د. غسان نعمان ماهر الكنعاني
6- تطور العقدة الإيرانية – مرحلة 1991-2003
لم يكد العراقيون يضمدوا بعض جراح الحرب العراقية الإيرانية، إذ لا يزال الألوف في الأسر والألوف مفقودين، غير المعوقين والمشوهين، واليتامى والأرامل والثكالى، والاقتصاد الكسيح، إلا ويصحون على ضرورة معاقبة الكويت على سرقتها النفط العراقي! المعاقبة تكون باحتلال الكويت فإلغائها وضمها إلى العراق، فقد عاد الفرع إلى الأصل! وهكذا، حقق القائد المنتصر أبداً ما فشل فيه الملك غازي ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم!
تسارعت الأحداث وانتهت بهزيمة القوات العراقية في الكويت واشتعال الانتفاضة ضد الحكم ليلة النصف من شعبان 1411هـ أول شهر آذار 1991م، ثم ضربها بكل قسوة، من قبل قوات الحرس الجمهوري التي لم تدخل معركة الكويت وخرجت من مخابئها لتقمع الثوار، واستخدام حتى صواريخ أرض أرض، وطائرات الهليكوبتر التي سمحت أمريكا باستخدامها حصراً وليس الطائرات المجنحة (السذج يتصورون أن هذا من المساعدة الأمريكية لصدام غير الحاسمة، مع أن ضرب ثوار على الأرض لا يتم بالمجنحات ولكن بالهليكوبترات!)
لا يعنينا هنا رد فعل العرب – الذين اصطفوا مع صدام، بعضهم كونه يمثل العراق، وبعضهم كونه يمثل العداء لأمريكا، وبعضهم كونه يمثل البنك الذي يدفع للسياسيين والرؤساء والإعلاميين، وبعضهم طبعاً لذات العقدة الطائفية –، كما لا يعنينا رد فعل العالم – الذي كان ما بين معاد لأمريكا كتوجه يساري، ومعاد لها كتوجه إنساني، ومغفل يجد في صدام ما يجده بعض العرب المغفلين، وخبيث مشترك في المؤامرة ويضحك على ذقون الناس –...
الذي يعنينا هو رد فعل العراقيين السنة من تلك الانتفاضة، ورد فعل العراقيين الشيعة مما جرى على الانتفاضة، لأنه يدخل في صميم البحث، الذي يشير – باختصار شديد – إلى معالم مرحلة 1991-2003 التي أجد أنها مرحلة "تطور" العقدة العراقية من إيران، وهي:
(أولاً) الانتفاضة الشيعية سنة 1991
(ثانياً) الحملة الإيمانية الصدامية
(ثالثاً) الحصار الاقتصادي (عنوانه الرسمي "العقوبات الاقتصادية")
(رابعاً) تفجيرات برجي التجارة في نيويورك والعد التنازلي لسقوط الحكم
(أولاً) الانتفاضة الشيعية سنة 1991
سميتها هكذا على الرغم من أنها بدأت شيعية-كردية، لأن زعماء الأكراد جاءتهم الإشارات – فيما يبدو – للذهاب إلى بغداد والتباحث مع صدام، وهو ما جرى، ليتوقف الشق الكردي عن الانتفاضة، مفتتحاً الموقف بـ "بوسات" الطالباني رئيسنا السابق (ما شاء الله) على خدود صدام رئيسنا الأسبق (وكم مر على العراق "شكولات زفرة" آسف ولكن هذا التعبير العراقي مناسب فيما أظن)، ومنتهياً بإيقاف القتال الكردي وعودة الهاربين الأكراد إلى تركيا وإيران الذين وصل عددهم إلى نصف الشعب الكردي في العراق.
وهكذا، فبعد أن كان صدام على حافة السقوط (الصحفي البريطاني سمبسن سار إلى جانب الدبابات العراقية تي 62 المتطورة على جوانب طريق سامراء-تكريت، المصور معه يصور خلسة، وسمبسن يقول أنه من الواضح أن صدام يتهيأ لمعركته الفاصلة حول تكريت)، جاءته جرعة أوكسجين، فاستدار باتجاه الثوار الشيعة من الحلة وحتى البصرة، وقمع الثورة كما قلنا ويعرف الجميع (لمن يتذكر، فإن صدام خرج من المخبأ، أو من التنقل في بيوت المواطنين العاديين، أثناء القصف الأمريكي، وقد نزل بما لا يقل عن 20 كغم ما يشير إلى أنه قد تيقن أن أسياد الأمس قد قرروا إزاحته.)
