نظرية الإمامة لدی الشيعة.. عرض و نقد -2-
    الثلاثاء 16 أكتوبر / تشرين الأول 2012 - 22:24
    خالد سندي
    هل الإمامة واجبة علی الله ؟
    يعتقد علماء الشيعة أن الإمامة واجبة علی الله تعالی، إذ يقولون " إن الامامة لطف، وكل لطف واجب على اللّه، فالإمامة واجبة على اللّه تعالى ". (1) ويعللون ذلك بالقول: " واللطف واجب لأنه هو الذي يحصّل غرض الشارع المكلف. ومتى لم يجب لزم نقض غرض الشارع المكلف ". (2)
    وجاء في حاشية کتاب (الألفين) تعليل آخر أو تفسير للقول السابق: " .. فلو كلفهم دون أن يبعث لهم الرسل المبلغين وينصب لهم الأئمة المرشدين، حفظة للشرائع، لم يحصل غرضه، فيجب عليه سبحانه تحصيلا لغرضه أن يبعث للعباد الأنبياء ويجعل لهم أوصياء معصومين ". (3)
    هکذا يقولون ويعللون ويفسرون دون أن يأتوا بدليل واحد من القرآن الذي وصفه رب العزة بالکتاب العزيز الذي ﴿ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ سورة فصلت/42 ، بل ولا يبالون إن کانت أقوالهم موافقة لما بعثه الله به رسوله (صلی الله عليه وآله وسلم) من الدين أم في شقاق ؟! متناسین بذلك أن الدين بالإتباع لا بالإبتداع، لذلك نطرح عليهم هذا السٶال، أين قال الله جل شأنه أن الإمامة لطف وکل لطف واجب عليه حتی يبنوا عليه عقيدتهم القائلة بأن الإمامة واجبة عليه تعالی الله عن ذلك علوا کبيرا ؟ لماذا کل يقولونه لا نری له مصداقا في کتاب الله ؟!
    هناك مسألة أخری نقولها إنصافا وهي أن القول بالوجوب علی الله أخذها علماء الشيعة من المعتزلة، وهم الذين کانوا يقولون أن النبوة واجبة علی الله عقلا. ولما کانت الشيعة يقولون بالإمامة فقاموا بتطبيقها عليها أيضا.
    بعد هذا الذي ذکرنا وقبل أن ندخل في صلب الموضوع نری من المفيد طرح مسألة الوجوب ومناقشتها، ونتساءل هل حقا هناك شيء واجب علی الله سبحانه وتعالی ؟ وهل أن القرآن يقرر هذه المسألة أم أنها مجرد تخرّص ومکابرة إزاء الله جل جلاله ؟
    وحول مسألة الوجوب نقول أن للوجوب ثلاثة جهات، جهة تَـأمُر أي توجِب، وجهة تُؤمَر أي يُوجَب عليها، والفعل وهو الواجب. فعليه عندما نقول أن هذا الشيء واجب على الله تعالى فمعنى ذلك أن هناك جهة ما قد أوجبته عليه عزوجل. وبديهيّ أن الجهة الآمرة هي أعلى مرتبة من الجهة المأمورة. ولما كان علماء الشيعة يقولون أن العقل هو الذي يوجب بعثة الأنبياء لهداية الناس، ولأن ما لا يتم الواجب إلّا به فهو واجب، فهذا يعني أن العقل – حسب قولهم-  أكبر من الله تعالى علواً كبيراً. وبكل تأكيد هذا القول منهم مكابرة إزاء الله وإعتداء على سلطانه، وذلك لسببين؛ أحدهما أنه لا شيء أكبر منه تعالى، لأنه ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ سورة الأنعام/18، و ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ سورة مريم/93 ، ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)﴾ سورة النحل. وثانيهما أن لا أحد ولا شيء يوجب على الله عزوجل أمراً من الأمور، لأن الله ﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾ سورة الأعراف/54 ، و ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ﴾ سورة آل عمران. ﴿ وَلِلَّـهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ..﴾ هود/123  من هذه الآيات يفهم ويتبين أن لا واجب علی الله تعالی، ولأنه هو الآمر الناهي، ولأن کل ما دون الله هو مخلوق، والمخلوق مهما کان لا يستطيع أن يوجب علی الخالق شيئا.
    والآن نأتي إلی مسألة وجوب الإمامة، لکن لابد من التحدث قبلها عن موضوع القول بوجوب النبوة، لأنه سابق عليها، ولأن في القرآن مئات الآيات وردت عن النبوة والأنبياء والمرسلين، في حين لا توجد حتی آية واحدة صريحة عن الإمامة في القرآن. وإذا ثبت بطلان ذلك القول فمن باب أولی ثبوت تهافت القول بوجوب الإمامة، لأن لا خبر عنها في کتاب الله کما أسلفنا.
