الشعور بالدونية وصناعة الفشل
    السبت 18 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 18:11
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    تابعت لقاء د حيدر العبادي مع قادة المشهد الاعلامي  لدراسة كيفية  التصدي لحرب الاشاعات التي يشنها الارهاب البعثي ، مااستوقفني هو حضور السيد سمير عبيد للاجتماع ، هذا الرجل الذي دعم الجهد الإرهابي وبرر قتل ابناءنا في في الحرس الوطني   ، ولطالما وصف الوطنيين العراقيين بالخونة الصفويين ،كان يقف وباصرار  ولسنوات  عجاف خلت بالضفة الاخرى ويدافع عن الارهاب البعثي التكفيري (والمقاولة) الشريفة ،،، تطاول على المرجعية واتهمها بمقالات موثقة  بالعمالة لايران والعبث  بالامن العراقي ،، كان يدير لسنوات  موقع  القوة الثالثة المدعوم من نفس الجهات الخليجية الداعمة للارهاب  الذي يدافع عن سياستها ويتبنى وجهة نظرها في محاربة الشخصيات الوطنية وتطلعات الشعب العراقي للحرية  ، ويبدو انه غير ولاءاته بعد ان قطع الممول الخليجي دعمه بسبب استكمال المهمة المناطة به   ، كيف يمكن ان يكون شخص بهذه المواصفات  في قيادة القرار الاعلامي وجزء من مشروع الدولة لمحاربة الارهاب !!! لماذا يتم الاساءة الى شهدائنا ورموزنا الوطنية ، كيف تتجرأ  الحكومة ومستشاريها  الإعلاميين  على كرامتنا وتضحياتنا دون خوف او خجل ، 
    واذا كان سمير عبيد اعلامي ومواقفه ولقاءاته موثقة وشخصية معروفة بمعاداتها للشعب العراقي  ويتم  الاعتماد عليه في هذه المهمة التي تتعلق بالامن الاعلامي للوطن والمواطن   ،، فبالتأكيد  هنالك العشرات من الاختصاصات الاخرى في المؤسسة العسكرية والامنية وفي قطاع الكهرباء والنفط والتعليم والعلاقات الخارجية وكل القطاعات الاخرى بنفس مستوى سمير عبيد من  اعداء العراق والمسيئين لتضحياته وشهدائه وكرامته ،تم الاستعانة بهم من قبل الدولة ،،،،
    كيف نحارب الارهاب واشاعاته  المغرضة بشخصيات دعمت الارهاب اعلاميا ودافعت عن جرائمه  وساهمت في تبرير أفعاله الدنيئة  ، انا اعتقد ان هنالك خلل اخلاقي ومبدئي  في اداء  بعض مستشاري الدولة  العراقية يقف وراء غياب المشروع الوطني ،  ويفسر الانهيار الكامل في مؤسسات الدولة !!!! ويعطي تفسيرا منطقيا لانتكاستنا الكبرى على الارض  على كل الأصعدة الذي ذهب ضحيتها الآلاف من ابناء العراق البررة ، وللامانة الموضوع لا يخص السيد سمير عبيد لوحده بل اصبح ظاهرة في بغداد ،، اننا لسنا ضد تغيير المواقف ،ولكننا ضد شراء الولاءات وتسويق بعض الشخصيات المحروقة على انها مكسب وطني  ، ضد تحويل المواقف الوطنية لارتزاق سياسي ،،، وكذلك نحن ضد فكرة القفز بين القمم ، فما بعد قمة  الارهاب البعثي التكفيري هو الوادي الذي يحتضن الساقطين الى القاع   ،وليس القمة الاخرى !!! ،،، فلا يمكن لمن  كان  مأجورا  للأعداء وفي قمة الطرف الاخر وساند جرائم الزرقاوي ومقاومته الشريفة  ودافع عن شهيد الامة البطل !!!! ،، ان  يكون ذراعا وطنيا للحكومة  و يحارب ابو بكر البغدادي ،  كما  لايمكن للبعثي الصدامي الذي سبب كل مأساتنا لثلاثة عقود من سجن  وتهجير ومعتقلات ومقابر جماعية ،  لايمكن ان نثق بجهوده الان ونضعه في قيادة المعركة لحماية الشعب العراقي ،،لايمكن لأدوات الهدم ان تساهم في البناء ، و لايعبد الله من حيث يعصى ،،، ولكن يبدو ان هنالك إحساسا بالدونية عند بعض المتصدين للعمل في الدولة يجعلهم ينظرون الى البعثيين على انهم مازالوا اسيادا عليهم ، ويعتبرون  المجرمين والقتلة كفاءات وطنية ،،،فبعد عشر سنوات من الانتكاسات والخراب لم نعد نبرر هذه الأخطاء بحسن النوايا وقلة التجربة ، فمن يتابع المشهد العراقي بكل مستوياته  الامنية والعسكرية والاعلامية والخدمية يجد ان هنالك إصرارا على صناعة الفشل ومكافئة المجرمين  في ظل انعدام اي شعور بالمسؤولية ....
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media