عَمّي يَبو الجاي ---- صُبلي.. لَبــلَــبي
    الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 20:11
    مهدي المالكي
    لشاعر المقاومة الفلسطينية كمال عدوان قصيدة لازالت بعض الأبيات منها عالقة في ذاكرتي:
    ليتَ لي عقل بليد
    روح بليد ..
    أعيشُ من دون غاية
    لأرى فصول الرواية

    هكذا صار كل بلاد العربان بفضل الأمريكان وشركات النفط  وبعران الخليج لايختلف حالهم عن أي بلد محتل!!
    فما يجري اليوم في العراق غريب حتى في غرابتهِ!!
    العنوان أعلاه هو إحدى تصريحات العراقي المسكين- جمعة العتّاك. وهو الآخر على طريقته الخاصة يعيش من دون غاية!! في حالة من الهلوسة تصيب المرء كما هو معروف عندما يقع تحت تأثير نوع من المخدرات أو الحشيش فيصبح "مصطولا". غير أن هناك حالات أخرى ينصَطِلُ فيها المرء النظيف والواعي! على سبيل المثال عندما  يكتشف أن مَثله ُالأعلى شخصية تافهة ولا يستحق الإحترام؟ خاصة عندما يتم الإكتشاف في الوقت الذي يكون فيه المرء بأمَس الحاجة لذلك القدوة التافه!.كما أن هناك حالة أخرى تجتاح بعض الناس الفارغين عندما يجدون أنفسهم فجأة في مكان أو مستوى فوق قابليتهم وفوق ما يتصورون!! فتراه يهذي بلا وعي ويتمنطق ويُسفسط كي يوحي للمقابل أنه متوازنا!! في حين أن المتلقي يدرك تماما أن مايراه وما يسمعه من هذا المتمنطق لا يمكن فهمه خارج إطار الهلوسة الفَضّة!! والحقيقة أن الحالة الأخيرة هي مادفعني لإستعارة عبارة أخونا جمعة العتاك لأصف لكم "ضيم الله" تعالى الذي أنزله على العراق وعلى شعب العراق من خلال تسلط سياسي الصدفة والطوائف على مقادير البلد في وقت نحتاج فيه وقفة رجال لا ظل الرجال؟ ولا إنبطاحاتهم؟ ربما تُنصفوني، أو تقدّرون حالتي كمواطن عراقي لو إعترفت لكم بأني مصطولا منذ زمان، وبالتحديد منذ أن وعيت على الدنيا في العراق!! لدرجة أني مقتنع تماما أن حقل العلامات الفارقة في جواز سفري العراقي يتضمّن عبارة "مصطول"، وإن لم تُكتب!! لكن الذي صَطلني أكثر وأنا على حالتي هذي التي لا أحسَد عليها هو حالة بلدي -العراق وتيارات الحمل والنزوح والتهجير التي يعانيها الناس، ووجود "زومبيات" سياسية تنهب الأموال العامة للعراقيين الفقراء وتعتاش حتى على لحم العراقيين النازحين أو على المساعدات التي تُصرَف لهم من الدولة!! إضافة إلى تمشدق وتمنطق وتصرفات وزراء المقبولية السمجة التي لا تخفي عدم تحلّي أي واحد منهم بأقل قدر من المسؤولية تجاه  البلد والناس في هذا الظرف الحالك. ففي نشرة الأخبار يظهر مثلا وزير الخارجية في مقابلة مع الفنان كاظم الساهر في دولة الأمارات؟؟ في وقت تسيطر داعش على أكثر من ثلث العراق! وبغض النظر "هل هذا وقتها؟؟ " أو ان نفس الوزير -إبراهيم الجعفري يستقبل مسؤولة إسترالية جاءت لتدرس مع المسؤولين العراقيين مشكلة محاربة داعش! وإذا بوزير خارجيتنا الطائفي ينبري لها ويناقشها في كيفية إلغاء حكم الإعدام الذي أصدرته السعودية بحق أحد مواطنيها من خطباءالشيعة السعوديين؟؟ لدرجة أعتقد أن المسؤولة الأسترالية أعتذرت بعد المناقشة من مشاركة بلادها في محاربة داعش، لأنها إفتهمت من وزير خارجيتنا أن داعش لا تهدد العراق فلا داعي أن يشترك أولاد الخايبات الإستراليات في حرب على بلد لا يشعر مسؤوليها بحجم المـأساة التي تواجه ناسهم!! وإفتهمت ايضا بأن من الأوجب على العالم أن يكرس جهوده في منع الحكومة السعودية من إعدام نمر النمر؟؟ أليس من الأجدر بوزير خارجيتنا المهذار أن يدرس واقع سفارات العراق التي لا تقدم أي عمل للعراق سوى التبشير بدولة كردستان الغير موجودة!! أو ربما في القريب العاجل ستبشر بدولة البغدادي للإسلام !! . أنا أرى في وزيرنا الروزخون مدرسة رهيبة للغباء السياسي وأن غدا لناظره قريب فسنرى كيف سيُسلّم الجعفري للسعودية كل (..)..هم الإرهابيين الذين عاثوا وسيعيثون بشوارع العراق مقابل وعدا من السعودية له بأن لا تعدم "نمر النمر" وفي النهاية وبعد أن يستلموا قتلتهم سيلتفتون للنمر ويعدمونه !! وسيطلب حينها وزير خارجيتنا المتطفّل على هذه الحقيبة الوزارية السامية من أقرب كهوجي للمنطقة الخضراء أن يسقيه لبلبي!!  وحينها أيضا سيخرج المارد من القمقم " ليُبَعبِص" له ولكل العراقيين .
    منذ أن سمعت بأول قرار إفتتحت به الحكومة الجديدة عهدها في محاربة الإرهاب في العراق بمنع الطيران القيام بقصف الدواعش في المدن التي يتمركزون فيها وفي حزام بغداد  بالأخص!!!! وأنا أعاني من فعل قوانين نيوتن ومن فعل الجاذبية الأرضية التي تركت كل الأشياء حرّه في الفراغ و"جَلـّبَت" برأسي لتلطِشَه بالأرض لدرجة أني أحس أن رأسي يسير أمامي زحفا على الأرض من شدة التفكير بحزّورة السيد العبادي في محاربة داعش بدون مظلة جوّية لولد الخايبة؟؟؟؟ والذي توصلت له وأنا على هذه الحالة من الإنصطال: بأن رئيس حكومتنا الحالي ربما يسير على نفس خطى رئيس الحكومة السابق وبمشورة من خلفيات حزب البعث أمثال ظافر العاني وصالح المطلك وعمار الحكيم (قدّسَت إطلاعات سرّه) سوف يستغني عن كل الأسلحة والمطارات ويتركها للعدو لأنه سيُجهّز جيشنا بالعصي والمكاوير ليثبت للعالم ولأمريكا والأكراد بالذات بأن هوسة "الطوب أحسن لو مكواري" لازالت سارية المفعول وبهذه الهوسة وبالمكاوير سنهزم داعش؟؟ حينها شعرتُ بأني بحاجة لطاسة لبلبي من علوة السمج


    مهدي المالكي
    2014-10-22
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media