لا أحد يعلو على العدالة والقضاء ولو كان العلواني!!!!
    الخميس 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 06:37
    محمد ضياء عيسى العقابي
    أصدر تحالف القوى العراقية وتحالف الوطنية بياناً(1) إحتجّا فيه على صدور حكم بإعدام النائب السابق عن إئتلاف العراقية الدكتور أحمد العلواني بالجرم المشهود لقتله مجنداً وجرحه آخرين أثناء أدائهم الواجب.
    أدناه أهم ملاحظاتي حول البيان المذكور مخاطباً الطغمويين(2) في التحالفين:
    1- لا يوجد في العالم مجنون يقدم لكم ضماناً بعدم معاقبة المجرم، يا طغمويون!!! أبرزوا لنا الفرمان الذي يمنحكم حق القتل، حتى ولو كان فرماناً سعودياً أو عثمانياً معاصراً أو قطرياً بل حتى لو كان داعشياً!!!! القضاء فوق الجميع رغم أنوفكم.

    2- هل يقاتل ألبو علوان داعش من أجل الحصول على حق قتل الأبرياء؟ لا نريد هكذا مقاتلين، لأن الثمن الذي يقدمه الشعب لهم غالٍ جداً جداً. هذا إندساس داعشي. ألم يكن البو علوان من أكبر مؤججي الفتنة يوم مرت داعش تحت أجنحتهم الى الانبار والفلوجة أثناء التظاهرات والإعتصامات المنادية بسقوط الدستور ومنع عبد الزهرة من دخول الأنبار؟ 

    3- يقول البيان : "... القرار يراد به اضعاف الحماس الشعبي للعرب السنة في مقاتلة داعش ولانهاء بقايا الثقة بين جمهورنا والعملية السياسية......."

    لماذا تهينون السنة وتتاجرون بسمعتهم من أجل أغراضكم الطغموية الضيقة؟ أما تستحون؟ فهمنا بالأمس أوباما حينما  قال "إن السنة أصبحوا إرهابيين بسبب تهميش الشيعة لهم" حيث أن أوباما حاول ويحاول أن يفرق بين العراقيين لتسود أمريكا واسرائيل ويحققا أهدافهما الامبريالية والصهيونية دون أدنى اهتمام بالسنة ومصالحهم وسمعتهم.!!!! واليوم تكررون هذا الكلام السخيف الذي يهين السنة ويخدم الامبريالية والصهيونية. من قال إنكم تمثلون السنة؟ إنكم طغمويون لا تمثلون السنة بل تمثلون أنفسكم فقط وأنتم طغمويون، والطغمويون هم لملوم من جميع مكونات الشعب العراقي  حكموا العراق بالحديد والنار ومارسوا التطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية من أجل التمتع بخيرات العراق المادية والمعنوية، واليوم  تحاربون الديمقراطية وتساندون القتلة وتأتمرون بطاعة الخارج حيث تحاولون استرداد تلك السلطة المفقودة.

    إذا كنتم نجحتم في ممارسة الابتزاز السياسي قبلاً حينما لم تكونوا مكشوفين لبعض الناس المحترمين، فإنكم الآن قد تم كشفكم وتصلب عود الديمقراطية في العراق وارتفع وعي الجماهير وما عاد إبتزازكم السياسي ينفع كثيراً. لقد تسببتم بتهجير الملايين من منازلهم ومدنهم وقراهم وتركتموهم يرزحون في مخيمات بائسة وأنتم تقطنون الفنادق الفارهة في عمان وغيرها؛ ولما فشلت خططكم الإرهابية التي أودت بحياة أكثر من مائة ألف شهيد ونصف مليون جريح ولما فشل تخريبكم من داخل العملية السياسية في تدمير النظام الديمقراطي الوليد، ساهمتم مع البعيدين والقريبين في تسليم الموصل الى داعش وايقظتم خلايا داعش النائمة في الموصل وتلعفر وآمرلي وديالى وحمرين وتكريت وبيجي وجرف الصخر وغيرها ووفرتم قبلاً الغطاء لمرور داعش الى الفلوجة عبر افتعال التظاهرات والاعتصامات فوقعت الفلوجة بيد داعش. واليوم جاء دور الشعب وجيشه ليدحر داعش ومن يدعم داعش رغم الغدر الأمريكي بعدم تسليم العراق الطائرات والاسلحة التي اشتراها ودفع ثمنها عداً ونقداً.

    شكراً لداعش المجرمة فقد فرزت الخنادق وانجلت الحقائق بعد أن شوهتموها أنتم والمستثقفون عديمو الضمائر والثقافة.  

    4- يقول البيان: "تحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية ...... سيفاتح القوى الدولية المهتمة بامن واستقرار العراق لايضاح وجهة نظرنا حول مايتعرض له جمهورنا ورموزنا من استهداف مبيت وننتظر منهم حلولا واقعية”.

