خمسة عشرة فضيحة من تاريخ جوائز نوبل
    الثلاثاء 28 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 05:25
    طارق حرب
    كاتب عراقي مغترب في السويد
    مقدمة حول جوائز نوبل
    في شهر اكتوبر  من كل عام توزع جوائز الفريد نوبل الستة في الادب والفيزياء والكيمياء والطب (والفيسيولوجيا علم وظائف الاعضاء) والاقتصاد والسلام.جوائز نوبل كلها تمنح في السويد ما عدا جائزة السلام تمنح في اوسلو عاصمة النرويج.الجهة المقررة للجوائز هي :
    الاكاديمية السويدية ,الاكاديمية السويدية للعلوم ومعهد كارولنسكا واللجنة النرويجية لجائزة نوبل. وقد منحت جائزة نوبل للادب لهذا العام في العاشر من اكتوبر 2014 للكاتب الفرنسي باتريك موديانو هذا ما اعلنه رئيس الاكايمية السويدية بيتر انجلوند .اما جائزة السلام فقد منحت مناصفة بين الناشطة المعروفة ذات السبعةعشر ربيعا ملالا يوسفزاي  من باكستان وكايلاش ساتيارثي من الهند.

    حول جائزة نوبل للسلام
    جائزة نوبل للسلام توزع سنويا في العاشر من اكتوبر في اوسلو عاصمة النرويج.ان البرلمان النرويجي هو المسؤول عن ترشيح اعضاء اللجنة النرويجية المسؤولة عن منح جائزة السلام.ان سبب اختيار الفريد نوبل النرويج مكانا لتوزيع الجائزة حسب اعتقاد اللجنة ,ان الفريد نوبل اعتقد بأن التقاليد العسكرية في النرويج اقل من مثيلاتها في السويد وذلك في نهاية عام 1800.الجائزة قيمتها سدس القيمة الاجمالية لجائزة نوبل .توقف منح الجائزة اثناء احتلال النازيين للنرويج بين عامي 1939ـ و1943 وبسبب الحرب العالمية الثانية.لحد الآن وزعت 128 جائزة للسلام 103 منها لاشخاص منفردين و 25 لمنظمات .16 امرأةحصلت على هذه الجائزة واصغر حائز هي ملالا يوسفزاي 17 سنة من باكستان.
    هنالك انتقادات وجهت الى اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام من مختلف الشخصيات بسبب منح هذه الجائزة لبعض الشخصيات الغير مناسبة حسب اعتقادهم وهذه بعض الاسماء :هنري كسينجر /ياسر عرفات /اسحاق رابين /شمعون بيريز/ الﮕور /باراك اوباما /الاتحاد الاوروبي /مناحيم بيغن.

    الفضائح والاخطاء

    ان تاريخ جوائز نوبل طيلة 114 سنة من الجائزة حافل بالاخطاء والفضائح فيما يخص ظروف منح الجائزة وكذلك ما حدث في حفلات الجائزة . وسنورد هنا خمسة عشرة فضيحة كما نشرها الصحفي السويدي جوهان نيلسون في جريدة سيدسفنسكان الجريدة المركزية للاقليم الجنوبي في السويد في السادس من اكتوبر 2014.

    اولا ـ 1901 وهي السنة التي بدا بها منح الجائزة :
    اول من حصل على جائزة نوبل للادب هو رينييه سولي برودوم وهو شاعر فرنسي رجعي .لقد احتدم النقاش في الاكاديمية السويدية وهوجمت من قبل الصحافة بسبب هذا الاختيار الغير مناسب .كما اعترض على على منحه هذه الجائزة 42 شخصية سويدية ادبية من بينهم الروائي المعروف اوجست سترندبيرج والفنان التشكيلي اندرسن زورك . ان هؤلاء الادباء والفنانون كانوا مؤمنين بأن الاكاديمية السويدية ستختار الكاتب العظيم ليف تولستوي مؤلف الحرب والسلام بدلا منه .وكان هذا الاختيار خطأ فادحا.ان برودوم هو شاعر برناسي (من جماعة الفن للفن ) الذي يعتبر الادب غاية في حد ذاته ولا يمكن استعماله وسيلة لعلاج القضايا الاجتماعية والسياسية.