شهادات بعض الثوار باستخدام السلاح الكيمياوي ضدهم موجودة (شخصياً، في بيتي، مع أحد الإخوة الأطباء، تحدثنا مع شخص لجأ الثوار الهاربين إلى بستانه، وقد ضربوا بمتفجرات يرتفع منها الدخان الأصفر، وفي بعضها دخان أبيض كثيف حسبما أتذكر)، إضافة إلى شهادات المختصين. كما أن شهادات نزول رجال الأمن وهم يلبسون على رؤوسهم عصابات "يا حسين" ويخربون ويحرقون المحال التجارية موجودة.
أضف إلى ذلك رفع صور السيد الخميني والسيد خامنئي مع صور السيد باقر الحكيم، إذاً هي ليس فقط انتفاضة "شيعية" ولكنها انتفاضة "شيعية-إيرانية"، إذاً:
عند السني العراقي
- ثبت التعليم/التجهيل أن "الشيعة العراقيين" إن هم إلا "عجم"؛ ولكن مع إضافة خطيرة هذه المرة: لقد جاءوا مع العدو الإيراني الذي للتو توقفت حرب ثماني سنوات معه، وعليه فإنهم ليسوا فقط "عجم" ولكن "عجم أعداء"، ولما كانوا عراقيين، إذاً هم "عجم + أعداء + خونة".
- هؤلاء "العجم" يريدون "حكم العراق"، من خلال "شيعي أعجمي" هو محمد باقر الحكيم ("يريدون إيراني يحكم العراق" حسب نص أحدهم وقتها).
- لو "اختل الميزان لا سمح الله" حسب نص إحدى المقالات "لماذا جرى الذي جرى" على جريدة الثورة في أول أسبوع من نيسان 1991، فإن ليس فقط الشيعة الخونة سيحكمون ولكن "العدو الإيراني هو الذي سيحكم"... وعليه
- وعليه، كل ما فعله صدام وقواته المسلحة والأمنية جائز، أرض أرض ضرب المراقد لا شيعة بعد اليوم الخ، كله جائز لأن الخطر أكبر مما يمكن احتماله.
وعند الشيعي العراقي
- ذهب البعض منهم إلى ما ذهب إليه السنة من أن هؤلاء المنتفضين "خونة". وذهب آخرون إلى أنهم "ثوار حمقى جاءوا بمزيد من البلاء على الشيعة".
- ولكن طبعاً هناك المؤيدون للثورة والثوار، داخل العراق وخارجه.
- دب اليأس في القلوب، لأنه إذا كانت فرصة احتلال الكويت وهزيمة القوات العراقية بهذا الشكل، والتصريحات الأمريكية التي تشجع على الثورة على صدام، والثورة حتى سقوط 14 محافظة (قبل انسحاب الأكراد)، واختفاء صدام عن الأنظار، كل هذا لم ينجح في إسقاطه فإنه لا شيء سينجح... أو لا شيء "داخلي" سينجح.
