العشائر ترسم خارطة معركة قصيرة الأمد مع داعش
    الجمعة 24 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 06:19
    بغداد (IMN) - يتابع العراقيون والعالم منذ أسابيع المعارك في مدينة كوباني السورية الحدودية، فيما تنحسر قليلا أنباء الموصل والفلوجة، عن صدارة الأخبار العالمية، التي تركز على زحمة المعارك الضارية في هذه المدينة السورية المحاذية للحدود العراقية.

    لكن واقع الحال في الداخل العراقي يقول غير ذلك، وبدأ العراقيون على موعد مع ساعة الصفر في الهجوم على المناطق التي تسللت إليها عصابات "داعش" الارهابية، مع دخول عامل زخم جديد في قوة العرقيين بتدافع أفراد العشائر على قتال الارهاب.

    وفي الوقت الذي تسعى فيه العصابات الارهابية إلى البقاء لأطول فترة ممكنة في المناطق التي تتواجد فيها، إلا أن زخم الهجمات العراقية المتتالية والقصف الجوي، جعلها تتخلى عن الكثير من المناطق المهمة من الناحية الاستراتيجية في محافظة الأنبار وديالى وصلاح الدين، ومناطق أخرى.

    وهو ما أكده عضو مجلس شيوخ نينوى محمد البو عاج، لـ (IMN) من أن "الدواعش يهربون بشكل مفاجئ من سهل نينوى، وهم يتجهون نحو مناطق القريبة من الحدود مع سوريا".

    والحدث برمّته، أنّ التحول الاستراتيجي في مسارات الحرب على الارهاب، هو انتفاضة العشائر العراقية المعروفة بوجودها التاريخي في هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة التي تمتد بمحاذاة حدود دول الجوار، على التنظيم الارهابي الذي اعتقد ان هذه الارض اصبحت ضمن حدود دولة الخلافة المزعومة.

    ورويد رويدا، ينسّق الجيش العراقي بصورة اكثر مع قوات المتطوعين، فاعتمد اولاً على فصائل الحشد الشعبي، وتطور الامر الىالتنسيق المباشر والعميق مع قوات العشائر في المناطق التي تسللت اليها العناصر الارهابية.

    ويمكن القول اليوم، ان جذوة الانتفاضة الشعبية بوجه عصابات "داعش" الارهابية، اشتعلت على يد عشائر تسلح افرادها صغارا وكبارا للدفاع عن ارضهم.

    وتظهر اللقطات التلفزيونية  التي تبثّها الوكالات، العشرات من المدنيين العراقيين المسلحين في الكثير من مناطق العراق،وما هؤلاء الا رجال عشائر، قرروا الثورة على العصابات الارهابية.

    ودور العشائر عبر التاريخ العراقي معروف، ويتجسد في ثورة العشرين وانتفاضات اخرى قامت بها ضد النظام العراقي البائد.

    ويكشف شيخ عشيرة البو صالح محمد الصالحي لـ(IMN) عن "تشكيل فوج من أبناء العشيرة في محافظة صلاح الدين، ممّن يستطيعون حمل السلاح لمحاربة عصابات داعش الارهابية ".

    ويرى مراقبون لنفوذ الجماعات الارهابية في العراق ان هذه الجماعات قد خاب املها في استمالة اغلب العشائر في مناطق شمال وغرب العراق، وبدأت اعدادها بالانحسار ، ويتجلى ذلك في تصريح رئيس تجمع أبناء العراق الأوفياء محمد الهايس لـ(IMN)، بالقول ان "عدد الدواعش في مدينة الرمادي لم يتجاوزالألف ارهابي"، بعد ان وضع الجيش والقوات الأمنية وابناء الحشد الشعبي خطة أمنية سريعة لتطهير مدينة الرمادي.

    ويرى مراقبون ان تحول سكان الأنبار الى القتال ضد "داعش"، وتخليهم عن الخوف والخشية من بطش الارهاب، يشكل نقطة مفصلية في الحرب لصالح القوات العراقية.

    ففي قرية تبعد نحو 45 كم  شمال شرقي الرمادي، قاتلت عشيرة "البو نمر" عصابات "داعش" الارهابية منذ بداية تشرين الأول. وكشف رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت، لـ(IMN)، عن "تحشد قوات الجيش ومقاتلين من العشائر بالقرب من قضاء هيت لإعادة السيطرة على المنفذ البري للقضاء وربط المناطق الغربية بالمناطق الشرقية للمحافظة".

    وفي الثلاثاء الماضي، أفاد رئيس مجلس صحوة العراق لـ(IMN)، إن "القوات الأمنية المدعومة وعناصر الصحوة، وثوار العشائر، طهروا منطقة ذراع دجلة، وتزامن ذلك مع تطهير 7 قرى في قضاء بيجي من العصابات الداعشية".

    وفيما كانت عصابات "داعش" تطمح في نفوذها الى السيطرة على وسائل المواصلات والطرق المفتوحة عبر الصحراء مع الاردن وسوريا، وتلوذ الان داخل "الحواضن" الارهابية، ويتقلص نفوذها تدريجيا في داخل المدن.

    وأصابت العشائر العراقية، كبد الحقيقة ، منذ 2003 بتجربتها  في قتال التنظيمات الارهابية عبر قوات الصحوات، فيما تأمل اليوم ان ينظم افرادها الى قوات "الحرس الوطني" التي يُعتزم تشكيلها على نطاق المحافظة التي تتواجد فيها.

    وتقود هذه التحولات المفصلية في الحرب على الارهاب التي أصبحت حربا "شعبية"، بمعنى الكلمة، إلى الاستنتاج بين العراقيين بان طرد التنظيمات الارهابية، قاب قوسين أو أدنى، على رغم أن تحليلات بعض الأطراف الخارجية ، تُلقي الكلامَ على عواهنه، فتروّج لحرب طوية الأمد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media