ملفات للأبتزاز ...
الثلاثاء 24 يوليو / تموز 2012 - 20:30
حسن حاتم المذكور
صاحب موقع , انشر فيه منذ عامين , احترمه ويقابلني بالمثل, اتصل بي ونقل لي الرسالة التالية .
" استاذ حسن ... انا احبك واحترمك ... وانا خايف عليك كلش ... "
ـــ ولماذا الخوف ... ؟
" لأنك رايح زايد ويه المالكي ... " .
ـــ وما علاقة ذلك بكل تلك المخاوف ... ؟ .
" اتصلوا بي بعض الأشخاص ... كالوا عدهم ملفات من وزارة الثقافة تتعلق بيك و عبد الخالق حسين ... وسينشروها .. " رجوته الا يخاف وشكرته لأيصال الرسالة وتمنيت الا تتكرر ..
لم اذهب مع المالكي ( لا زايد ... ولا ناقص .. ) فتلك ليس وظيفتي , فالرجل رئيس دولة , وانا لا املك سوى موقف بلا صدى وسمعة متواضعة احرص ان تبقى نظيفة . ثم ليس بيني وبينه مشتركات عقائدية وفكرية وتنظيمية , فهو امين عام لحزب الدعوة الأسلامي , وانا قاسمي انتمي الى المشروع الوطني لثورة 14 / تموز / 1958 , لا املك حقوقاً في العراق , فالسيد ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق اصدر قانوناً لأنصاف ضحايا البعث اعتباراً من 1868 ( ومن ضمنهم بعثيين مع الأسف ) وابقى ملفات الألاف من ضحايا الأنقلاب البعثي الدموي في 08 / شباط / 1963 وانا منهم على ذات الرفوف التي تركها عليها بعث المجرم صدام حسين , ولا زال القانون سارياً تعمل به حكومة الشراكة الوطنية كوننا في نظر ( الجماعة ) اخطر من البعثيين , انه التعامل مع الآخر بردود افعال عقائدية وايديولجية واحقاد لا مبرر لها , انه ضيق افق مفتعل لخلط الألوان وعدم التمييز بين ملامح الوطنية والعمالة , وفي افضل حالاتها , انها قسوة المظلوم عندما يصبح ظالماً .
بعد زيارتي الأخيرة الى بغداد , حاولت استعادة الحد الأدنى لحقوقي المغتصبة , فوجدت نفسي وجهاً لوجه مع ما هو مؤسف ومخجل وبشع , فأقتنعت الا ابقي في مخيلتي سوى الأعتماد على راتبي التقاعدي ( 361) يورو الذي تدفعه لي شهرياً الدولة الألمانية , مع اني كنت سجيناً ومفصولاً وهربت جريحاً من العراق , بالتأكيد قبل السيد ابراهيم الجعفري بأكثر من عشرة اعوام .
ولكوني قاسمي كما ذكرت وانتمي الى المشروع الوطني لثورة تموز الخالدة , سأكابر واسحق على ذاتيتي وبتجرد وقفت وسأقف الى جانب من يقف مع العراق في مواجهة من لا يريدون خيراً لوطني واهلي , واتخذ من قناعاتي مرجعية لمواقفي ولا يعنيني اسقاطات المشوهين .
لو بعث لي السيد جلال الطالباني او نوري المالكي والسيد مسعود البرزاني الف دولار او اكثر قليلاً يكفيني لشراء جهاز كومبيوتر يوفر لي وقت التسكع في مقاهي الأنترنيت , او شراء دواء لا يدفع ثمنه التأمين الصحي , او اجرة سفر لزيارة مدينتي ميسان ( العماره ) بعد فراق لأكثر من خمسين عاماً , لأقرأ على مسامعها قصائد كتبتها متغزلاً بجمالية الجنوب واهوار استقرت لؤلؤة في خرابي , او قطعة ارض بسعة متر مربع اتخذها قبراً ومأوى اخير يشعرني بالأنتماء الى وطن اعشق ترابه , او اقل مساحة حتى ولو اضطررت ان ادفن واقفاً .
لو حصل مثل هذا, وانا ليس بأنتظاره ولا يوجد حتى في مؤخرة اهتماماتي ــ سأستلمه علناً وبشروطي ـــ , فالذي يفكر بشراء مواقفي او التأثير على قناعاتي لم تلده امـه بعد , وما دام الأمر افتراضاً بالنسبة للسلطان , فلا يليق بها الا من كان عارياً من الكرامة .
اعود الى قطيع الرقعاء ... اصحاب السمعة الملوثة والماضي المستهلك ... هل يعتقدون ان بيع المواقف وجرح الضمير واذلال المتبقي من العمر أمـر سهل .؟ .
الا يعلمون , ان الفضيحة حتى ولو تم التستر عليها , تاكل المفضوح من داخله ... وهل يعتقدون , ان الذي يفعلوه يمكن ان يفعله غيرهم ... ؟؟؟ .
قد يحتاج الأمر صراحة اكثر , فأن خيروني مثلاً بين ان اقف الى جانب القوى صاحبة مشروع اعادة بناء الدولة المؤسساتية المدنية , كخطوة جدية تقرب الشعب من انجاز مشروعه الوطني , وبين قوى مشاريع طائفية عرقية اختلطت وارتهنت بمشاريع اقليمية دولية , لا يمكن لها ان تتحقق الا عبر سحق اضلاع الدولة العراقية , فأين سنقف في هذه الحالة ... ؟؟؟؟ .
سأقرب الصورة اكثر لبعض المستغبيين , هناك حكومة جاءت عبر انتخابات لنا عليها مآخذ , ورغم مواقفنا منها , فهناك امكانية اجراء اصلاحات وتغييرات كبيرة على هيكليتها ورموزها وتوجهاتها من داخل صناديق الأقتراع للأنتخابات القادنة او التي بعدها , وهناك اصحاب مشاريع محلية اقليمية يريدون سحب الثقة منها ثم اسقاطها بغية اضعاف وتفتيت الدولة بكاملها وتهيئة الظروف لتجزئة العراق ثم تقاسمه والغاء هويته التاريخية ... فأين يجب ان نقف .. ؟؟ .
المخلصون فقط سيبتلعوا موس الحالة العراقية الموجع ويعلنون تضامنهم مع الدولة والحكومة وتحمل شرف المسؤولية في دفع عجلة العراق نحو الأمن والأزدهار .
اعود الى جوقة الدلالين والوكلاء وهم تحت خط الفضائح , واطلب منهم ان يقدموا المتبقي من ملفات شعوذاتهم ان كانوا يملكون , وبكل مرونة اعصاب اهمس في اذانهم ( طاح .... وحظ ملفاتكم .. ) .
الدكتور عبد الخالق حسين , الذي يشاركني تلك الملفات , مع الأسف لم اتشرف بمعرفته , وعلاقتي به ليس اكثر من قاريء متابع لما يكتب , معجب ومستفيد من سعة اطلاعه وموضوعيته وجرأته ونزاهة وصدق ووطنية مواقفه , وقد اختلف معه ويختلف معي , فبأختلاف وجهات النظر نستطيع رؤية اكثر من جانب للحقيقة , وليس بالأمكان مقارنته باللذين نعرفهم ونتذكر ماضيهم وتقلباتهم وكذبهم على انفسهم , وكم اتمنى على الدكتور عبد الخالق ان يتجاوزهم , ويتجنب كورة زنابير المكرمات, انهم مستهلكون ولم تعد لهم على الواقع العراقي بصمات تستحق الأحترام.