    تأليب الخارج وخاصة الخارج الإمبريالي والصهيوني والشمولي ضد وطنكم وشعبكم هو ديدنكم. فلا غرابة أن تهددوا به شعبنا مجدداً وكأنكم بعيدون عن التنسيق اليومي مع جميع تلك الأطراف ذات المصالح المضادة لمصالح العراق والعرب والمسلمين؛ إذ ما عدتم تتكلمون الا عندما يدفعونكم للكلام حسب مقتضيات تكتيكهم لأدارة "صراع ما بعد داعش". لقد فشل مخططهم الرئيسي المتمثل في تمكين داعش من اجتياح كامل العراق وصولاً الى البصرة لإحداث تغيير ديموغرافي عبر موجة من القتل العشوائي وموجة من التهجير المنظم وموجة من إحلال محلهم غرباء من الجنسيات المتواجدة في سوريا  والموصل العزيزتين على قلوب كل الشرفاء ، تماماً كما فعلوا في الموصل وتلعفر وسنجار. نعم فشل المخطط الرئيسي وحوصرت داعش في الموصل والفلوجة والشعب الغاضب قادم إليهم من كل حدب وصوب: الجيش وقوى الأمن والطوارئ والرد السريع والشرطة والحشد الشعبي من الوسط والجنوب والعشائر الغربية وحشد التركمان والمسيحيين والأزيديين والشبك، لذا فاقتضى تكتيك أسيادكم تحريككم لخلط الأوراق وتشويش الرؤيا مرة أخرى ليتمكن أسيادكم من النفاذ الى الداخل العراقي وتحقيق تغييرات سياسية واقتصادية يحلمون بها كالضفر بالنفط والقواعد العسكرية . والا فلماذا تطالبون بحرية قتل الابرياء دون عقاب أو حساب للعلواني اليوم وسبق أن طالبتم حق القتل المجاني لطارق الهاشمي ومحمد الدايني وعبد الناصر الجنابي وغيرهم؟

    آمل ألا تعولوا كثيراً على ما صرح به مسعود البرزاني (ووصاويصه العراقية العربية المفضوحة والمحتقرة) من أن ابناء الجنوب لا يريدون القتال للدفاع عن الغرب أو الموصل وأن أبناء الغرب والموصل لا يريدون القتال للدفاع عن الجنوب وأن الاكراد لا يريدون الدفاع عن العرب ولا العرب عن الكرد، وما بقي سوى اقامة نظام كونفدرالي على حد قوله. هذا كلام مدفوع الثمن من جهات معروفة تريد تفتيت العراق وباقي الدول العربية لتمكين اسرائيل من الهيمنة على المنطقة مقابل تأسيس مملكة برزان بالضد من مصالح الشعب الكردي الديمقراطية وطموحه القومي المشروع.

    أعود وأذكّركم بتأريخكم الأسود في تحريض الخارج ضد شعبكم ووطنكم دون حياء لتبادل المصالح الطغموية اللامشروعة مقابل المصالح الامبريالية الجائرة معه:

    4.1 - ما أن طرد التحالف الوطني مدعوماً بالمرجعية الدينية في النجف القوات الأجنبية حتى هرع اياد علاوي واسامة النجيفي مولولين أمام الشعب الأمريكي بنشر إعلان مفاده أن أوباما تركهم وهم في حالة حرب أهلية. فامتطى اوباما حصانه المسمى داعش وحط في الموصل بعد أن لم يجد من يستقبله في أعماق العراق!!!

    4.2 – ما أن هرب المدان الآخر طارق الهاشمي الى خارج العراق حتى بدأ "يتكهن" في فضائية الحرة بأن أمريكا ستعود الى احتلال العراق لأن مصالحها اصبحت مهددة. هل كان "تكهناً" أم كان "سعياً"  غير محمود؟ لديكم الجواب يا طغمويون!!!

    4.3 – أوشك الاتحاد الأوربي والعراق أن يبرما اتفاق تعاون وإذا بستتة نواب من ائتلاف العراقية بقيادة احمد المساري يتوجهون برسالة الى الاتحاد طالبين عدم عقد الاتفاقية لأنهم "مضطهدون".

    4.4 – ما أن يعثر طفلكم حتى تنطلق أصواتكم مطالبة بتدخل المجتمع الدولي وعدم اخراج العراق من احكام الفصل السابع.
    بعد استيلاء داعش على الفلوجة بمساعدتكم وتسببتم بتهجير الناس الآمنين حتى صاح صالح المطلك مطالباً بتدخل دولي لتنظيم عملية توزيع الأرزاق على النازحين!!!!!

    5- رغم الصفعة القوية التي لطمكم بها الشعب العراقي عبر صناديق الإقتراع يوم 30/4/2014 وقلد فيها الشعب إئتلافَ دولة القانون وزعيمه نوري المالكي وسام الشرف الديمقراطي – مع هذا استجاب الرجل لطلب السيد السيستاني، مؤسس وراعي الديمقراطية العراقية، بتنازله عن استحقاقه الانتخابي وذلك لمداراة عقدكم حيال الوطن والديمقراطية على أمل ان تستيقظ ضمائركم وتوقفوا قتل الأبرياء الذين حصدتم من أرواحهم البريئة مائة الف واصبتم نصف مليون مواطن؛ ومازالت ضمائركم نائمة تنتصر للقاتل أحمد العلواني وقبله طارق الهاشمي وقبله محمد الدايني وقبله عبد الناصر الجنابي والقائمة تطول حتى مهدتم السبيل لتسليم الموصل بيد داعش وتسببتم في التطهير العرقي والطائفي للتركمان والمسيحيين والأزيديين والشبك والكرد والعرب.
    6- لا تأملوا سكوت الديمقراطيين الحقيقيين بعد اليوم على أعمالكم بعد أن أُعطيتم الفرصة بعد الأخرى حتى لفظكم الشعب.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1): رابط البيان هو:
    http://www.qanon302.net/news/2014/11/24/37854
    (2): للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي"  بمفرداته:  "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
    http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media