اعتدنا ان نسمع من السادة المسؤولين في محافظة بغداد الكثير من الاشكالات على السلطة التنفيذية وتحديدا على الحكومة ووزاراتها ونسبة الفساد فيها وتوجيه الاتهامات شرقا وغربا وكان الجهد ينصب على فعل الحكومة وما يوجد فيها من محاولات العبث باهدار المال العام واكثر ما سمعنا ذلك هو بعد تنصيب السيد علي التميمي محافظا لبغداد حتى اصبح ظهورهم اعلاميا كتيار صدري على القنوات الفضائية يكاد يكون موجه ضد جهة واحدة وكأنهم ملائكة وهم الوحيدون الذين يمتلكون الحرص على العراق وعلى شعبه والاخرين جلهم من النفعيين والخونة وسراق المال العام ولكن المسكوت عنه بفعل الماكنة الاعلامية الصفراء والقذرة التي كانت تطبل لهم ولا زالت الى اليوم لم نسمع عن فساد احدهم لا في وزارة ولا في برلمان وها هي الاخبار والمعلومات بدأت تظهر للعلن عن سوء الادارة والفساد الذي يمارسوه هؤلاء في المؤسسات التي يتولون قيادتها .
افرزت بعض وكالات الانباء خبرا عن مقاول قام على استحداث اذاعة لمحافظة بغداد والتي تم بموجبها حفلة كبيرة كان الابرز فيها كيكة ذات حجم كبير تكاد تكون الاكبر في العراق ان لم تكن في الشرق الاوسط وقد حضر الحفل كل السادة المسؤولين وعلى رأسهم السيد المحافظ علي التميمي الذي اصطف الى جانب المقاول في صورة تذكارية تعطي طابعا قويا من العلاقة الحميمية والودية بين الاخوين المسؤول والمقاول ، وهذا المقاول كان قد مسك طريق المحمودية باطراف بغداد مع كل الطرق المرتبطة بهذا الطريق العام والذي حصل فيه الكثير من التلكؤ وعدم الجودة في العمل بل ان كل الطرقات التي عمل ذات المقاول صاحب الكيكة والاذاعة الهدية  لمحافظة بغداد كانت طرقا سخيفة لا تمت الى المواصفات البسيطة وليس العالية في جودة الطرق والجسور وقد عادت فيها جميع الحفر بعد شهر واحد فقط لا غير علما ان السيد التميمي كان قد طل على قناتهم الفضائية المفضلة وهو يصرخ ويتهم المقاول ذاته بالفساد والسرقة وعدم الكفاءة في عمله وتلكؤه وما الى ذلك من اتهامات ولكن ما الذي حصل بعد تلك التصريحات الرنانة ليظهر السيد المحافظ يدا بيد هذا المقاول في نفس الحفلة وامام تلك الكيكة الشهيرة التي كلفتهم كما يبدو 14 مليار دينار عراقي بالتمام والكمال وهذا المبلغ بالتأكيد هو ليس سعرا لتلك الكيكة في السوق وانما المقاول وبعد ان حصلت المشاكل بين المحافظة وبينه اقدم المقاول على رفع دعوى قضائية ضدهم مستعينا بشاهده تلك صورة الحفلة الرنانة والكيكة الفريدة من نوعها والابتسامات الواسعة للمسؤولين في المحافظة ومنهم السيد التميمي فاقتنع القاضي ان لا مشاكل بينهم وانما هو استهداف له فاضطر الى تعويض ذلك المقاول ما قيمته 14 مليار دينار كانت بسبب سحب المشروع منه وفي المقابل فساد لمة المحافظة من محافظها الى مجلسها من العضاض وانت نازل ، فهل يعقل ذلك ان تكون كيكة محافظ قيمتها بهذا السعر المهول.