شقيق بارزاني يقود البيشمركة إلى كوباني
    «داعش» يصفي حساباته مع المعارضين السوريين عبر «مافيات تركية»
    الخميس 23 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 09:13
    بيروت: كارولين عاكوم «الشرق الأوسط» - استمرّت المعارك بين تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد في مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا، ونجح الأكراد في صدّ محاولات لتقدم «داعش» من 3 محاور نحو مركز المدينة، أمس، بينما لا تزال المعلومات حول تقاسم السيطرة على المدينة بين وحدات حماية الشعب الكردي والتنظيم، غير واضحة تماما على وقع حرب الشوارع المستمرة بين الطرفين، ويؤكّد الأكراد أنّهم باتوا يسيطرون على 60 في المائة من المدينة.
    وأكد مسؤولون من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سقوط دفعة من الأسلحة التي ألقتها طائرات أميركية، أخيرا، للمقاتلين الأكراد في المدينة، بيد عناصر «داعش»، بينما وصف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تسليح أميركا لأكراد سوريا بـ«الخطأ»، وقال للصحافيين في أنقرة: «بعض الأسلحة التي يقولون: إنهم يسقطونها جوا لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) توجد الآن في أيدي (داعش)».
    وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الغالبية العظمى من الإمدادات العسكرية التي أسقطت قرب مدينة كوباني السورية، وصلت المقاتلين الأكراد، لكنها كشفت لاحقا عن أن «طردين من المساعدات العسكرية ضلا طريقهما بعيدا عن أيدي الأكراد»، وأضافت أن «أحدهما دمر، والآخر حصل عليه مقاتلو (داعش)».
    وقال الكولونيل ستيف وارين، المتحدث باسم البنتاغون: «أعلنا أمس (أول من أمس) أن أحد الطرود ضل طريقه وجرى تدميره، ومنذ ذلك الحين أعدنا تتبع ما حدث، وتبين لنا أن طردا آخر ضل طريقه، وربما سقط في أياد معادية»، وأضاف أن «26 طردا أخرى أسقطت للأكراد في كوباني ووصلت إلى المستهدفين».
    وفي غضون ذلك، تواصلت ضربات طائرات التحالف الدولي «المفيدة» على مواقع تابعة للتنظيم، كان آخرها بعد ظهر أمس، وفق ما قال مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط»، ووقع واحد من أكبر الانفجارات ظهرا، وسجّل تصاعد دخان رمادي كثيف في أجواء كوباني.
    وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة اندلعت، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، واستمرت حتى منتصف ليل الأربعاء، ثم تراجعت قبل أن تستأنف صباحا وتتركز في وسط وشمال المدينة.
    وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 18 مقاتلا من «داعش» (الثلاثاء) خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة، بالإضافة إلى 6 مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» التي تدافع عن المدينة.
    كما قتل 3 عناصر من تنظيم «داعش» قصف لطائرات التحالف على مناطق في كوباني ومحيطها.
    وقال الناشط والصحافي الكردي مصطفى عبدي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «داعش فجر عشرات السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، عندما أدرك أن المساعدات بدأت تصل إلى الأكراد، في تصميم منه على إسقاط المدينة مهما كان الثمن»، مشيرا إلى أنّ «من بين المساعدات التي ألقيت مواد طبية سلّمت إلى المستشفى الميداني في كوباني».
    وأشار عبدي إلى معلومات غير مؤكدة عن استخدام التنظيم «أسلحة محرمة» ليل أمس، في كوباني، لكن مصدرا حقوقيا نفى لـ«الشرق الأوسط» حصول هذا الأمر.
    وفيما يؤكّد الأكراد أنّ ضربات التحالف تساهم في الحدّ من تقدّم «داعش»، متوقعين نتائج إيجابية على الأرض في الأيام المقبلة بعد حصولهم على الدعم العسكري، تبقى المعلومات حول تقاسم السيطرة بينهم وبين «داعش» غير واضحة تماما، لا سيما في ظل معارك «الكر والفر» بين الطرفين، ففي حين يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ «داعش» لا يزال يسيطر على 50 في المائة من المدينة، وهناك 20 في المائة من المنطقة هي «منطقة اشتباك»، أكّد مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «الأكراد يسيطرون على 60 في المائة من المدينة هي المنطقة الوسطى والحارة الغربية وحي الجمارك، بينما لم يعد (داعش) يسيطر على أكثر من 20 في المائة منها، وتمتدّ من أطراف حي الجمارك وصولا إلى طريق حلب بما فيها شارع المربع الأمني وساحة الحرية، فيما تبقى مساحة 20 في المائة، منطقة اشتباك».
    ولفت المسؤول الكردي إلى أنّ «داعش» حاول، أمس، التقدّم إلى مركز المدينة من 3 محاور، لكن وحدات حماية الشعب نجحت في صدّها، فيما أشار مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «معارك حرب الشوارع يستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بينما يقصف عناصر التنظيم كوباني بالصواريخ والقذائف والمدافع الصاروخية الثقيلة».
    وفي موازاة المعارك المستمرة في المدينة، لا يزال عدد كبير من اللاجئين الأكراد الهاربين من كوباني، عالقين على الحدود التركية، وهو ما أشار إليه مصطفى عبدي، لافتا إلى المئات العالقين على الحدود والذين لا يمكنهم دخول كوباني، لأن مناطقهم يسيطر عليها «داعش»، كما لا يمكنهم دخول تركيا التي تضع قيودا كبيرة على دخول الأكراد»، وأضاف: «هناك معبر واحد مفتوح بين كوباني والأراضي التركية يقفل ويفتح بحسب الحالة الأمنية، وبعض العالقين موجودون في مناطق لا يمكنهم المرور منها إلى المعبر».
    ومن جهته، قال الناشط محمد علي أحمد الموجود في منطقة الحدود التركية، إن «بين العالقين على الحدود 200 طفل رضيع، وقد أبلغنا المنظمات الدولية بذلك»، مضيفا: «هم يعيشون في العراء على مقربة من حقل ألغام، ولا يملكون شيئا»، وأشار إلى أن «75 في المائة من مدينة كوباني غير قابل للسكن، إما لأنه سوي بالأرض بسبب القصف الذي تسبب بتدميره بالكامل، وإما لأنه تضرر كثيرا».
    وعبر أحمد كذلك عن القلق على الـ200 ألف نازح الذين نزحوا من كوباني ومحيطها إلى تركيا منذ بدء الهجوم في اتجاه عين العرب قبل أكثر من شهر.
    وقال: «مع اقتراب فصل الشتاء، هناك خوف على 200 ألف نازح يتواجون في المنطقة الحدودية التركية، هم لا يزالون يعيشون في حدائق أو مخيمات قيد الإنشاء. لا بد من بذل جهود أكبر لإيوائهم سريعا».
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media