليستوطنوا في بلدانها ويستفيدوا من خدماتهم . الاطباء هم من يزرع الامل والبسمه في نفوس اليائسين والبائسين من الناس المرضى . وهم ثروه وطنيه وقوميه يجب المحافظه عليها والاهتمام بها وتقديم كل التسهيلات لها. والاعتداء على الاطباء في اعتقادي هو اعتداء على الامن الوطني . لذا يجب معاقبة من يجرء في الاعتداء عليهم باشد العقوبات . ولا يمكن لنا يا استاذ حسن ان نؤاخذ شريحة الاطباء نتيجة لسلوك بعض النفر الذي فقد الضمير والوجدان وشرف المهنه وباع نفسه للشيطان والارهاب (( واؤلائك شرذمه قليلون )) لذا يبقى الاطباء موضع اعتزاز وتكريم ومحبه من قبل كل طبقات وافراد المجتمع العراقي . وبارك الله بهم وبجهودهم النبيله والشريفه
    3 - نقابة الاطباء عاطلة عن العمل
    الواسطي    09/07/2012 - 14:15:4
    اخي الكريم الكاتب المحترم حسن الخفاجي الموضوع نعم مهم ويتعلق بشريحة ذات تاثير كبير في مجتمعنا.الاطباء بحاجة الى دعم معنوي وحماية مجتمعية تتطلب حشد جهد وطني لبث روح الاحترام والالتزام تجاه هذه الشريحة المجاهدة ويجب ان يبدا الجهد ذاتيا من قبل نقابة الاطباء التي هي حاليا شبه عاطلة عن العمل
    4 - واخيرا
    د. عبد الحميد العباسي    09/07/2012 - 16:42:4
    واخيرا جاء من اقصى المدينة ومن سواد اهلها رحل ليتصف اطبائها. كانت العلاقة بين الطبيب والناس تكافلية, هو يقدم لهم ثمرة عناء سنوات من الكد والسهر والغربة وهم في غالبيتهم يقدمون له الاحترام والدعاء. وصف امريكي ولدي شهادته تلك وقد زار مستشفى مدينة الطب اوائل السبعين * انها تضاهي مثيلاتها في الولايات المتحدة. الى هذا اوصل العراقيون مستوى الطب في وطنهم. اخبرني المرحوم الاستاذ خالد ناجي انه في قديم الزمان كان شرطي المرور يوقف السيارات كي تمر سيارة خالد ناجي وسمعت ان المرحوم الدكتور صميم الصفار لا ياخذ اجور الفحص من المريص غير المقتدر بل يبلغ الصيدلي انه سيدفع ثمن دواء ذلك المريض. هكذا كانت العلاقة حتى جاءت معاول الهدم والتخريب. كانت الدولة تحرض على الاطباء واوكلت امرهم الى جهلة واميين وخدع بذلك التوجه اللئيم بعض الناس واصطف بعض الاطباء من ضعاف النفوس الى توجه السلطة ذاك, فكرسوا الشرخ كان تخريب العلاقة مبرمجا ودفع بعص الاطباء الى الكفر برسالتهم الانسانية ودخلنا في دوامة مفرغة ثم جاء الارهاب ليكمل ما بداه اعداء الوطن قبل ذلك, لكي يفقر البلد من كل ماهو نافع, بمهيدا لما اكبر واخطر. مقال الاستاذ حسن طلعة اصيلة وخطوة الالف ميل في سبيل ترميم ما صاع من العراق ابناءه وارضه وتاريخه ولعل اخرون يتصفو الاخرين من ثروة العراق العلمية والانسانيةالمشردين في مصارب الارص بضاعة رخيصة في سوق العمالة. و الى الله اشكوا
    5 - واخيرا
    د. عبد الحميد العباسي    09/07/2012 - 16:46:4
    واخيرا جاء من اقصى المدينة ومن سواد اهلها رحل ليتصف اطبائها. كانت العلاقة بين الطبيب والناس تكافلية, هو يقدم لهم ثمرة عناء سنوات من الكد والسهر والغربة وهم في غالبيتهم يقدمون له الاحترام والدعاء. وصف امريكي ولدي شهادته تلك وقد زار مستشفى مدينة الطب اوائل السبعين * انها تضاهي مثيلاتها في الولايات المتحدة. الى هذا اوصل العراقيون مستوى الطب في وطنهم. اخبرني المرحوم الاستاذ خالد ناجي انه في قديم الزمان كان شرطي المرور يوقف السيارات كي تمر سيارة خالد ناجي وسمعت ان المرحوم الدكتور صميم الصفار لا ياخذ اجور الفحص من المريص غير المقتدر بل يبلغ الصيدلي انه سيدفع ثمن دواء ذلك المريض. هكذا كانت العلاقة حتى جاءت معاول الهدم والتخريب. كانت الدولة تحرض على الاطباء واوكلت امرهم الى جهلة واميين وخدع بذلك التوجه اللئيم بعض الناس واصطف بعض الاطباء من ضعاف النفوس الى توجه السلطة ذاك, فكرسوا الشرخ كان تخريب العلاقة مبرمجا ودفع بعص الاطباء الى الكفر برسالتهم الانسانية ودخلنا في دوامة مفرغة ثم جاء الارهاب ليكمل ما بداه اعداء الوطن قبل ذلك, لكي يفقر البلد من كل ماهو نافع, بمهيدا لما هو اكبر واخطر. مقال الاستاذ حسن, طلعةٌ اصيلة وخطوة الالف ميل في سبيل ترميم ما َضاع من العراق ابناءه وارضه وتاريخه ولعل اخرون يتصفوا الاخرين من ثروة العراق العلمية والانسانيةالمشردين في مصارب الارص بضاعة رخيصة في سوق العمالة. و الى الله اشكوا
    6 - والله انك بكلبي
    فراس ناجي    11/07/2012 - 10:47:1
    للاسف نحن شعب لا نقدر من يمد يد العون الينا ومن يسهرون اليل لراحتنا الاطباء رغم كل ما يقال عنهم من اهمال وجشع فهم بالحقيقه يبدون مهملين لشده التعب الذي يتعبونه والخفرات التي يقضونها ايام مستمره وكانهم ليسوا بشر ومحرومين حتى من النوم كالبشر وللاسف يعانون من اصحاب المشاكل والفصل والعشائر والمتصيدين بالماء العكر الذين اذا مات لهم احد القوا باللوم على الطبيب وهدده وبالقتل مباشره طمعا بملغ من مال والطبيب شرعا غير ضامن و لا ادري هل يتصوره البعض يجب ان يكون شريك عزرائيل فيدفعه عن المريض رغم امر الله ، وهكذا فانا اعرف الكثير من الاخصائيين الجراحين يخافون من اجراء العمليات لبعض العوائل اذا احسوا منهم انهم من جماعه الطلايب ، بربكم هذا وضع شعب عاقل
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media