    ولو رجعنا إلی القرآن الذي يعتبر دستور الإسلام ومصدر التشريع فيه، وقرأناه من أوله إلی نهايته لا نری فيه حتی إماءة إلی وجوب النبوة علی الله تعالی، وليس هذا فحسب، بل أن القول به مخالف لما هو مقرر فيه تماما من أنها ليست واجبة عليه عزوجل، لأن هناك آيات تنفي وجوبها، وثمة آيات أخرى كثيرة تؤكد أنها رحمة منه. والآيات التي تشير إلى كون النبوة رحمة هي أيضا تأكيد لذلك النفي. نحن نقرأ قوله تعالى ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ سورة الأعراف/35. ويقول: ﴿ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) ﴾ سورة البقرة. وقوله: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) ﴾ سورة طه.   
    نحن هنا أمام عبارات ﴿ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ..﴾ من سورة الأعراف أعلاه و ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى.. ﴾ من سورة البقرة الآنفة الذکر. و﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى ..﴾ من سورة طه السابقة. نجد كلمة ( إما) قد وردت في العبارات الثلاث. وهذه الكلمة مركبة من (إن) التي هي حرف شرط جازم، موضوع للشك والإبهام، تدخل على ما يشك في حصوله. و" ما " زائدة. إذن إستعمال حرف الشرط الجازم الموضوع للشك والإبهام ( إما )، الذي دخل على الفعل (يأتي) في الآيات الثلاث، جعل حصول إتيان الرسل موضع الشك، لا اليقين ولا الوجوب. بهذا يتضح أن الآيات تدل على أن النبوة غير واجبة على الله تعالى، فلو كانت واجبة لأُستُعملت فيها كلمة تفيد الوجوب، لا كلمة تفيد الشك والإبهام.
    ولما كانت الآيات السابقة تنفي الوجوب فإن آيات أخرى في القرآن تؤكّد إن إرسال الرسل إنما هو رحمة من الله تعالى للعالمين، وأخرى تؤكد أن النبوة فضل منه ومنّة. وبخصوص كونها رحمة، يخاطب الله تعالى النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ سورة الأنبياء/107، ويقول: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ ﴾ سورة القصص/ 86. ويقول في آية أخرى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)﴾ سورة الدخان، ويقول رادا علی المشرکين قولهم: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)﴾ سورة الزحرف. ويقول رب العزة: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ سورة التوبة/61 .
    ويقول عن رسوله عيسى بن مريم (عليه السلام) أنه رحمة منه للناس. ومعلوم أن إرساله رحمة وليس شخصه (عليه السلام)، وهذا واضح من آية (20) من سورة مريم:
    ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) ﴾ سورة مريم.
    وأما عن كون النبوة فضل من رب العالمين ومنة منه، يقول الله: ﴿ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلا تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) ﴾ سورة آل عمران. ويقول أيضاً ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ سورة آل عمران/164.
    ومعلوم أن المِنّة التي تُمَن على أحد، أو الفضل الذي يُتَفضل به على الغير ليس بواجب، بل تعود إلی الشخص  نفسه، أو بمعنى آخر أنها مرتبطة بإرادته. فإنك عندما تمنّ على شخص، أو تتفضل على أحد وتمنعها عن آخرين فلا يعني أنك تظلمهم، لأنك لا تمنعهم حقا هو لهم عندك. وكذلك الحال مع النبوة فهي منة من الله وفضل، يؤتيه من يشاء من خلقه ويرسل أنبياءه إلى من يشاء من عباده وفي أي وقت يشاء. فبناءا على ذلك تكون النبوة غير واجبة على الله تعالى. وهذا القول ينسحب على الإمامة من باب أولى، لأنه لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة نص صريح في الإمامة، في الوقت الذي نقرأ مئات الآيات عن الأنبياء والمرسلين.
    إذن فالقول بوجوب الإمامة قول بلا مستند، وباطل ومجانب للحق، ومكابرة، وتجاوز لمقام العبودية، مثلما أن القول بوجوب النبوة والإمامة يخالف وينافي مشيئة الله وإرادته، إذ كيف تكون إرادته فوق كل الإرادات ومشيئته هي النافذة، ومن ثم يكون عليه أن يفعل كذا وكذا ؟! وكيف يحكم الله ما يريد، ويفعل ما يريد، أو يفعل ما يشاء، ومن ثمّ يكون عليه أن يفعل كذا وكذا ؟! ألا يكون ذلك سلباً لإرادته ومشيئته ؟ في الوقت الذي يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ سورة المائدة/1. و﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ سورة البقرة/253. ويقول: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ سورة إبراهيم/27.
    ونقول لهم كما قال الله لمن سبقهم ممن جادلوا في الله بغير علم: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ﴿٣﴾ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴿٤﴾ سورة الحج.
    ولا ننسی أن نذکر هنا قول الرضا (رحمه الله)، عندما سئل: ما تقول في القرآن ؟ فقال: " كلام الله لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا ". (4)
    حلقات أخری تتبع..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) (خلاصة علم الكلام. عبدالهادي الفضلي. ص 294).
    (2) مبحث ((النبوة والنبي)) من كتاب (خلاصة علم الكلام) عبدالهادي الفضلي.
     (3) الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. حاشية (البحث السادس ص31).  
    (4) (بحار الأنوار. ج٨٩. باب 14 (أن القرآن مخلوق).   


    © 2005 - 2025 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media