ماذا ينتظر بشار الاسد والجيش الحر لمحاربة داعش في كوبانى
    الأثنين 27 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 12:48
    د. سوزان ئاميدي
    كوبانى احدى اهم المدن الكوردية في سوريا وتتعرض الى هجوم من داعش ويجاهد المواطنون فيها بكل الوسائل للدفاع عن مدينتهم وكأنها في واد وسوريا في واد اخر ولا تتحمل لا حكومة بشار الاسد  ولا الجيش الحر المعارض أية مسؤولية وهما يغضان النظر عن هذه الجريمة وكأنهم قد اتفقوا مع داعش في هجومها على كوباني او قد اتفقت مصالحهم على ضرب هذه المدينة المنكوبة .
    واصبح اسم كوبانى علما في كل العالم بسبب نضال مواطنيها بقوة وحدات حماية الشعب الكوردي  ,  وتتعرض هذه المدينة للضربات والهجوم العشوائي امام مرأى ومسمع من كلا الطرفين حكومة بشار الاسد من جهة و الجيش الحر المعارض من جهة اخرى مع انهم متفقان في عدائهم لداعش واصبحوا اليوم بقدرة قادر مصابين بشلل تام امام هذه المنظمة الإرهابية  ولم يحركو ساكناً مما يثير الجدل حول وجود "مؤامرة" على الكورد متناسين ان موقفهم سيخلق ردة فعل معاكسة فضلا عن انهم يقعان ضمن خطة داعش والاطاحة بهما من أولويات هذه المنظمة  , وقد جعل هذا الموقف من كوبانى تتحدى وتواجه وحدها هجوم داعش مما دفع بالمجتمع الدولي التفكير بالمساعدة والتي كانت ومازالت في مستوى غير مقبول قياسا لما تمتلكه من إمكانيات  , اذ يقوم التحالف الدولي بتوجيه ضربات  جوية محدودة ورغم سقوط شحنة من المساعدات العسكرية بيد داعش !! الامر الذي يعد مخاطرة إلا إن عملية ايصال المساعدات إلى الكرد في كوباني ستتكرر لو ارتأت الادارة الأمريكية الحاجة لفعل ذلك !! . وفي المقابل يأتي الموقف التركي الغير انساني وهي ترى بام عينيها مجريات الاحداث في كوبانى الا انها وافقت اخيرا بمرور البيشمركة من خلال اراضيها ولكن هذه المواقف المخجلة بحق الانسانية والتي لا ترتقي الى المستوى المطلوب والى مستوى المسؤولية كونها قوى تدعي الحفاظ على حقوق الانسان اين ما كان .
    ولكن تمكن الكورد من إعطاء رسالة للعالم وعلى راسها الجهات المتهمة بالتعاون مع داعش ومن جعلوا من داعش راس حربة لتحقيق مصالحهم, وذلك من خلال اتحادهم في جميع بقاع العالم والتصدي بكل الوسائل لما يتعرض له الكورد من قتل وتهجير في العراق وسوريا معززا ذلك بتفويض برلمان كوردستان العراق الرئيس مسعود البارزاني بارسال قوات البيشمركة الى مدينة كوبانى , وتعد هذه هي المرة الاولى التي فيها ارسال قوات البيشمركة خارج حدود الاقليم , وكان ذلك امراً مهماً جاءت اهميته من وحدة الموقف السياسي الكوردي لان ذلك سينعكس بشكل إيجابي على واقع ومعنويات المقاتلين من البيشمركة ووحدات حماية الشعب على الارض فضلا انها رسالة تحدي لكل أعداء الكورد .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media