التبعية مذهبنا!!
    الخميس 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 18:42
    د. صادق السامرائي
    مَن يدّعي أنه ينتمي لمذهب ديني في بلادنا فهو كاذب , لأن جميع المُدعين بالمذاهب بكافة مللهم ونحلهم يعملون ضد الدين الإسلامي , الذي من المفروض أن تكون قوته في المذاهب الدينية , وليس خرابه وتشويه صورته ودمار جوهره , وغياب عقيدته الإنسانية الرحيمة السمحاء.

    الحقيقة المريرة التي يُراد تضليلها بالبهتان والتفاعلات الإنفعالية الشرسة , أن الجميع وبلا إستثناء مذهبهم التبعية للآخرين , أيا كانوا وتنوعوا , فما يحصل في واقعنا المخزي المشين , أن الجميع يترجمون عقائد التابعين لهم , ويلصقونها بالمذهب والدين وأنوار السماء.

    فلا مذهب ولا دين في بلادي , سوى مذهب التبعية ودينها , وعقيدتها المتوحشة النكراء!!

    الكل يتبع ويخنع وينفذ أجندات الآخرين , بقدرات وطاقات غير متوقعة , ناكرة لدينها ومذهبها ووطنها ومجتمعها وقيمها وأخلاقها , ولهويتها وتأريخها وعروبتها وذاتها الحضارية المعطاء.

    ما تحقق في بلادي منذ ألفين وثلاثة لا يمت بصلة لأي مذهب , مهما توهم المتوهمون , وإنما يترجم إرادة الآخرين ويحقق مشاريعهم , وتطلعاتهم العدوانية على الوطن والشعب والدين والتأريخ , وينسف الوجود ويقتلع الجذور , وفقا لمخططات مدروسة وبرامج معلومة ومجرّبة , وآليات فعالة , وعناصر مدربة ومنزوعة العقول , ومعبأة بقدرات تنفيذية عمياء , فتراها تنقض على أهدافها كالضواري السابغة في غاب الهلاك والإنقراض والبلاء.

    فلا يمكن تفسير ما يجري بأنه عمل وطني وإنساني وديني ومذهبي , وغير ذلك من أضاليل الخداع وبهتان التصورات وخطل التحليلات , وما تسكبه الإنعكاسات الإنفعالية الشعواء.

    لا يمكن أن يَقدِم على ما يجري في بلادنا أي مخلوق يدّعي الشرف والمذهب والدين , وأنه مولود في الوطن الذي يساهم بتدميره وتخريبه ومحقه , وقتل أهله وتهجيرهم  وترويعهم , ويتفاعل مع الأيام بهمجية وغابية وشراسة حيوانية يندى لها جبين الحياة , وقيم الأديان وأخلاق الرسل والأنبياء والأئمة والصالحين والأتقياء.

    فعلى الجميع أن يواجه نفسه ويُقر بتبعيته وتنفيذه لإرادات الآخرين , وبعد هذا الإعتراف , لابد من التحرر من أصفاد التبعية , والتفاعل بوطنية خالصة وسيادة حرة وكرامة , وإيمان بقدرات المواطن على صناعة المستقبل الأفضل , وإيقاد شعلة الأمل والرجاء.

    أما الدوران في ناعور التبعية فلن يجلب إلا أفظع مما جلب , ولن يكون في آفاق الأيام إلا العسر وسفك الدماء.

    فهل سنمتلك شجاعة الثورة على أنفسنا , لنطهرها من مذاهب التبعية والشحناء؟!!


    د-صادق السامرائي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media