    ثانيا ـ 1908 شخصية غير معروفة
    رودلف ايوكن فيلسوف الماني ولد 1845 وتوفي عام 1926 حصل على جائزة نوبل للادب لسنة 1908 .المشكلة كانت انه لم يكن احدا يعرفه من الادباء.
    السبب الذي دعا الاكاديمية السويدية ان تختاره هو الصراع في داخل الاكاديمية بين مجموعتين من المتنافسين مما ادى الى هذه التسوية المخيبة للأمال .

    ثالثاـ 1911 التعصب الذكوري
    في عام 1911 حازت العالمة الكيميائية الفرنسية من اصل بولندي ماري كوري (زوجة بيير كوري الكيميائي وهو استاذها )على جائزة نوبل في الكيمياء ولكن قبل حفلة توزيع الجائزة اكتشف بأنها كانت على علاقة غير شرعية ب بول لانكفين زميلها في العمل .المشكلة ان زوجة هذا الشخص شعرت بالاهانة لخيانة زوجها فأبلغت الصحف بأن ماري كوري على علاقة غير شرعية بزوجها وانتشر الخبر بسرعة البرق وهنا برز التعصب الذكوري من قبل الاكاديمية العلمية حيث أجبرت ماري كوري على المكوث في بيتها وعدم الخروج منه.لكن العالمة الكيميائية لم ترضخ لهذه الاقامة الجبرية وقدمت واستلمت الجائزة وسط اعجاب العالم لانها اول إمرأة تفوز بهذه الجائزة.

    رابعاـ 1918 السراء والضراء
    السراء :فريتز هابر الكيميائي فيزيائي عالم الماني حاز على جائزة نوبل عام 1918لتمكنه من مزج غازي النتروجين والهيدروجين لصنع الامونياك عام 1913 منتجا سماد نيتروجيني صناعي اسهم في زيادة المحاصيل الزراعية الغذائية في العالم .
    الضراء: لكنه ايضا صنع خلال الحرب العالمية الاولى وطور الاسلحة الكيميائية والتي استخدمت الغازات السامة في اول هجوم في التاريخ العسكري يوم 22/4/1915 حيث القي 150 طنا من غاز الكلور الذي طوره الى غاز السيناب على جبهة الفلاندر في بلجيكا .
    انتحرت زوجته كلارا في حديقة بيتهم احتجاجا على عمل زوجها وتحضيره للغازات السامة وتسببه في موت مئات الجنود الذين قضوا حتفهم اختناقا.اليست هذه فضيحة ان تعطى جائزة لمجرم حرب حتى لو كان عالما فالمصيبة اخطر.

    خامساـ 1936 حاوية حرق الكتب
    كارل فون اوسيتزكي صحفي وناشط من اجل السلام الماني الجنسية اصبح عام 1931 امين عام مجتمع السلام .اعلن في اوسلو عن منحه جائزة السلام عام 1935 في الفترة التي كان لايزال موجودا في المانيا النازية وهذا الاعلان سبب له معانات كبيرة بالرغم من رفضه شخصيا للجائزة حيث حكم عليه بالسجن بتهمة الخيانة العظمى لافشائه حسب اعتقادهم اسرارا عسكرية وتم حرق كتبه في حاوية حرق الكتب وخصوصا كتابه الجمهورية المسروقة (the stolen republic) . وبعد ذلك نقله هتلر الى معسكر اعتقال ثم توفي عام 1938 بالسل .لقد منعته الحكومة الالمانية من السفر الى النرويج لتسلم الجائزة واجبر على رفضها ولم يستلمها إلا عام 1936.المشكلة ان اللجنة النرويجية للسلام لم تراع وجوده في المانيا الفاشية واعلنت عن الجائزة.