ملاحظة لأثر المرحلتين السابقتين من الحكم العراقي على الطائفتين
يجب ملاحظة التغيير الذي حصل طيلة المدة 1920-1991، أي 71 سنة منذ ثورة العشرين وحتى انتفاضة 91، حيث نجد:
= في 1920 إشتركت العشائر السنية مع العشائر الشيعية في ثورة العشرين (صحيح أن عشيرة الدليم لم تشترك بعد أن اتفق شيخها علي السليمان مع الانجليز على مبلغ من المال مقابل عدم اشتراكه / جد علي حاتم السليمان الثائر في أربيل ولا أدري فيما إذا كان المليون دولار الشهري منذ بدء الصحوات لا يزال مستمراً أم لا) لا سيما عشيرة زوبع وشيخها البطل ضاري الزوبعي، والراويين الذين حرروا راوية وعانة والسهيلية ومناطق أخرى ولم ينزلوا على حكم فيصل الأول إلا سنة 1922 أي آخر من قبل به، فكانت فتوى المرجع الشيرازي لا تشكل عقدة عند العشائر السنية طالما أنها في طريق الاستقلال
= في 1991 لم تشترك العشائر السنية، بل ربما لم يشترك من السنة إلا أفراد قلائل (كذلك الضابط السامرائي الذي قيل أنه أطلق شرارة الانتفاضة عندما وجه مدفع دباباته وهو عائد من الكويت باتجاه صورة المجرم صدام في إحدى ساحات البصرة)
ما نستخلصه هو أن أثر السياسات الطائفية ضد الشيعة من قبل الحكم السني رسخ ما قلته فيما سبق من اشتداد التوجس السني من شيعة العراق كامتداد "مزعوم" لإيران.
(ثانياً) الحملة الإيمانية الصدامية
الحملة الإيمانية تخص السنة طبعاً، ولكن الشيعة لا بد شاركوا فيها من خلال وجودهم في حزب البعث وربما في الدوائر المعنية. ليس عندي معلومات كثيرة عن هذا ومن كانوا في العراق أقدر على الكلام فيها، ولكن يمكنني القول من هذه المعلومات من جانب، ومن طبيعة الأشياء مما حصل في التاريخ من جانب آخر، ومما وجدناه فيما بعد حاصلاً من جانب ثالث، أن التغير الحاصل في المجتمع السني العراقي كان كبيراً في:
- المزاوجة بين "الدين" و "السلطة"، فبعد أن كانت السلطة علمانية تحصر الدين في زاوية ضيقة جداً وترفض الكلام في الدين وما يمت إليه بصلة، إذا بها تصبح هي الداعية إلى الدين
- هذه الحالة الجديدة وقتها، هي قديمة قدم الدولة الإسلامية من أموية وعباسية وغيرها وحتى آخر سلاطين بني عثمان، حيث يستمد الحاكم شرعيته من الدين بواسطة رجال الدين (وعاظ السلاطين)، بينما يستفيد رجال الدين هؤلاء من هذه العلاقة في تثبيت منزلتهم الدينية والشخصية وأيضاً في دعم الممارسات الدينية فعلاً كون هؤلاء العلماء المنتمين إلى المدرسة السنية لا يجدون حرجاً في العلاقة بالحاكم، بل يجدون في الدفاع عنه قضية أصيلة في الدين، كيف لا وهم يفسرون ((وأولي الأمر منكم)) واجبي الطاعة أنهم الحكام طالما لم يأتوا بكفر بواح، بغض النظر عن كيفية وصولهم إلى الحكم
- دخول الفكر الوهابي إلى الساحة العراقية، في بعضه نتيجة الباب الذي فتح من الحملة الإيمانية، وبعضه لوجود المعارضين السوريين منذ الثمانينيات والكثير منهم وهابيو التوجه؛ وبعضه المهم من انتشار الدعاية الطائفية المضادة للشيعة من خلال عشرات الكتب المؤلفة ضدهم منذ الثمانينيات والتي قطعاً ستعرّف، أي تجهّل، الكثيرين من السنة بالشيعة أكثر وأكثر.
إذاً، ستدخل تفاصيل دينية لم يكن مسموحاً بها إلى الثقافة العامة، ولكن من خلال الدولة ومؤسساتها الحكومية والحزبية والإعلامية. وبما أن هذه كلها تعاني من الأمرين: (1) العقدة السنية من إيران والشيعة (2) آثار انتفاضة 1991، فإن النتيجة التي لا مفر منها هي:
الحملة الإيمانية ستسهم في تطوير العقدة السنية من إيران إلى مستويات ما يريده النظام الحاكم.
