روما (الصباح) - اتفق العراق والفاتيكان، على ضرورة الانطلاق من القاعدة الإيمانية العريضة المشتركة بين الجانبين بهدف بناء علاقات متطورة يسودها الإحترام المتبادل والاعتراف بالآخر والقبول به شريكا، مؤكدين اهمية مواجهة التحديات المشتركة، التي يقف في مقدمتها التطرف والإرهاب.
وشدد الجانبان، في ختام اعمال لجنة الحوار المشتركة، العراقية-الفاتيكانية، نهاية الاسبوع الماضي، والتي ترأس الجانب العراقي فيها رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري، فيما مثل وفد المجلس البابوي نيافة الكاردينال جان لويس توران، على تفعيل الجوانب التي ترمي إلى إحلال العيش المشترك وإشاعة المساواة وحقوق الإنسان كبديل عن التنابذات والصراعات الراهنة، التي أبتلي بها عالمنا المأزوم، مع الإقرار ببداهة الإختلاف وتنحيته جانبا والتأسيس على القواسم الإيمانية العديدة بين الأديان السماوية واستلهام المضامين التسامحية التي إنطوت عليها.
وتطرق الجانبان، الى اهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين العراق والكرسي الرسولي، وتمهيد الأجواء لتحقيق الزيارة البابوية المؤجلة الى العراق، فضلا عن إتخاذ كل ما من شأنه ترسيخ الجذور المسيحية التاريخية في العراق، بما في ذلك بعث السياحة والحج المسيحي الى مدينة «أور»، مؤكدين ضرورة تفعيل المشاركة المسيحية في الحياة العراقية بجميع ميادينها، وإيقاف نزيف الهجرة المسيحية إلى الخارج.
وخلص المشاركون، في بيانهم الختامي، الذي وقعه رئيسا الوفدين العراقي والفاتيكاني، على تأسيس اللجنة الدائمية للحوار بين الجانبين، وتنظيم اجتماعات سنوية تناوبية في كل من الفاتيكان والعراق، فضلا عن تشكيل لجنة فرعية من الطرفين تعنى بكتابة نظام داخلي للّجنة يبين طبيعتها وأهدافها ومنهج عملها وتقديمه في الاجتماع المقبل.
كما دعا البيان الختامي، الى اهمية العمل المشترك في ترسيخ قدسية الحياة الإنسانية، وما يتأتى عنها من حقوق وواجبات ونبذ التطرف والعنف بكل أشكاله، لاسيما الذي يرتكب باسم الدين، والتأكيد على قدسية دور العبادة وواجب إحترامها وحمايتها.
وحظي الوفدان بلقاء قداسة البابا «فرنسيس» الذي أبدى سروره بالنتائج الإيجابية المتمخضة عن لقاءات اللجنة، مشيدا بروح الأخوة والمحبة التي إتسمت بها الاجتماعات، كما أظهر تفاعله الإيجابي مع الدعوة التي قدمها له الحيدري، لزيارة العراق باسم الحكومة العراقية والقيادات الدينية، مناشدا الجميع للصلاة والدعاء من أجل تحقيقها بأقرب فرصة ممكنة.