مخاوف من تصاعد وتيرة "العنف الطائفي" في البلاد .. مقتل وإصابة 225 شخصاً بينهم 50 جنديا حصيلة أحداث الحويجة
بغداد (الصباح الجديد) - لم تفلحْ الجهود والوساطات التي بذلت طوال اليومين الماضيين، لوقف التدهور الأمني الذي تفجر إثر قيام بعض المتظاهرين بمهاجمة نقاط مشتركة للجيش والشرطة في الحويجة بمحافظة كركوك، يوم الجمعة الماضي، حيث اسفر الهجوم الأخير،عن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف القوات الأمنية. وبحسب بيانات وزارة الدفاع، فقد طلبت القوات التي حاصرت ساحة الاعتصام بتسليم المتورطين في الهجوم إلا أن المعتصمين لم يستجيبوا برغم الانذارات والتحذيرات.
وقالت وزارة الدفاع الاتحادية في بيان سبق قيام القوات الأمنية باقتحام ساحة الاعتصام، إن قواتها "هوجمت من قبل المعتصمين عندما كانت تحاول تأمين ساحة الاعتصام" واشارت الى سقوط قتلى وجرحى قالت "إنهم من البعثيين والقاعدة". وكشفت مصادر أمنية عن العثور على عشرات البنادق وأسلحة متوسطة داخل ساحة الاعتصام.
وفي بيان لاحق أعلنت وزارة الدفاع العراقية، عن مقتل 12 ضابطا وتسعة جنود و 26 مسلحا من المتظاهرين والقبض على 75 آخرين، فضلا عن العثور على عدد كبير من الاسلحة والمتفجرات في ساحة اعتصام الحويجة.
وقالت الوزارة في بيان، إن "القوات المشتركة تمكنت من الدخول الى ساحة اعتصام الحويجة لغرض التفتيش وإلقاء القبض على المطلوبين وحصل اشتباك مع عناصر مسلحة".
وأضاف البيان أن "قوات الجيش تمكنت من قتل 20 من المسلحين الذين كانوا يستخدمون الساحة كملاذ آمن لهم كذلك وتم إلقاء القبض على 75 آخرين منهم والعثور على عدد كبير من الأسلحة في الساحة وهي 40 بندقية وخمس رشاشات متوسطة BKC و16 رمانة يدوية وعدد كبير من الآلات الجارحة والسيوف والخناجر والسكاكين".
وأشار البيان إلى أنه "على ضوء ذلك تم فتح تحقيق عاجل وعلى أعلى المستويات لمعرفة كيفية فتح النيران على القوات المسلحة والتعرض لها وأسباب وجود هذا الكم الكبير من الأسلحة والعتاد في داخل ساحة التظاهر التي من المفترض أن تكون ساحة تظاهر سلمية بعيدة عن مظاهر التسلح"، لافتا إلى أن "صباح أمس الثلاثاء قامت مجموعة إرهابية بالتعرض إلى نقطتين عسكريتين تابعتين الى الفوج الاول لواء المشاة 47 الفرقة 12 في منطقة الرشاد التابعة للحويجة وتم التصدي لهما وقتل ستة من الارهابيين والاستيلاء على عجلة ورشاشة BKC وخمس بنادق آلية.
وبحسب وكالة فرانس برس فقد قتل 27 شخصا واصيب نحو سبعين اخرين بجروح فجر أمس الثلاثاء في اشتباكات بين قوات عراقية ومجموعات من المتظاهرين في الحويجة غرب مدينة كركوك.
وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش ان "اشتباكات وقعت بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين في ساحة الاعتصام في ناحية الحويجة ،اسفرت عن مقتل 25 شخصا بين متظاهر ومسلح، اضافة الى جنديين اثنين".
واضاف ان "الاشتباكات التي وقعت عند الساعة 5,00 فجرا ، أدت الى اصابة نحو 70 شخصا بجروح بينهم سبعة جنود".
واكد المصدر العسكري فرض حظر للتجول في الحويجة ومنطقتي الرياض والرشاد المجاورتين.
بدوره ،قال ضابط برتبة عميد في الفرقة 12 في الجيش المنتشرة الى الغرب من كركوك لفرانس برس ان "27 شخصا قتلوا واصيب 70 آخرون بجروح في اشتباكات بين قواتنا والمتظاهرين".
واكد ان "العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية" وهي جماعة متمردة، مستدركا "لكن قواتنا لم تطلق النار صوب المتظاهرين حتى قيامهم هم بذلك فردت بدورها للدفاع عن نفسها".
واشار المصدران الى "عثور قوات الامن على 34 بندقية كلاشينكوف واربع اخريات من طراز بي كي سي، اضافة الى نماذج وثائق للانتماء الى جيش النقشبندية".
في هذا الوقت قال الناطق باسم ما يسمى بانتفاضة احرار العراق في الحويجة، غازي الفيصل، لقناة "التغيير" الفضائية أمس الثلاثاء، أن الانتفاضة ستترك العمل السلمي وتقرر الانضمام الى الشعب وحمل السلاح ضد الحكومة "الطائفية الصفوية".
وكشف مصدر أمني مسؤول، عن مقتل واصابة 225 شخصاً في حصيلة الاشتباكات التي دارت في ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة في كركوك، بينهم 50 جنديا عراقيا.
وكان الجيش، قد اقتحم ساحة الاعتصام في الحويجة ، بحثا عن مطلوبين قتلوا جنديا عراقيا الجمعة الماضية، ودارت اشتباكات مع عناصر مسلحة كانت متواجدة هناك.
وقال المصدر لـ"شفق نيوز"، إن "حصيلة الاشتباكات التي وقعت في الحويجة أمس انتهت بمقتل 25 شخصا داخل ساحة الاعتصام واصابة 150 آخرين".
واضاف أن "الجيش العراقي من جانبه قُتل منه 15 جنديا واصيب 35".
ولفت المصدر إلى ان "القوات المهاجمة من الجيش العراقي اعتقلت عددا من المسلحين المتواجدين داخل ساحة الاعتصام وضبطت كميات من الاسلحة والعتاد".
إلى ذلك ،افاد مصدر امني، امس الثلاثاء، ان مجموعات مسلحة بدأت بمهاجمة ثكنات للجيش العراقي في حدود ناحية الرياض وفي مناطق من قضاء الحويجة في وقت اعلن قادة في تظاهرات الحويجة ان رجال العشائر سيطروا على ثكنات للجيش بعد اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة.
واوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لوكالة (أصوات العراق) ان "جماعات مسلحة بدأت بمهاجمة ثكنات للجيش العراقي في حدود ناحية الرياض وفي مناطق الحويجة بعد اقتحام قوات خاصة من الجيش العراقي لساحة الاعتصام في الحويجة فجر اليوم (أمس) الثلاثاء".
وأضاف المصدر ان "أوامر صدرت من قيادة الجيش للقوات الامنية المتواجدة قريبا من الاحداث في الحويجة، بعدم التدخل نهائيا في الاحداث الجارية".
يأتي ذلك في وقت كشف فيه عدد من قادة التظاهرات في الحويجة، ان رجال العشائر اقتحموا ثكنات للجيش العراقي في حدود قضاء الحويجة، وسيطروا عليها.
وكان مصدر امني ذكر ان عشرة جرحى من الجيش العراقي وصلوا الى مستشفى مدينة كركوك.
وذكر عضو اللجان الشعبية في محافظة كركوك خالد المفرجي، ان قوات "سوات" العراقية اقتحمت فجر الثلاثاء، ساحة العز والكرامة في قضاء الحويجة، ما ادى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المعتصمين في الساحة.