دعوة لمناقشة الوجود السنّي جنوب بغداد وشمال محافظة بابل
    الثلاثاء 21 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 19:40
    أياد السماوي
    لم يكن لأحد أن يتصوّر أنّ مناطق جنوب بغداد وشمال محافظة بابل ستتحوّل بعد سقوط النظام الديكتاتوري البعثي المجرم إلى بؤر للإرهاب والقتل الطائفي , فما يسمّى بمثلث الموت أو المثلث السنّي المحصور بين اليوسفية شمالا والحصوة جنوبا وجرف الصخر والبحيرات غربا , قد أصبح يشّكل تهديدا خطيرا على الأمن في العاصمة بغداد ومنطلقا للإرهاب البعثي الداعشي , لزرع الموت والدمار والقتل في شوارع العاصمة بغداد والمحافظات القريبة من هذا المثلث المشؤوم , وكذلك يهدد بعزل العاصمة بغداد عن باقي أجزاء الجسد الشيعي , فهذا المثلث المشؤوم بات كالخنجر المسموم في قلب هذا الجسد , فمنه تنطلق مفخخات القتل والدماربشكل يومي لتنشر رائحة الموت والدم في مناطق الشيعة وشوارعهم ومساجدهم وحسينياتهم , ومن هذا المثلث المشؤوم تنطلق قوافل الأوغاد لتفتك بزوار أبي عبد الله الحسين في كل عام , فأبناء هذه المناطق وعشائرها قد انخرطوا بغالبيتهم العظمى مع الإرهاب البعثي الداعشي , وجعلوا من بيوتهم وبساتينهم ملاذا آمنا وحواضن لهذا الإرهاب الأسود .
    إنّ تطهير هذه المناطق من الإرهاب البعثي الداعشي , بات يشّكل الحجر الأساس والخطوة المهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في البلد , ولا بدّ من إعادة توطين سكان هذه المناطق بما يحقق الأمن والاستقرار ويمنع بشكل نهائي أي وجود وأي حواضن للإرهاب البعثي الداعشي , وتجفيف منابعه بالكامل , وأهمية هذه الخطوة تتمّثل بإعادة التوطين في هذه المناطق بما يحقق أغلبية شيعية , فهذه المناطق تستوعب الملايين من أبناء مدينة الصدر والشعلة في بغداد والحيانية في البصرة وأحياء الصفيح المنتشرة في أرجاء المحافظات الشيعية , فمن خلال برنامج إسكان مدروس يمكن تحقيق هذه الغاية المشروعة , وهذه ليست دعوة طائفية أو عنصرية بقدر ما هي وسيلة مشروعة للحفاظ على أرواح أبناء شيعة العراق التي تفتك بهم مفخخات الإرهاب الطائفي التي تنطلق من هذه المناطق .
    إنّ مسؤولية الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم واعراضهم ومقدّساتهم , توجب على الحكومة أن تتبع كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والمتاحة وغير المتاحة من أجل إيقاف هذا النزيف المتدّفق من الدماء بشكل يومي , فالقاعدة الفقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات وتقدّر بقدرها ) , فلن نسكت بعد اليوم على هذا السيل الجارف من دماء ابناء الشيعة , ولن نسمح لاي تواجد للإرهاب في مناطقنا , وآن الأوان لإزالة البؤر التي أوجدها العثمانيون داخل الجسد الشيعي وخصوصا المتمّثلة بحزام بغداد , ولن تكون بعد اليوم حاضنة لداعش وغير داعش , ومن يريد أن يرفع راية داعش من أبناء هذه المناطق , عليه أن يرحل من مناطقنا , ومن يقول لا وجود لداعش في هذه المناطق وأنّ هؤلاء ناس غرباء , نرفق له هذه الصورة ليعرف أننا لا نظلم أحدا , وإننا أبناء مذهب لا يقطعون الرؤوس ويسبون النساء ويقتلون الأطفال والشيوخ ولا يدّمرون المساجد والمعابد والأماكن التاريخية والتراثية , فلا مكان لداعش ومن يأويها في جغرافية التشيّع .

    أياد السماوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media