المرجعية الدينية: الخروج من الوضع المأساوي للبلد يتطلب تجسيد مواقف الإبطال ومحاربة الفاسدين
    الجمعة 28 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 12:21
    بغداد (الفرات نيوز) - اكدت المرجعية الدينية العليا ان الخروج من الوضع المأساوي الراهن للبلد وتحقيق طموحات ابناءه في الاستقرار والامن والازدهار يتطلب تجسيد مواقف الابطال في ساحات القتال مع الارهاب الداعشي, مجددة تأكيدها على اهمية تطهير مؤسسات الدولة الامنية والمدنية من الفاسدين حتى وان كانوا في مواقع مهمة في هذه المؤسسات.
    وقال ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني حضرها مراسل وكالة{الفرات نيوز}اليوم اننا" في الوقت الذي نحيي فيه قواتنا المسلحة التي تساندها افواج المتطوعين والعشائر وقوات البيشمركة على الانتصارات الرائعة التي حققتها في تحرير معظم مدينة بيجي وفك الحصار عن المصفى الذي يستحق مقاتلوه الشجعان كل التكريم والتبجيل, وكذلك تحرير جلولاء والسعدية وصمود القوات الامنية والعشائر في الانبار وصد هجمات داعش على مدينة الرمادي.
    واضاف ان التلاحم الوطني الذي عبرت عنه صنوف المقاتلين من الجيش والحشد الشعبي والعشائر وقوات البيشمركة وهم يمثلون مختلف شرائح ومكونات الشعب العراقي كان ورائه هو الشعور العالي للجميع بالمسؤولية الوطنية , فوقفوا جميعهم صفا واحدا في القتال لحماية بلدهم العراق وحماية مقدساته وارواح واعراض مواطنيه .
    وتابع الشيخ الكربلائي ان تلك الانتصارات لن تكن لتتحقق لولا هؤلاء الابطال ومااتصفوا به من الارادة الصلبة والعزيمة الراسخة والشجاعة والاستبسال للدفاع عن شعبهم وما امتازو به من اخلاص في نواياهم وحب لبلدهم من مادفعهم الى التضحية بنفوسهم دون ان يفكرو بمكاسب شخصة من مال او منصب.
    ولفت الى ان هذه الانتصارات تعطي دروسا كبيره للكتل السياسية والاحزاب وقادة البلد الذين يمسكون بزمام الامور , فقد ان الاوان للسياسيين ولكل من يعمل في مؤسسات الدولة من مختلف الصنوف من موظفين وغيرهم ان يتعلموا الدروس والعبر من هذه الانتصارات ومن بطولات هؤلاء المقاتلين ويجعلوهم قدوة ونبراسا لهم , وهم امثلة حية متجسدة على ارض الواقع وليست قصص تقرأ.
    وواصل الشيخ الكربلائي ان الخروج من الوضع المأساوي الراهن للبد وتحقيق طموحات أبناءه في الاستقرار والامن والازدهار يتطلب تجسيد مواقف هؤلاء الابطال في ساحات القتال مع الارهاب الداعشي على مستوى السياسي والاجتماعي والمالي والاقتصادي والخدمي, فحينما يتوفرالاخلاص للواطن وصفاء الظمير ونزاهة اليد وحب الخدمة والترفع عن الامتيازات الشخصية والحزبية ويشعر الجميع بانهم مسؤولون , مسؤولية وطنية واحدة امام بلدهم وشعبهم فأننا حتما سننتصر في كل الميادين
    واستدرك" اننا مسؤولن جميعا ابتداءا من اعضاء الحكومة ومجلس النواب ثم الاحزاب والقوى السياسية والجهات الدينية والاعلامية والثقافية , مسؤولون عن الحفاظ على زخم هذه الانتصارات وذلك بادامة الدعم المعنوي خاصة للمقاتلين جميعا سواء كان القوات الامنية او المتطوعين او العشائر او البيشمركة وتعزيز الدعم اللوجستي لهم بالسلاح والعتاد.
