وا مغتصباه
    الثلاثاء 28 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 11:35
    هيفار حسن
    الحرية الجنسية في اوربا تسمح وبقوانين مشرعة للنمساوية وملكة جمال داعش "سامرا كيزينوفيتش" (16 عامًا) بأن تمارس الجنس كما بقية الاوربيات اللواتي في بلادها، دون ان تجازف بحياتها كي تدخل فراش الدواعش ليتناوبوا عليها حتى فترة حيضها، في جهاد نكاح يشبع فيه المتأسلمون مخزون الشبق المُشَّروع وفق موروثهم.

    تفشل هي بحل الاختلالات التي تعيشها المرأة الأوروبية في ظل الحضارة الرأسمالية، ومن ثم تسلم جسدها في لعبة اشبه بطقوس التعبد لمُغتَصِب تبدأ بصرختها : وا مغتصباه!!!، لتنتهي برسالة لعائلتها تُجسد اختلالاً آخراً لها ولمجتمعها حينما كتبت: (لا فائدة من البحث عنا، نراكم في الجنة، سنخدم الله ونموت في سبيله) لتفسر دون وعي منها شبق الخطاب الاسلاموي حينما جعلت رحلة الجنة تبدأ من فراش اغتصابها.

    المشكلة وإن انتهت بشبقية موروث مدجج بسيرة ونصوص توارثها الدواعش، فإنها تبدأ من وضع المرأة في ظل الحضارة الرأسمالية واختلالاتها، وعلى وجه الخصوص الجوانب الجنسية في ظل تلك الحضارة التي حققت للمرأة ما هو اشبه بالمساواة على صعيد وضعها القانوني وبشكل أقل الاقتصادي مع الرجل.

    تطور وضع المرأة الأوربية وحصولها على حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية لم يتزامن مع تحقيق ذاتها على الصعيد الانساني، لأن ما تحقق لها، هو نتاج الحضارة الصناعية الرأسمالية ولم يرافقه ثورة ثقافية انثوية تنهي ثقافة الجندر التي لم تتحرر منها المرأة الاوربية وما خضوعها لمنطق الدونية الا جزء من تلك العبودية التي تجد تعبيراتها في مضاجعتها والتي تشهد عند البعض منهن طقوس تمثيلية تلجا اليها كي تحل مشكلة الاختلال التي تعيشها بمشهد المغتَصَبة و المتلذذة بتعذيبها اثناء المضاجعة.

    "سامرا كيزينوفيتش" لم تبحث عن الجنس بقدر بحثها عن الاجواء المختلفة في ممارستها للجنس كي تحل مشكلة الاختلالات التي تعيشها المرأة في ظل الحضارة الرأسمالية. هي ضحية النظام الرأسمالي وليست بشبقية او باحثة عن الله عند الدواعش.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media