الى السيد حيدر العبادي: الهجوم افضل وسيلة للدفاع!
    الثلاثاء 21 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 11:28
    قرطبة الظاهر
    إنهم كثيرون..إنهم يراوغون.. يستغلون الاعلام لشن هجماتهم على حكومة لم يتعدى تشكيلها إلا بضعة اسابيع.. إنهم يتربصون للاطاحة بك وينتظرون الفرصة السانحة وقد حاولوا لكنهم فشلوا.. أساليبهم تذكرني بمجيئ حزب البعث ونظام صدام حسين إلى السلطة. إنهم منك من داخل فصيل حزبك وربما اقرب المقربين اليك.

    بدأت بداية صحيحة بحزمة الاصلاحات وتعديل مسار ديمقراطية العراق. والشعب ينتظر منك المزيد بالرغم من ادراكه بان مخلفات الثماني سنوات الماضية اضعفت كاهل الدولة وجردته من خيراته عبر الفساد المقيت وسرقة حقوق الشعب وعصابات الجريمة الاقتصادية المنظمة. عليك ان تستغل نقاط قوتك في ادراة الدولة فانت رجل اداري ناجح ومتمكن وقد اثبت ذلك من خلال اصرارك على الاصلاح في المؤسسات الحكومية كما ان برنامجك التقشفي يجب ان يكون مبنيا على اسس اقتصادية مدروسة. استعن بالخبراء الاقتصاديين، عراقيين واجانب استشاريين. لا تتردد في إبعاد المتخاذلين والانتهازيين والمتآمرين من المستشارين الذين يحاولون تخريب عملك باي شكل من الاشكال. عليك بتصفية الاجواء كي تستطيع التفكير وانتقاء القرار المناسب لإعادة الامور إلى مجراها الحقيقي.

    لا تهتم إلى قنوات التسقيط الاعلامية الصفراء بل عليك بتاسيس منظومة إعلامية رصينة شفافة تستقصي الحقائق وتجيد تحليلها بطرق علمية وفكرية ناجحة يستفيد منها المواطن. الشعب لا يحتاج إلى ديماغوغية مزيفة بل إلى شخصية براغماتية تجيد الخطاب السياسي وإقناع الشعب على خارطة السياسة الداخلية والخارجية لعراق المستقبل. عليك بتثقيف الشعب ورصد اموال كثيرة لاعادة اعمار المنظومة التعليمية. العلم اساس الثقافة والفكر. كلما تعلم الانسان ادرك ما يدور حوله وعندما يدرك ويتفهم سيقتنع ويبتعد عن الافكار السلبية والنظرة الخاطئة التي تحاول قوى المعارضة ان تعيد غرسها في المجتمع لاسقاط برنامجك وخارطة طريقك.

    المصالحة الوطنية الشعبية لا تبدا بالاحزاب ومن يواليها من شيوخ عشائر وانما تبدا بانصاف المظلومين يا رئيس الوزراء. عليك ان تبحث عن افقر الفقراء وان تنصفه وتجعله يؤمن بك، يؤمن بان كيان الدولة هو كيان بشري مقتدر على تحمل المسؤولية تجاه ابناء الشعب قاطبة. عليك ان تستمع إلى صوت الشعب: الام الثكلى التي فقدت ابنائها في قاعدة سبايكر، الشباب العاطل عن العمل، العمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب عدم وجود منظومة حمائية للاقتصاد وللانتاج الذاتي المحلي، الايتام اطفالا واحداثا، الكفاءات التي تم اقصائها وتهميشها خوفا من كشف شهادات المسؤولين الفاسدين المزورة, واخيرا وليس اخرا المهجرين داخليا من النازحين والمكسورين والمتألمين. هؤلاء هم قاعدتك الاولى لتثبت وتبرهن من خلالهم جدارة ومهارة ادارتك. هنا تبدا المصالحة الوطنية يا سيد حيدر العبادي وليس بارضاء بضعة من شيوخ العشائر المرفهين والذين كانوا يرقصون ويهزون على اشلاء ابناء العراق في الزركة والحويجة وسبايكر وبادوش والصقلاوية وسنجار متبركين بقاط المالكي وبشعار "بعد ما ننطيها"!..

    المصالحة الوطنية تعني خدمة الشعب، كل الشعب، كل مواطن، كل من يحمل الجنسية العراقية، كل من هاجر العراق ولم يستطع لحد هذا اليوم العودة بسبب الوضع الامني وتهميش حقوقه المشروعه. لا مصالحة بلا عدالة لان العدل هو اساس الملك. وان كنت تريد حكم الدولة بامانة وباخلاص عليك ان تخلص بادارتك وبخدماتك لشعبك وان تكون مؤتمنا على المال العام. وهذا المال يجب ان يوزع بالتساوي على كل ابناء العراق فهو احد خيرات العراق النفطية والنفط ملك للشعب العراقي وليس ملك للاحزاب الحاكمة او لعصابات مليشياوية تهدد امن من يطالب بحصته منه. عليك ان تحارب النمور الجائعة والتماسيح المتربصة والذئاب المتآمرة: اسحب منهم الصلاحبات وابعدهم عن مراكز القرار. تواجد هذه الفئات الشرسة داخل اقبية السلطة هو عرقلة لبناء الدولة وبناء مؤسسات حيوية خدمية مدنية وتهديد للامن الوطني. كما ادعوك لدعوة الشعب العراقي على انشاء مجالس ثقافية تهدف لبناء الانسان المدني الحر فكريا والقادر على التمييز ما بين الحق والباطل وعابر للسياسات غير المجدية. المجالس هي من تعيد اللحمة الوطنية من جديد لان شعب العراق شعب يحب الحوار والجدل وشرب الشاي. لكنه شعب مفكر ومبدع ومنتج. استغل امكاناته وطاقاته وخاصة طاقات الشباب.

    ادعم برنامج تطوير طاقات الشباب مع الاتحاد الاوروبي واجعل من شباب العراق بشرا سويا يتطلع إلى مستقبل افضل بدلا من التفكير بالهجرة من العراق. فهم بناة المستقل وبناة العراق. عليك ان تهتم بهم اهتماما كبيرا وان تستمع إلى ارادتهم وإلى طموحهم. زر الجامعات والمدارس والمعاهد وحتى الثكنات. دعهم يتحدثون اليك..دعهم يقولون لك بما يحلمون ويفكرون. امنح لهم فرصة المشاركة في البناء والاعمار، ساندهم في فتح شركات خاصة اقرضهم، وجههم ، ارشدهم كي يشعروا بان الحكومة معهم.

    أترك ورائك ما حدث بالماضي ولا تحاول البحث عن اوراق قديمة. فالهجوم هو خير وسيلة للدفاع عن طموحك الاصلاحي. عليك ان تمضي إلى الامام فالوقت يداهمك وان تحاول قدر المستطاع احداث طفرة اقتصادية نوعية. الشعب ينتظر..وكلنا معك..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media