بغداد, لندن «الشرق الأوسط» - نفت وزارة النفط العراقية علمها بما إذا كان هناك ربط غير أصولي لخط نفطي عراقي يصل نفط العراق بتركيا من جهة إقليم كردستان. وقال الناطق باسم وزارة النفط عاصم جهاد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أي ربط بهذا الشكل لا يمكن أن يتم داخل الأراضي العراقية، علما بأن المفاوضات التي كانت قد جرت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على صعيد النفط متوقفة حاليا».
وأضاف جهاد أن «الجهة الوحيدة المخولة الآن بتصدير النفط العراقي هي الشركة الوطنية للنفط (سومو) وهي المسؤولة عن توقيع الاتفاقات والعقود والتصدير. ومن المعروف أن العراق عضو في منظمة الشفافية الدولية التي تقوم بالمراقبة، وبالتالي فإن أي نشاط نفطي خارج هذه السياقات يعد مخالفا لما تم الاتفاق عليه». وأشار جهاد إلى أن «أي تصدير للنفط من قبل حكومة إقليم كردستان يحتاج إلى اتفاق، وهذا الاتفاق لم يحصل منذ أن توقفت المفاوضات التي كانت قد نصت على أن تسلم حكومة الإقليم 250 ألف برميل يوميا، مع إعطاء حكومة الإقليم سلفة مالية لكي تسدد جزءا من نفقات الشركات، لكنها توقفت معتبرة أنه لم يحصل تعاون معها من قبل المركز».
وجاءت تصريحات جهاد غداة إعلان مسؤول أكبر شركة منتجة للنفط في كردستان حاليا عن قرب اكتمال خط أنابيب يتيح للإقليم تصدير النفط عبر تركيا خارج سيطرة الحكومة المركزية. ونسب إلى توني هايوارد، الرئيس التنفيذي لشركة «جينيل إنيرجي» والرئيس السابق لشركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) قوله إن الاستعدادات جارية لتشغيل خط أنابيب كردستان - تركيا بحلول نهاية العام الحالي. واعتبر هايوارد، الذي يصدر النفط التي تنتجه شركته حاليا على متن شاحنات إلى تركيا وبواقع 50 ألف برميل يوميا، خط أنابيب كردستان - تركيا «منعطفا مهما» للإقليم. ويبلغ قطر الأنبوب 36 بوصة، وبمقدوره، حسب هايوارد، تصدير 300 ألف برميل يوميا. وأوضح في مقابلة هاتفية مع قناة «بلومبيرغ نيوز» أن خط الأنابيب يرتبط بأنبوب التصدير العراقي الرئيس بين حقول كركوك وميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، لكن نقطة الوصل تقع بعد محطة قياس الضخ التي تسيطر عليها بغداد، مما يتيح لحكومة أربيل السيطرة تماما على صادرات الإقليم.
وكان وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، آشتي هورامي، أعلن في وقت سابق الشهر الحالي أن خط الأنابيب هذا سيدخل قيد التشغيل بنهاية العام الحالي. ووقعت حكومة إقليم كردستان اتفاقية مع الحكومة التركية في أبريل (نيسان) الماضي بشأن بيع النفط والغاز مباشرة إلى تركيا، فيما أسست الأخيرة شركة اشترت حصصا في حقول نفط كردستان، حسب هايوارد.