داعش في مجلس النواب !
    الأثنين 20 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 07:09
    فؤاد البصراوي
    وأنا أتابع للمرة الثالثة مناقشات مجلس النواب عن  الأوضاع الأمنية في العـراق وخاصة الخطر الذي تشكله ما يسمى " داعش" وهي تنظيم إرهابي تكفيري مجرم وأنا أعترض على كل من يطلق عليه " الدولة الإسلامية " وهي كإنه إعتراف بها وبسلطتها بعد إحتلال هذه العصابة المجرمة لمدينة الموصل في 10 حزيران الماضي  وبعض مدن صلاح الدين وكركوك والأنبار , أصاب بالإحباط وأستشعـر بأن النواب تركوا مصائب وخطـر  "داعش" وأخذوا يستعرضون عضلاتهم " الوطنية"  وهم يلقون بسيل الأسئلة والإستفسارات على وزير الخارجية الدكتور ( الطبيب) إبراهيم الجعفري  حول " التحالف الدولي " والصلاحيات الممنوحة له وعن الإتفاقات السرية لوجود قوات على الأرض وخوفهم من رجوع الإحتلال الأمـريكي للعـراق والذي أخرجوه " بمقاومتهم" بعد أن خلّصهم من نظام دكتاتوري مجرم ولولاه  لكانوا يعيشون لحد الآن  تعساء غرباء في ديار شتّى , يعيشون على المساعدات التي تتفضل بها عليهم دول " الكفر" , هؤلاء الذين يرفعون عقيرتهم بالصراخ " خوفاً "من عودة القوات الأمريكية للقضاء على عصابات داعش نسوا إن هذا يأتي حسب الإتفاقية الستراتيجية الأمنية  لحماية العـراق من أي خطر يتعرض له وحان الآن مساعدة العراق أمنياً بعد غزو " داعش" عليه , تكلم " النواب" رجالاً ونساءً وهم يصوبون سهام إنتقاداتهم للوزير وكإنه وخلال فترة قصيرة من تسنمه مهام وزير الخارجية ألمّ بكل  الأمور " الدبلوماسية " فكيف إذا كانت الأخطار محدقة بالوطن من عدو تكفيري لا يتورع عن قطع الرؤوس وسبي النساء والأطفال وقتل الرجال من مختلف المكونات العراقية و ما زال يزحف نحو مدن أخرى والقوات الأمنية تبدو عاجزة عن رده أو صده خاصة وإن الإمكانات والخبرة والتجهيز والتدريب عاهات في جسد المنظومة الأمنية لذا الإستعانة بالقوات الأمريكية للمساعدة في القضاء على عصابات " داعش" هي ضرورة قصوى أما أن يترك " النواب" كل الخطرالفعلي والموجود على الأرض  "داعش" ويناقشوا " خطر" الإحتلال الأمـريكي الوهمي  ويريدون أن يعرفوا كل شاردة وواردة عما آلت إليه العلاقات مع " التحالف الدولي" الذي يريد القضاء على " داعش" ودفع خطره عن العراق, فهذا أمـر تقوم به الحكومة وهي حتماً تعرف مصلحة العراق  أكثر من مزايدات النواب الذين لا يهمهم الوطن وإنما هم مجرد فقاعات  " وطنية" لأحزابهم  وكتلهم وحركاتهم , هنا نحن بحاجة الى قوات قوية مدربة ومجهزة ومقاتلة و إذا كنتم تعتمدون على " الحشد الشعبي" الذي هو غير مؤهل لمقاتلة "داعش" مثله مثل القوات الأمنية التي تقهقرت في الموصل و لم تحقق أي إنتصار طيلة تواجد عصابات داعش في الأنبار والآن في كركوك وتكريت  , دعونا من المزايدات على حساب الوطن , وأنا أتابع " النواب" وهم يكررون نفس الجمل  وكإن داعش تعيش بينهم و يا خوفي من أن تبعث" داعش "من يمثلها في مجلس النواب أشعث اللحية مهلهل الملابس ذو وجه متسخ مخيف يحمل سكينه المجهزة لحز الرؤوس   ليناقش بقية النواب عن أحقيتها في التمثيل مثلهم  و يا خوفي من أن تطالب بمنصب وزاري و قد يكون سيادي أيضاً !!
    يقولون إن مجالس النواب في الدول الأخرى شاركت في قرار الإلتحاق بالتحالف الدولي  وعليه يجب أن يصدر القرار منهم وأعتقد إن النقاشات ستطول كما طالت قرارات مهمة أخرى كالموازنة المهمة للعراقيين وقانون النفط والغاز وهو مهم لبلد حياته معلّقة على إنتاجه وقانون الأحزاب حتى النشيد الوطني لم يصلوا الى قرار واحد لإقراره  كعراقيين ! أما الحرب على الإرهاب بكل أنواعه سواء بعثي مجرم أوإسلامي  تكفيري إرهابي  الذي يقتل الناس في الشوارع والمدن وحتى مجالس التعـزية في الجوامع  والتشييع لا تأمن من شرورهم  لا يحتاج الى نقاش مطوّل وإنما الى فعل سريع وقوي , لذا بعد تعيين وزراء للدفاع والداخلية وهما وزيران مهمان في حفظ الأمن والإستقرار أتمنى أن يكونا على قدر المسؤولية ومخلصان للعراق والشعب وليس لمصلحة بدر أو متحدون , يجب أن يتحدا للقضاء على خطر الإرهاب حتى يستطيع العـراق أن يخطو نحو البناء بخطوات ثابتة وحتى يعيش الشعب حياته وينتهي مسلسل القتل والتفجير اليومي .

    فؤاد البصراوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media