عزيزي المبدع الدكتور محمد الدعمي المحترم

يبدو ان مقالك الأخير المعنون ((حذار المذبحه)) فيه شيء مبالغ من التشاؤم حول مستقبل ومصير بغداد فنحن سكان بغداد (( البغاددة)) كما وصفتهم في المقال مطلعين تماماً على ما يجري من احداث في الموصل وتكريت وبعض مناطق ديالى ومناطق الأنبار الواسعه ونعرف ما يمكن ان يحدث للعدو الإرهابي اذا ما تقدم خطوة باتجاه بغداد فهناك القوات الأمنية العراقية وسرايا الدفاع الشعبي والحشد الجماهيري هم الذين يحرسون بغداد ويدحرون العدو في المناطق التي ذكرتها ويكبدونهم خسائر كبيرة من خلال الضربات الجويه العراقية وضربات التحالف الدولي وما تحققه القوات البرية على الارض ولولاهم لوصل داعش الى بغداد منذ وقت مضى ولكن وقوف الأبطال وعزيمتهم وثباتهم وإصرارهم على دحر الإرهاب هو الذي اوقف المتطرفين المجرمين وجعلهم كالخفافيش يتحينون الفرص في الظلمات للتفجيرات والنيل من الأبرياء والمدنيين.
كما ان المطار في بغداد مؤمن بالكامل لاتوجد إطلاقه من مسدس باتجاهه او باتجاه المناطق القريبه منه ومعلوماتك عن قصف المطار ليست دقيقة والدليل ان الرحلات الجوية لمختلف شركات الطيران العالمية تعمل بشكل منتظم تقلع وتهبط وتنقل مئات المسافرين يوميا من والى بغداد عربا وأجانب  ًوعراقيين ولكن يبدو انك اعتمدت على ما قاله الجنرال ديمبسي حول  مطار بغداد حيث أعطى معلومات مظلله بان الإرهابيين قريبين من المطار، وعندما عاتبه بعض القادة العراقيين قال انه اطلق هذه التصريحات لاستحصال دعم اكثر من الكونغرس الأميركي ومن المؤسسات العسكريه الأميركية. ولك ان تقيس هذه الطريقة اللامسؤولية في إطلاق التصريحات متجاهلين ما يمكن ان يخدم العدو في حربه النفسيه وحرب الإشاعات التي يطلقها لزعزعة الصفوف . وأقول لك ان البغداديين يحتفلون كل يوم ويمارسون حياتهم الطبيعية وأفراحهم واعراسهم لا تنقطع بتاتا وان شوارع وأسواق بغداد مزدحمة بالمارة حتى أوقات متأخرة من اليل بطريقة لا يمكن مشاهدتها في كثير من مدن الولايات المتحدة الأميركية الآمنة وأقول لك أيضاً انهم لا ينتظرون حمام دم وإنما هم متفاءلون بما يحدث من انتصارات على الإرهابين وأنهم متراصين موحدين في مواجهة داعش ومن لف لفهم.
سيدي الكريم....
عودتنا على دقة كلامك ومعلوماتك المستندة الى الحقائق والأدلة القطعية لكنني تفاجئت بهذا المقال الذي قد يخدم من هو متربص بالعراق ومن يدخل ضمن المشروع المشؤوم الثاني لإعادة توزيع المنطقة بشكل يغاير المشروع المشؤوم الاول لسايكس بيكو.
نحن بخدمتك اذا احتجت اي معلومه او موقف او حدث نزودك به لتكتمل الصورة عندك كما تعبر بعض وسائل الاعلام ولأنك مبدع وكاتب عراقي نفخر به من الطراز المتميز لا نريد  لقلمك الباهر الا ان ينقل ما  هو واقع وحقيقي لما يحدث في اقليم المفارقات كما أسميته انت .
اتمنى نشر مقال يوضح الملابسات التي حصلت في نفس الصحيفة المنشور فيها مقالك الأخير

اتمنى لك التوفيق والصحة والسلامة الدائمة.

تحياتي

mudhafer.alrubai@gmail.com

رابط ذو صلة
حذار المذبحة - أ. د. محمد الدعمي
18/10/2014 - 05:28 مقالات