بعد اربع وتسعين عاما .. هل لا تزال عقلية " الطوب أحسن .. لو مكواري".. تتبختر في عقول البعض .. أم انها محاولة شريرة للتخفي وراء "السيادة العراقية"؟؟!!
    الخميس 16 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 18:18
    أ. د. حسين حامد حسين
    أن محبتنا العميقة لوطننا العراقي وسيادته ووحدة اراضيه وديمقراطيته لا تضاهيها محبة في هذا الوجود، ولكن ، بودي ان أطرح سؤالا على اؤلئك الذين يحاولون ان يجعلوا من قضية "سيادة" الوطن وعدم السماح لقوات عالمية تهدد شعوبها الدواعش أيضا، وتحاول حماية أوطانها من التسلل اليها ولطرد هذه المنظمة الارهابية الوحشية من العراق مجانا، فكيف لهؤلاء أن يجعلوا من ذلك "قضية وطنية" ؟ في حين أن هؤلاء ألشراذم من السياسيين أنفسهم ، مطعونين بعفتهم وولائاتهم الوطنية ولم يألوا جهدا حتى الان لاسقاط النظام الجديد ، بل وكانوا وراء دخول داعش وتمدده في الموصل وصلاح الدين والانبار، ولا يزالون يصرون اليوم على اتمام مهمتهم الجبانة بمحاولات نشر الاكاذيب الاعلامية حول اسقاط بغداد ودعم الدواعش في اقامة الخلافة الاسلامية في العراق ، وان كانوا هم يعلمون جيدا ان الدواعش سوف تجعل من رقابهم ، أضاحي لتلك العقيدة الكافرة.
    وسؤالي الذي اريد ان اوجهه هنا لشعبنا ، هل من خلال هذه السنين الطويلة ، ومنذ ثورة العشرين ، عندما اطلقت إلاهزوجة الشهيرة ...(الطوب أحسن لو مكواري).. هل تعلم شعبنا من دروس حياته الطويلة تلك شيئا يعتد به أو يفخر به أو بما يجعله متميزا في الهامه أومن العبر والدروس من الحياة ؟ وهل من جديد يمكن رصده على مسرح هذه الحياة نفسها وبما من شأنه ان يكون قد أبدع فيه شعبنا في القضاء على فقره أو توحدت ارادته أو نشره لاخلاق فاضلة يمكن ان تكون الاجيال قد تلقفتها منذ ذلك الحين؟ وهل من تطور إيجابي طرأ على شخصية الانسان العراقي وبما جعله ينهض بوجه الظلم ولا يرضى بالهوان والمذلة من قبل حكامه ؟ هل جعل من العبر والدروس وما أكثرها ، منطلقات لعقيدة حريته بحيث يستطيع من خلالها أن يدرك ويمييز بين الخير والشر، بين الاعداء والاصدقاء، بين المسؤولية والتهور ، بين العفة والنزاهة ، وبين تكريس واحتضان الظلم لنفسه أوالابتعاد عن المعاصي أواكل السحت الحرام؟؟!!
    فالننظرمعا الى هذه الحياة العراقية نفسها ، هل نرى فيها من أشياء جديدة رائعة عبر السنين الطويلة ؟ هل رأينا من تطور في علم أو معرفة أو سياسة وطنية تنيردروب الحيا للاجيال القادمة وهل رصدنا أي اقتدار حتى على التفريق بين مأسي الأمس وتكررارها اليوم ؟ إذ لو كان شعبنا قد تعلم من دروس الحياة ومصائبها وظلمها له طيلة ما مر عليه من هذه السنين الطويلة جدا، لكان حريا به ان يصبح ربما الان سيد هذه الدنيا وقدوتها ومثلها الاعلى بين شعوب العالم؟ ألم نكن قد وجدناه حينذاك ، مالئ الدنيا حكما وعلوما وفلسفة وفنا واخلاقا وقيما وأدبا؟  أل نكن قدوجدنا أيضا ، ان شعوب العالم تنهل من عطائه وفراسته وحبه للخير وبما يجعله مرجعا اساسيا للنهوض من بعد الكبوات ، وعنوانا عريضا لقهر الظلم والطغيان والدكتاتوريات الفردية والثائر ضد من يحاول قتل روح الحياة نفسها؟ 
    ولكن ، ماذا نجد شعبنا اليوم وللاسف، سوى عائشا في رعب ومصائب وهزائم وفقر وانكسارات نفسية وسجن مظلم ومستقبل وجهل وتراجعات وانهيارات نفسية؟ أليس مثل شعبنا في دورات الحياة عليه كمثل الشاعر الذي يقول :
    "هي نفس الحياة ...يعيد رصف طريقها ....سأم جديد"؟!