    سادساـ 1949 خطأ فادح
    انطونيو ايغاس مونيز نال جائزة نوبل في الطب لاكتشافه ال (لوبوتومي ) وهي طريقة علاج مرضى القلق والشيزوفرينيا (الانفصام) باجراء عملية جراحية في الدماغ  الجزء الجبهي .
    هو طبيب اعصاب برتغالي حصل على الجائزة عام 1949 مناصفة مع السويسري فالتر هس .انطونيوهو اول  مواطن برتغالي يحصل على هذه الجائزة وقد فشلت العملية فشلا ذريعا والتي على اساسها اخذ الجائزة وسببت في اصابات عصبية خطيرة عام 1960 مما جعل الاطباء يتوقفون تماما عن اجراء هذه العملية .

    سابعاـ 1958 بسبب دكتاتورية ستالين
    بوريس باسترناك كاتب روائي وشاعر روسي ولد عام 1890 وتوفي عام 1960 حصل على جائزة نوبل للادب عام 1958 لروايته (دكتور زيفاكو) ولقد رفض الجائزة  بسبب خوفه من ان يتعرض الى مضايقات من قبل فاشية ستالين ولكن ليس بسبب ان النظام الستاليني قد اجبره على الرفض .وهذا يذكرنا بالكاتب الروسي ميخائيل شولوخوف الذي قبل جائزة نوبل للادب لانه يشكل اعتراف العالم الغربي بالواقعية الاشتراكية كإسلوب من اساليب الادب الحديث انذاك في عام 1965 الذي وصفته الاكاديمية السويدية (لقد ابتكر اسلوبا يتميز بالقوة الفنية الصادقة وخلق سلسلة من الشخصيات التاريخية في حياة الشعب الروسي).

    ثامناـ سارتر وجائزة نوبل
    جان بول سارتر زعيم الفلسفة الوجودية نال جائزة نوبل للادب عام 1964 ولكنه رفضها ولم يذهب الى ستوكهولم ليستلمها .
    لكنه بعد ذلك ندم لرفضه الجائزة وحينما طالبهم بقيمة الجائزة امتنعت الاكاديمية السويدية عن اعطائة ولا كرونة سويدية.

    تاسعاـ 1970 كانت الحكومة السويدية جبانة كما قال فيلهلم موبيرج
    الكاتب والروائي والمسرحي والمؤرخ الروسي الكسندر سولجنيتسين المتدين بالديانة الارثودوكسية المسيحية تم منحه جائزة نوبل للادب لعام 1970 طرد من روسيا لاستلامه الجائزة وعاد اليها عام 1994.
    في البداية اجبر الكسندر على رفض الجائزة لخوفه من عدم السماح له بالعودة الى بلاده اذا هو ذهب الى السويد .
    وفي احدى النقاشات الحادة في التلفزيون السويدي هاجم الكاتب السويدي المعروف فيلهلم موبيرج (مؤلف كتاب المهاجرون) اولف بالمه رئيس وزراء السويد من الحزب الاشتراكي الديمقراطي انذاك لموقف الحكومة الذي وصفه (بالموقف الجبان) من على شاشة التلفزيون .جائزة نوبل اعطيت له لنشره ثلاثية (ارخبيل غولاغ)ـ (كلمة غولاغ معناها الادارة العامة للمعتقلات) وكانت الرواية تتضمن تفصيلات عن الفظائع التي كانت تمارس في منظومة السجون ومعسكرات العمل القسري للفترة بين 1918 ـ 1956 من وجهة نظره .
    وللعلم فإن الرئيس فلاديمير بوتين قد اعاد الاعتبار له ومنحه جائزة الدولة للغة الروسية .

    عاشرا ـ 1973 حرب وسلام
    لي دوك ثو سياسي ومحارب من الحزب الشيوعي الفيتنامي ولد 1911 وتوفي في 1990 قاد البعثة الفيتنامية الشمالية بين 1968 و 1973 لمفاوضة الامريكيين بزعامة هنري كسينجر في محادثات باريس للسلام وتوصل معهم الى وقف اطلاق النار وسحب القوات الامريكية .
    حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع هنري كسينجر عام 1973 .وبعد ذلك رفض الجائزة لي دوك ثو ولم تتوقف الحرب بسبب الجائزة اي فشل هدف الجائزة لايقاف الحرب.

