الى اين يريد بنا وارثو التشيع الصفوي ؟
    الجمعة 24 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 04:15
    حميد آل جويبر
    سقطتُ - جنبكم الله أي سقوط - قبل نحو ثلاثة اشهر بالضربة القاضية بعد ان عبث باحشائي جراح بولوني متمرس كيف يشاء ، و لسان حاله يقول : " تأملوا كيف فعلُ الطب بالغُدَد ِ". عندما كنت اعالج فريضة الحياة رغما عن انفي ، زارني واحد من ابرز خطباء المنبر الحسيني الشريف في العراق . وحسبه ان الشيخ الوائلي "رحمه الله" كان يختاره لقراءة التعزية السنوية في داره بالمزّة الدمشقية . تربطني به علاقة ادبية منذ ايام الوصل في حي السيدة بسورية قبل نحو عقدين، الى جانب رابطة عائلية قديمة ، الى جانب تقارب في وجهات النظر ، ولا اقول تطابقها كما يخدعنا الساسة كل يوم . وعندما يزورك خطيب حسيني عند سريرك الابيض "على حد تعبير المرحوم السيّاب" فمن غير الممكن ان يجري النقاش عن التداعيات الاقتصادية لانهيار منتخب البرازيل الكروي امام حفدة هتلر في عقر داره صيف هذا العام . لابد ان يُجر الحديث الى ماوصلت اليه ادمغة المنسوبين للتشيع من ابداعات في تخليد عاشوراء الامام الحسين بن علي "عليهما السلام" . ولو لا معرفتي بسعة افق و رحابة صدر صاحبنا الخطيب لما ادلوت بدلوي امامه بكل صراحة او بالاحرى صلافة . ذلك انني اصبحت اخشى حتى جدران البيت من التطرق بالنقد لظواهرنا الفتاكة التي ما انزل الله بها من سلطان والتي نقدمها هدايا مجانية يومية لمذهب الناصبي المقيت ابن تيمية . والرجل بسبب ارائه الجريئة التي لا تتناسب مع تيار مُلّه باسم والمهاجر والطويرجاوي "حفظهم الله" ، فقد ابتلي بالتهميش من النوع الذي اضر برزقه الذي يدر عليه معايشه من المنبر الحسيني . ولو لا ان ثمة من يثمّن وعيه في الامارات ولبنان ولندن احيانا لاضيف هو الاخر الى قائمة متلقي مساعدات "فود ستامپ " الاميركية ، لكن الله سلّم . عندما سالت صاحبنا بالمباشر "دغري" : الى اين نحن سائرون ؟ رد بلا لأي او تردد : ذاهبون للهاوية وباسرع مما نتصور ... شيخنا ، الهذه الدرجة ؟ نعم ، وأتعس !!! لماذا شيخنا انت يائس الى هذا الحد ؟ حينها انتهى مبدأ الحوار بيننا واعتلى شيخي الجليل المنبر في عقر داري . يقول انه نظرا لبقائه قريبا من الامام الحسين "ع" سكنا ، رغم ما يعانيه من سياسة التهميش " ليس على غرار تهميش طارق الهاشمي" فانه يلاحظ ان ما يسمى بالشعائر الحسينية ينزلق عاما بعد عام الى انحدار جديد من خلال اضافات رخيصة لهذه الشعائر ليس لها علاقة بالامام او اي امام آخر . لكنْ شيخنا ، هل تبرر هذه الجزئية تسونامي التشاؤم الذي تحمله ؟ لا ليس هذا فقط ، المشكلة الحقيقية - بحسب الشيخ الخطيب - ان صوتا اصلاحيا لا يجرؤ ان يتحدى عمود الدخان الخانق . ويكفي ان توصم ببغض الامام الحسين "ع" بلسان اي جاهل متسكع لا يعرف الكوع من البوع لتهيم على وجهك طالبا السلامة في الدنيا بعد ان خَتم على اخرتك الهمل بتهمة النصب "والعياذ بالله" . يقول الشيخ انه يقابل عراقيين بين الحين والاخر في كربلاء والنجف حيث يختلف ، فيعربون له عن تعاطفهم معه وتضامنهم مع افكاره الاصلاحية التي يتابعونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي او اليوتيوب ، لكن برعب وخوف كانهم في احدى زنازين برزان التكريتي هرس الله عظامه برزخا و آخرة . اليوم كنت استمع للسيد كمال الحيدري وهو يتناول هذا الموضوع المثير ولفت ذهني وهو يرعد ويزبد ، الى اسماء جديدة اضيفت الى فقرات "الشعائر الحسينية" ، احمد الله كثيرا انني اقيم خارج العراق بعيدا عنها . هذا جانب متواضع من التشيع الصفوي الكارثي الذي ورثه العراقيون بكفاءة من جارتهم المتحولة الى التشيع حديثا . وهذا البلد الجار احدث ثورة حقيقية قبل ربع قرن عندما عالج قائده الموضوع بتعقل و شيء من السلطة ايضا . وقد استجاب الايرانيون لهذه الدعوة بشكل لا يعقل ولعلهم طووا صفحة مهمة في تاريخهم العقدي ، ولا يمكن لاحد ان يتجاهل تاثير الشهيد المفكر "مرتضى مطهري" الفاعل بهذا الخصوص . ترى هل سيبقيني عزرائيل ليوم أستمع فيه لدعوة مشابهة داخل العراق يقابلها وعي جماهيري متحضر لانجاحها ، خاصة واننا بلد الـ ٦ آلاف سنة حضارة ؟ اتمنى ذلك ، لكن ليس قبل ان يدهمني ملك الموت ، ابعد الله عنكم شبحه الى حين .

    IRAQHAMID@GMAIL.COM
     
     Hamid
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media