    واكد على ضرورة الابتعاد عن لغة التعميم باتهام اصنفاف من المقاتلين بممارسات غير مقبولة في مناطق القتال , مبينا ان تلك الممارسات لاتمثل النهج العام لهم بكل تأكيد بل ان معظمهم قد دفعهم حبهم للوطن والمقدسات للتضحية بانفسهم وتعريض عوائلهم للمعاناة من دون الطمع في شيئ من حطام الدنيا, ويتمثل الحل الصحيح قبل ان تتفاقم المشكلة في مزيد من النصح والتوجيه من جهه واتخاذ الاجراءات المناسبة من قبل الجهات المختصة لمعالجة الخروقات من جهة اخرى.
    وقال الشيخ الكربلائي " لقد اكدنا سابقا على الجميع حرمة التعرض لأي مواطن بريئ في دمه اوماله او عرضه مهما كان انتماءه الديني او المذهبي او المناطقي , ونؤكد على ضرورة الحفاض على اموال المواطنين في المناطق التي يجري فيها القتال وعدم التعرض لها ابدا.
    وشدد على اهمية تطهير مؤسسات الدولة الامنية والمدنية من الفاسدين حتى وان كانوا في مواقع مهمة في هذه المؤسسات وعلى المسؤولين المعنيين على ذلك ان لاتأخذهم في الحق لومة لائم خصوصا بعد ان اتضح للجميع ان اغلب المأسي التي يمرو بها العراق انما تعود في سببا الاساس الى استشراء الفساد بصورة كبيرة والذي بات معروفا في كثير من تفاصيله للقاصي والداني.
    واضاف" اننا بحاجة الى تعاون الجميع خصوصا الكتل السياسية في ايقاف هذه الافة الخطيرة ووضع حد لبعض الاجراءات التي تاخذ طابع الفساد المقنن خصوصا الرواتب والامتيازات والتعيينات في عناوين لامبرر لها, الا ارضاء احزاب او كتل سياسية او قادة سياسيين او محسوبين على هذا الحزب او ذلك, وترشيد النفقات خصوصا في المجالات التي لاضرورة لها في الوقت الحاضر.
    وبشان زيارة اربيعينية الامام الحسين{ع} بين الشيخ الكربلائي " مع اقتراب زياة الاربعين وتوافد الملايين من محبي للامام الحسين ولاداء مراسم الزيارة, نؤكد على تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية لحماية الزائرين وعدم التذمر والسخط, بسبب ذلك ولكن في نفس الوقت نأمل من الاخوة في الاجهزة الامنية الذين نقدر عاليا جهودهم ان يتفهموا ان الزائرين وهم بالاملايين قد قطعوا مئات الكيلو مترات سيرا على الاقدام للوصول لمرقد سيد الشهداء فهم بحاجة الى الكلمة الطيبة وتخفيف الاجراءات الامنية المرهقة لهم مهما امكن ذلك, خصوصا قطع الطرقات من مسافات بعيدة فان ذلك يخلق مشاكل كبيرة لاسيما لكبار السن والمعاقين والنساء والمرضى.

    واوصى الكربلائي الاخوة في المطارات والحدود تسهيل اجراءات الدخول الزائرين غير العراقيين من اجل اعطاء الفرصة لتحقيق امنيتهم التي قطعوا الاف الكيلو مترات من اجل زيارة الامام الحسين{ع}
    وتابع" يشتكي الكثير من الزوار ان بعض اصحاب الفنادق يرفعون الاسعار في موسم الزيارة بمقدار فاحش وهذا اقل مايقال عنه انه امر غير لائق ولاسيما انهم في جوار الحسين وفي مناسبة دينية يفترض من المؤمن ان يسهل فيها لأخيه الزائر اموره ويرعاه بمايتيسر له فان اخلاق الاسلام والمروءة الاسلامية تأبى ذلك.
    وفيما يخص اطلاق العيارات النارية اوضح الكربلائي ان" الكثير من المواطنين يشتكون من اطلاق العيارات النارية عند تشييع جنائز الشهداء تغمدهم الله برحمته الواسعة , اننا في الوقت الذي نقدر عاليا تضحيات هؤلاء الشهداء ونواسي عوائلهم فأننا نرجوا من اهاليهم وعشائرهم ان يتركو ا هذه العادة غير الصحيحة ولاسيما مع تسبب الاطلاق العشوائي في اصابة الكثير من المواطنين الابرياء اضافة الى الهدر بالمال.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media