رجال أعمال يخصصون مكافآت بملايين الدولارات لقتل شخصيات بارزة
    السبت 31 أغسطس / آب 2013 - 12:57
    (السومرية نيوز) بغداد - جائزة مقدارها ملايين الدولارات عرضها رجلا أعمال عراقي وسعودي، لا للتنافس على نيل لقب "محبوب العرب" أو اختراع ما أو الفوز بمسابقة فنية أو أدبية أو علمية، بل أنها جائزة مخصصة لقتل شخصيتين بارزتين على مستو دولي.

    فقد أعلن رجل أعمال عراقي، أمس الخميس (29 آب 2013)، أنه خصص مكافأة مقدارها مليونا دولار، أي ما يعادل مليارين و400 مليون دينار عراقي، لمن يساعد القوات الأمنية العراقية بإلقاء القبض على "الإرهابي شاكر وهيب" الذي ظهر قبل أيام في تصوير فيديوي وهو يقوم بقتل سائقي مركبات حمل على الطريق الدولي السريع الذي يربط العراق بالأردن.

    رجل الأعمال، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوسائل الإعلام، أوضح أن المكافأة ستمنح لكل مواطن يرشد على مكان المجرم وهيب سواء كان مدنيا أو عسكريا.

    رجل الأعمال العراقي لم يكن هو الأول الذي أعلن عن مكافأة من هذا النوع، فقد سبقه رجل اﻷ‌عمال السعودي عبد الله محمد العنزي، الذي أعلن عبر إحدى الفضائيات السعودية المحلية عن مكافأة تبلغ خمسة أضعاف المكافأة العراقية، لقتل شخصية مشهورة على نطاق عالمي.

    فقد خصص العنزي 10 ملايين دوﻻ‌ر لمن يقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

    ولا يريد العنزي أن تنطلق مكافأته من منطلق "طائفي"، إذ يؤكد أنه سيمنحها لأي شخص "حتى وإن كان شيعي المذهب".

    ويبرر مبادرته هذه بأنها رد فعل على "تمادى نصرالله في دعم نظام اﻷ‌سد ماديا ومعنويا"، معتبرا نصر الله "المجرم رقم واحد فيما يجري بسوريا".

    يشار إلى أن عبد الله محمد العنزي يعد من أثرياء السعودية، وعرف عنه دعمه اللا ‌محدود للثورة السورية، حيث بلغت قيمة تبرعاته لها 30 مليون ريال سعودي وفقاً لصحيفة "الجوف" السسعودية.

    وتؤشر المكافأتان العراقية والسعودية تحولاً غير معهود في مجرى ملاحقة أو تصفية الشخصيات السياسية أو المجرمين، فعادة ما تقوم الشرطة أو قوات الأمن أو حتى الحكومات بالإعلان عن مكافآت مالية للإدلاء بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض على مثل هكذا نوع من الشخصيات، أما أن يقوم رجال أعمال أو وجوه اجتماعية، غير معنية بشكل مباشر مما قد يصدر عن تلك الشخصيات، بتخصيص مكافآت بهذا القدر فهو أمر يشرع أبواب القلق والتوجس من أن تتحول أموال الأثرياء إلى مصدر خارج السياقات القانونية.

    وقد يظن البعض أن ما قام به رجل الأعمال العراقي والثري السعودي، عمل غير مسبوق، لكن سبقهما إلى ذلك مواطن بسيط يدعى خميس الكروي من أهالي محافظة ديالى، حيث قام في (22 شهر تشرين الثاني عام 2010)، بتوزيع منشورات وملصقات جدارية في ناحية بني سعد (18 كم جنوب غربي قضاء بعقوبة، مركز محافظة ديالى)، يعلن فيها عن تخصيص مكافأة قدرها 10 ملايين دينار مقابل قتل أو المساعدة في إلقاء القبض على ابنه القيادي في تنظيم القاعدة.

    "أريد تخليص العالم من شره"، هذا ما قاله الكروي عن ابنه هاني، ويضيف "إنه ليس ابني، لقد أصبح من الماضي وهو في خدمة الشيطان الآن، أرجو أن يعلم الجميع ذلك".

    ويؤكد الكروي أن مبلغ العشرة ملايين دينار هو كل ما يملك، وقد خصصه لقتل أو اعتقال ابنه "الإرهابي".

    فيما يؤكد النقيب علي كامل من شرطة بعقوبة، إن "الرجل جاد في الموضوع وقد تبرأ من ابنه، وكذلك فعلت والدته وأشقاؤه وزوجته"، مضيفاً "لقد أبلغ القوات الأمنية على الفور عن مكان وجود ابنه الذي تمكن من الفرار قبل اقتحام المبنى الذي كان يتحصن بداخله".

    وكان الكروي قد أبلغ السلطات الأمنية عن ابنه هاني الكروي، الذي توارى عن الأنظار لأكثر من عام، ثم ظهر فجأة وبشكل علني مع مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media