    الحادية عشر ـ 1974 غير مؤهلين
    الكاتبان السويديان ايفيند يونسون وهاري مارتينسون تقاسما جائزة نوبل للادب عام 1974.المشكلة كانت انهما فقط اعضاء في الاكاديمية السويدية التي تمنح هذه الجائزة .وتبع ذلك نقاشات حادة بين الاعضاء . فقد اعتبروهما غير مؤهلين ان يصوتا على اعطاء الجائزة لنفسيهما .بالرغم من ذلك اعطيت لهما الجائزة.

    اثنا عشر ـ 1992 صدمة الصدر العاري
    جاءت هذه الصدمة من وزيرة الثقافة السويدية برجيت فريجبو . فقد ظهرت وزيرة الثقافة في الحفلة التي عادة تقام للحائزين على جوائز نوبل في العاشر من كانون الاول (ديسمبر) من كل عام , بثوب مفتوح الاكتاف والصدر بشكل ملفت للنظر ومبالغ فيه ويكشف نصف صدرها  واعتبرت الصحافة ذلك بانه سمعة سيئة للثقافة السويدية وبأن عريها لم يترك فرصة للخيال.برجيت فريجبو تسنمت عدة مناصب في الدولة منها انها كانت رئيسة حزب الشعب (الفولك بارتي) واصبحت ايضا وزيرة الاسكان ,وزيرة الثقافة , ووزيرة الهجرة ,و وزيرة المساواة .المضحك في الامر انها في عام 1990سمحت باستقبال اعداد غفيرة من الالبان الكوسوفيين ولاحقا اتهمتهم بأنهم يسرقون الدراجات الهوائية وملابس الغسيل مما جعلها عرضة لابلاغ الشرطة بتهمة التشهير واهانة مجموعة عرقية وهذا لا يسمح به القانون السويدي.

    ثلاثة عشر ـ  2003 عدم رضا
    فضيحة خطأ اعطاء جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الاعضاء عام 2003 مناصفة بين بول لوتربور و بيتر مانسفيلد بينما الجائزة في الحقيقة هي من نصيب الدكتور رايموند دامديان الذي عمل منذ عام 1971 على اكتشاف NMR  وهي طريقة الرنين المغناطيسي النووي الذي بواسطته يمكن تشخيص الخلايا السرطانية عن الخلايا السليمة .وعندها صرف رايموند مبالغ كبيرة لنشر هذه الفضيحة في المجلات الامريكية الواسعة الانتشار واخيرا اعطيت له الجائزة بدلا عن الاولى ولكن هذه المرة اعطيت له في الفيزياء بدلا عن الطب وفي نفس السنة .

    الرابعة عشر ـ 2003 مكالمة ضد بروتوكولات حفل نوبل
    رئيس الوزراء الاسبق يوران بيرشون واثناء حفل جوائز نوبل وكانت جالسة جنبه الاميرة رن تلفونه الموبايل واخذ يرد على المكالمة وهو مشغول عن طعام العشاء والاميرة والتلفزيون يصوره وكانت فضيحة رئيس الوزراء في الصحف في اليوم الثاني وهذا قد اغضب خبيرة بروتوكولات حفل جوائز نوبل ماجدالينا ربيج وحينما انتقد على ذلك اجاب بأنه كان مجبرا على الرد على التلفون .

    الخامسة عشر ـ واخيرا 2007 الملعقة
    وفي نفس حفل جائزة نوبل بعد اربعة سنوات ارتكب رئيس الوزراء من حزب المحافظين فريدريك راينفيلد خطأ اخر حيث اخذ يمصمص اصابعه ويلعق الملعقة .حدث ذلك عام 2007 . ولكن السنة التي بعدها 2008 احترم رئيس الوزراء نفسه ولم يلعق شيئا ووضع يداه في المكان المخصص لهما.

    طارق حرب
    Abuziad2006@hotmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media