"المصالحة الوطنية"... واستمرار التفجيرات ...مشكلة كبرى يجب حل لغزها...!!!
    الخميس 23 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 17:32
    أ. د. حسين حامد حسين
    المصالحة الوطنية وكما نفهمها ، هي عملية التوكل على الله العلي القديرونسيان الماضي والبدء بحاضر من التصافي والوداد بين الفرقاء والعبورفوق الخلافات والاشكاليات واطفاء فتيل الكراهية والعدوانية ، وايجاد أفضل الصيغ والسبل لتفاهمات تكون قائمة على الحوار والمرونة والنفس الطويل، والاهم من كل ذلك، انخراط الجميع في العمل الوطني وخدمة شعبنا. ولكن ، هل اننا حينما ننظر الى نتائج ما كنا نتوقعه من هذه المصالحة بين الاطراف السياسية، نجد تلك التفاؤلات التي قد نستطيع ان نمني بها النفس؟
    فبعض الافواه التي طالما أصمت ألاذان في نقيقها ووقوفها ضد المسيرة والعملية السياسية في الامس، لا تزال مستمرة في ذات النهج ، بل وتحاول اليوم الاسائة الى أسمى وأبهى ملحمة بطولية يصنعها العراقيون في الحشد الشعبي وفي تضحياتهم في مقاتلة داعش، ولكن ، "جناب" ...النائب "المرفوت" حيدر الملا، والذي حرمه سلوكه اللاأخلاقي من الاشتراك في الانتخبات الاخيرة، لا يزال مصرا على عدم الانخراط في النهج الوطني وتبني دورا مشرفا في ما يواجهه الوطن العراقي من تهديدات ، فذلك أمرا كما يبدوا أكبر بكثير من ارادته .
    فالتصالح مع السنة البعثيين ممن كانوا هم الاكثر كراهية لشعبنا ، ومن جعلوا الوطن العراقي كعصف مأكول بعد ان تناخوا لهدمه وتعطيل الحياة فيه ، وتأمروا وتجسسوا لانظمة تركيا والسعودية وقطر والاردن وقتلوا مئات الالاف من العراقيين واستمروا في مساعيهم لاسقاط النظام الجديد، نجدهم اليوم لا يبالون في تبني نفس الاخلاق الرديئة الوسخة التي جعلتهم في الامس على مفترق الطرق مع شعبنا.
    ففي محاولة جديدة من محاولات كفره بهذا الوطن، وبالعملية السياسية وبالمصالحة ، حيث لم تشرفه مواقف الامس ولن تشرفه اليوم ، نجد السيد حيدر الملا يحاول هذه المرة النيل من ابطالنا في الحشد الشعبي ، فيصفهم "أن لا فرق بينهم وبين داعش"؟؟؟؟!!!. وهذا ما نقلته "المسلة" عن هذا الجاحد بنعمة الوطن، في قوله ، " ان تنظيم "داعش" الارهابي، و"المليشيات المسلحة"، وجهان لعملة واحدة"، في اشارة الى فصائل الحشد الشعبي الرسمي وهي الظهيرالبطولي لجيشنا الباسل، فيصرح ، "ان العراق يواجه خطر "داعش" والميلشيات، باستهداف مدنية الدولة وحرمة الدم العراقي وتاريخ وحضارة هذا البلد العظيم ومستقبل الأجيال القادمة، وان "داعش والمليشيات " وجهان لعملة واحدة "...!!!فكيف لا يفرق السيد النائب السابق بين المتطوعين الرسميين الابطال وبين الميليشيات؟ ام انها فقط "غاية" في نفس يعقوب قضاها. 