    ولكن، لماذا كل ذلك يحدث لنا ، بينما نحن صاغرون لا نبالي بما حل ويحل بنا؟ هل هي لعنة من الخالق تعالى سبحانه؟ أم انها لعنة الاجيال التي سبقتنا والتي كانت ربما أكثر سوءا منا، فلم تهبنا شيئا سوى لعناتها تلك؟ هل هي حوباء التاريخ وازمان الفسق والفجور والمواخير والجواري والغلمان لخلفاء فجرة ، لوو أعناق المؤمنين باستهتا رهم بقيم الدين والاخلاق وقيم والشرف والاباء والمروءة والانسانية حتى ضاقت الحياة ولم تستطع ان تنسى أبدا اعمال وافعال هؤلاء أو من والاهم ؟  ام انها يا ترى الطبيعة الانتهازية والمصلحية والجحود وخيانة العهود والمواثيق التي ألفناها ومارسناها جيل بعد اخر وشربنا من اجلها كؤوس المذلة والحسد والنفاق والإثرة والاستهانة بالشرف والعرض وقيم الخالق سبحانه؟  
    للنظر فقط الى سياسيينا هذه الايام ...هل هؤلاء بشر أسوياء يعيشون باراداتهم أم شراذم مهبولة دنيئة لا تخاف الله ولا يهمها ما يقوله الاخرون عنها؟ هل هؤلاء شرفاء ووطنيون وبما يكفي ليمثلوا هذا الشعب الذي أبعد نفسه عن كل ما له علاقة بهذا الوطن ، فلم يعد رقيبا على هؤلاء ، فاتاح لهم فرص الخيانة على طبق من ذهب ليمارسوها بلا وجل ، حتى اصبح هذا الشعب ، وكأنه "نزيل" مرعوب مع غربة نفسه، لا يدري ماذا يفعل حتى من اجل نفسه؟ فهو يعد الايام ويستعد للرحيل الى عالمه الاخر في كل لحظة من خلال وطن يعيش فوق قنبلة موقوتة ؟
    انظروا الى هؤلاء السياسيين المتخمين بالضعف والانبطاح والجبن والتردد وعدم القدرة على المواجهات ، سوى من اجل الباطل . فكل همهم ان تنتهي هذه الدورة البرلمانية لينعموا بما اقتنوه من لصوصياتهم من مال السحت الحرام ، وبما خلفوه من مواقف الردة والاستهتار واللامسؤولية ضد انفسهم غير الامينة وضد شعبنا؟ هؤلاء ساستنا الساديون والذين يجدون لذة استثنائية في قتل هذا الشعب الطيب ، فهم لا يعرفون "الوداعة " ولا الانصاف ولا الولاء للوطن ، لكنهم يحبون ان يحمدوا بما لا يفعلوا ، ويستميتون من اجل الوقوف امام الكاميرات ، لمدارات "مركب النقص" الذي يعيشونه كتوافه وسقط المتاع، خونة وصلوا الى ما وصلوا اليه من خلال كتلهم ، فهم مطمأنون أن لا أحد يستطيع ازاحتهم. وان العراقيين الاحرار، الاذكياء واصحاب الخبرات والمثقفين والمتعلمين ، قد تركوا العراق ، فهم مطمأنون ان هؤلاء سوف لن يعودوا الى الوطن حتى يستطيعوا من تغيير اراداتهم وسلوكهم المشين و ان يأخذوا مكانهم في المجتمع. ومع ذلك ، فهم مفعمون بالحقد والكراهية والتناقضات وعدم الامانة في القول والافعال. ألم نجد أن الاكثرية من هؤلاء السياسيين هم جواسيس لتركيا والسعودية وقطر والاردن ، وانهم ماضون في التحريض على اشعال الفتنة الطائفية بين العراقيين ، ويصفون الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الابطال بـ"الصفويين"، ويقفون ضد الحكومة في حين ان مدن هؤلاء واعراضهم تحت رحمة داعش، وهم بعد كل ذلك ، لا يجدون ولاءا لهم حتى من طائفتهم ؟!
    هؤلاء السياسيون وأمثالهم كثيرون ، هم أعداء العراق , الاكثر انتهازية ومصلحية وجحودا وخيانة للعهود . فهم في محاولاتهم المشبوهة ضد كل حكومة وطنية ، يحلمون بتقسيم الوطن العراقي الى كانتونات واقاليم وضرب وحدة الوطن العراقي ، فضلا انهم الان يقفون ضد تواجد القوات الدولية على الاراضي العراقية من اجل طرد أنذال البعثيين من داعش ، ويلجأون الى التخفي خلف شعارات السيادة الوطنية... ولكن ، هل من شريف وأبي من العراقيين من لا يدافع عن سيادة الوطن العراقي؟ وهل أن هؤلاء ، لهم مأرب لم تعد معروفة ، في دعم داعش من خلال ، التباكي على السيادة الوطنية، من خلال الوقوف ضد فرصة فريدة مجانية كبرى في القضاء على داعش تقدمها للعراق القوات الدولية لتحرير أراضيه من ارهابي داعش ، فضلا من ان أمر "السيادة الوطنية" هذا ، يمكن حله من خلال قرار برلماني يمكن ان تتعهد به الامم المتحدة ومجلس الامن بخروج هذه القوات بأمر من الحكومة العراقية متى شائت ذلك.
    والتخوف الذي يصوره هؤلاء البعض من السياسيين من ان الولايات المتحدة تحاول العودة واحتلال العراق ، فهذا مجرد هراء. فالولايات المتحدة وتحت ظروفها الاقتصادية الحالية لا تمتلك الامكانيات لتمويل جيوشها  خارج حدودها. كما وان الشعب الامريكي يرفض ابقاء قواته خارج الولايات المتحدة ، لانه يعلم ان التضحية بأبنائه في سبيل شعوبا اخرى ، قضية لم تجديه نفعا من قبل ويقف ضدها ، وخصوصا ، ان الشعب العراقي لم يبرهن على وفائه لفضل الولايات المتحدة بالاطاحة باعتى نظام فاشي دموي لنظام المقبور صدام.
    أن اهزوجة "الطوب أحسن لو مكواري" ...تعود الى أذهاننا اليوم، فهي على الرغم مما تحمله من شرف الاباء والبطولة والتضحية لرجولة لا تقهرفي ثورة العشرين البطولية ، فانها تفقد ارضيتها ومعانيها حينما تصبح هدفا سهلا للاعداء، عندما يقارن التسليح العراقي المتواضع لقواته ، امام ما يمتلكه داعش البعثيين من تسليح متطور، والذكي والوطني ، من يستطع اغتنام الفرص من اجل شعبه.

    حماك الله يا عراقنا السامق. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media