     واذا ما علمنا ان حيدر الملا ينتمي الى كتلة الدكتور أياد علاوي والتي شملتها "المصالحة" ، وجعلت من علاوي نائبا لرئيس الجمهورية، وتم افتراض حسن النوايا ، لكنهم لا يزالون وكما هو واضح ، يخفون "شيئا" وراء هذا ألامرالذي لا يرون فيه كم يشرف العراقي اليوم دفاعه عن وطنه تحت تهديدات ضباع الدواعش !!! فذلك باعتقادنا ، لا يعني سوى ان هذه الكتل لا تزال غير مقتنعة بالحكومة الجديدة ولا بكل التغيرات التي تم فرضها على شعبنا ، وأن حال حيدر الملا ورئيس كتلته علاوي وتصريحات ميسون الدملوجي قبل اسابيع ضد ابطال قواتنا المسلحة في الوصل، لم تتبدل ولا تزال تسير على نفس الديدن الخائب ، على الرغم مما حصل من فرض ارادات جامحة ضد مباديئ الدستور والغاء نتائج صناديق الاقتراع ، ومن ثم ازاحة رجل وطني جاء به شعبنا ، على أمل ، أن عسى لهذه الافواه ان تخرس، وتغير الكتل سياستها ونواياها وخططها، وينصرف الابطال الخيرون الى مقاتلة داعش وطردهم ، لكن ذلك يبدوا مستحيلا ، فماذا يعني كل ذلك...؟ 
    ان ذلك يعني باعتقادنا ، أن هؤلاء "المسؤولين الجدد"، والذين تم فرضهم ضد ارادة شعبنا ، بعد ان وعدوا انهم سيغيروا من اخلاقهم تجاه الواقع الجديد في البناء والعمل ، فان قناعاتهم وعلى الرغم من كل ماحصل من اجلهم في جرح مشاعر العراقيين ، لا تزال بقية باقية في نفوسهم المريضة، في حين أن شعبنا يأمل غير ذلك من خلال هذه المصالحة . فهنالك بعض المؤشرات الاكثر خطورة والتي يفهم منها انها يمكن ان تفضي تصريحات حيدر الملا وميسون الدملوجي الى "الاصرار" على السيرعلى نفس النهج  في الابقاء على عدم الاستقرار، ومن بين هذه المؤشرات مثلا :
    أولا : انه على الرغم من المصالحة "الوطنية" ، لا تزال التفجيرات مستمرة وتحصد ارواح عزيزة من شعبنا وفي اماكن لها قدسيتها العظمى بين العراقيين كالكاظمية وكربلاء ، فهل ان استمرار هذه التفجيرات لا تعني سوى ان "المصالحة" جائت من اجل المكاسب فقط...وليست للانخراط في العمل الوطني، طالما كان السنة البعثيين هم المتهمون وراء هذه التفجيرات؟؟!! .
    فأياد علاوي واسامة النجيفي طالما هددوا حكومة المالكي ، بانهم وبما يمتلكونه من "قوى وقدرات" ، قادرون على "شل الحكومة وزيادة معاناتها"! فلماذا لا يبرهن أياد علاوي واسامة النجيفي واخرون على انخراطهم في العمل الوطني الان ، والتصدي "بقواتهم" تلك لوقف هذه التفجيرات ، أو على الاقل كشف مصادرها ، ان لم يكن هؤلاء هم ورائها فعلا؟؟   
    ثانيا : باعتقادنا ، ان هذه الافواه المنفلتة بدأت تعمل وفق أجندات "جديدة "، بعد ان اضطر "رعاة" مشروع اسقاط النظام الجديد من قبل الانظمة الخارجية ، وبعد فشلها في تبني داعش لمواجهة النظام العراقي واسقاطه ، فاضطرت للمسارعة بتبني وجوها جديدة معروفة بخياناتها ، وخصوصا بعد ان رضي "رجالهم" القدامى الى قبول المصالحة من اجل المناصب الحكومية . وعليه، فان هذه الافواه الجديدة ، انطلقت لتعلن ، ان "السنة" لا يزالون غير مقتنعين تماما بما تتبناه الشيعة بتشكيل سرايا متطوعي "الحشد الشعبي" ، "فهؤلاء" مجرد "ميليشيات لا تختلف عن داعش ، وان "تهميش" السنة لا ينتهي إلا بالغاء هذه "الميليشيات"!!
    ثالثا: ان هذه الافواه تعمل وفقا لمنطلقات رؤساء كتلها ، والتي تجعل منهم "واجهات" لتوجيه الاتهامات للحكومة وللعملية السياسية من خلال رفضهم الانخراط في العمل الوطني المطلوب وبما تفرضه نصوص المصالحة ، لتكون النتيجة ، ان بعضا من هذه الشخصيات الجديدة ربما هم وراء هذه التفجيرات .
    رابعا: بعض هذه الشخصيات السياسية ، تربطها روابط عائلية ومصيرية مع بعض الخونة كأثيل النجيفي ورافع العيساوي وطارق الهاشمي وغيرهم من متهمين بالخيانة الوطنية ، وقد حاول اسامة النجيفي وأياد علاوي التوسط لدى حكومة الدكتور العبادي لاطلاق سراحهم واعادة اعتبارهم السياسي وعودتهم الى العملية السياسية ولم يفلحوا، فطبيعيا أن هؤلاء سوف لن نجدهم مقتنعين بهذه المصالحة ، وانهم لا يتورعون من القيام بدعم الارهاب والتفجيرات التي تحصل. وعلينا ان نتوقع استمرار هذه التفجيرات ولا امل في وقفها طالما ان هؤلاء الخونة لا يزالون قابعين وراء القضبان ، ولهم مصادر اسنادهم من مواقع كبيرة في السلطة التنفيذية والتشريعية، ونرى ان عملا ما يجب ان يتم للتحري وراء رأينا هذا.  
    خامسا : لقد تمت هذه المصالحة حتى مع من لا يزال البعض منهم تتلطخ ايديهم بدماء الشهداء الابرياء نتيجة لولائاتهم لتلك الانظمة الباغية ، على افتراض ان الامور ربما "ستنصلح" ... وأن من باع شرفه وضميره بثمن بخس ، ربما من خلال منحه المنصب الحكومي والجاه ، سيعيد النظر بمواقفه ولعله سيستقيم ويعود اليه ضميره . ولكن ، يبدوا ، وعلى الرغم من ذلك ، فان الكثير من هؤلاء لا يزالون يبرهنوا على احقادا وضغائن ضد الحكومة الجديدة ، ويثبتوا بشكل لا لبس فيه ، ان لا ولاءات لهم نحو الطائفة اوالعشيرة أوالوطن ، إلا بقدرما يجنونه من مصالح لانفسهم . كما وان مسألة استخدام الحزم في الامور مع الجميع تبقى قضية لا يزال الكثيرين من مسؤولي الحكومة ينظرون اليها كمجرد (كلام ...لا يزيد ولا ينقص) ، وهي اسبابا شجعتهم على تلك المواقف العدائية . ولهذا السبب ، فان أمثال حيدر الملا ، هم في الحقيقة يحاولون معرفة مدى جدية الحكومة في الرد على مثل تلك الاتهامات للحشد الشعبي ، واعلان الكراهية والعداء للحكومة الجديدة في وقت يحتاج الوطن العراقي لجهود كل الخيرين للدفاع عنه.
    ان "اسطوانة" تهميش السنة" ، أصبحت مشروخة وصدئة ، ولم تعد تمد هؤلاء وامثالهم حتى بقليل من كيد جديد والذي قد نجحوا فيه مرة بنيل تعاطف انظمة كانت تقتل القتيل وتمشي في جنازته. فاليوم لا يجد هؤلاء ما يستطيعون ممارسته من كذب وافترائات واتهام الحكومة انها غير"متعاطفة" معهم  وتقف ضد حقوق طائفتهم وتعمد الى تهميشهم . وعليه ، نرى ان على الخيرين من اخوتنا السنة، مواصلة المسير يدا بيد مع كل الاخيارمن سنة وشيعة واديان وطوائف واعراق اخرى، ليتم النصر النهائي لدحر داعش باذن الله تعالى. في نفس الوقت، ان على أمثال السيد حيدرالملا والانسة ميسون الدملوجي ، ان يصحوا من نومهم ، قبل ان تكون مواقفهم البائسة ، سببا باتهامهم في دعم داعش.  
    حماك الله يا عراقنا السامق...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media