المفارقة هنا هي أن الحاكم رتب بعض الأمور مع إيران، تبادل الرسائل مع رفسنجاني، زاره ولايتي، وأتفقوا على زيارات الزوار الإيرانيين وقضايا الأسرى وغيرها (لم يكن هناك إنهاء لحالة الحرب لأنه – وهذا ما لا يعرفه الكثيرون – لم يكن هناك حالة حرب معلنة طيلة السنوات الثماني!)، ولكن عينه تبقى مفتوحة تماماً على شيعة العراق، وعندها بينما تهدأ الحال مع إيران ذاتها فإن شيعة العراق، المتهمين بالعُجمة الإيرانية، يبقون تحت السيطرة الكاملة والمراقبة الدائمة والتنكيل المستمر.
(ثالثاً) الحصار الاقتصادي (عنوانه الرسمي "العقوبات الاقتصادية")
أثر هذا على العراقيين جميعاً، ولكن هل كان له علاقة بالتوزيع على المناطق حسب توصيفها "بيضاء" أو "سوداء"؟ لا أعلم هذا.
المهم هو أنه أنهك العراق – وطناً وشعباً، فساهم فيما يلي مما يتعلق بموضوعنا:
على مستوى شيعة العراق
- دعم توجه المتصدين للسياسة منهم في الخارج إلى نفض اليد من انتظار الفرج على يد الداخل العراقي أو الدعم الإيراني، وصيرورته بيد الأمريكي حصراً (بعضهم كان نهازاً للفرصة التي سنحت لتقديم نفسه بديلاً معقولاً لصدام).
- هذا التوجه دعمه الكثيرون من عموم الشيعة، في الداخل والخارج، بعد أن "دب اليأس في القلوب" من إمكانية إسقاط النظام كما قلت أعلاه. (حتى عندما تكون المحاولة الانقلابية سنية فإن أمريكا تمنعها لأن الوقت لم يحن بعد، فقد كشف سعد صالح جبر السياسي المعارض الشيعي أن اللواء الغريري آمر لواء أو فرقة للحرس الجمهوري وقائد محاولة الانقلاب سنة 1995 طلب منه أن يطلب من الأمريكان القيام بقصف القصر الجمهوري وبعض مناطق محددة في وقت تنفيذ المحاولة عند احتفالات 17 تموز لأن هذا سيساعد في النجاح، ولكن الأمريكان رفضوا متذرعين أن الوقت غير مناسب لأن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تمر بمرحلة مهمة! إلا أن الغريري وصحبه أخبروا سعد صالح جبر أنهم سيتوكلون على الله على أية حال، ولكنهم لم يعلموا أن الأمريكان سيخبرون المجرم صدام بالمؤامرة قبلها، ليلقي عليهم القبض قبل يومين ويتم إعدامهم.)
على مستوى سنة العراق
- دعم هذا توجه المتصدين للسياسة منهم في الخارج – أي كحال زملائهم الشيعة – إلى التوجه نحو الغرب وأمريكا وبريطانيا بالخصوص، ما رأيناه وعايشناه من اشتراك الشخصيات السنية بشكل متزايد خلال مدة الـ 12 سنة هذه. ولكن مع تفصيل هو:
- أن هذا الاشتراك كان في بعضه وطنياً خالصاً لتخليص العراق من هذا الحاكم المجرم وحكمه؛ ولكن في بعضه الآخر كان انتهازاً للفرصة؛ المهم أن بعضه كان لقطع الطريق أمام شيعة العراق للوصول إلى الحكم، أو على الأقل التفرد وحدهم في الحكم (وهذه قضية دخلت فيها السعودية بشكل أساس، والمطلع على حركة الوفاق الوطني برئاسة د. إياد علاوي وقيادييها ومنهم صلاح عمر العلي سيتعرف على شيء من هذا)
- ولا بد من تخصيص إلفات إلى الحركة الإسلامية السنية العراقية، وهي حركة ضعيفة أصلاً مقارنة مع مثيلاتها في مصر وسورية والأردن، والتي لم تتعرض إلى الاضطهاد بحق الحركة الإسلامية الشيعية ولا بنسبة 5% (لا يتجاوز المعدومون منها ثلاثة أو أربعة أشخاص) – فهذه الحركة كانت ترفض رفضاً قاطعاً مجرد الاجتماع البسيط بين فرد منها وفرد إسلامي شيعي (لا مجال لذكر أمثلة معاشة شخصياً، ولا لما كانوا يقولونه صراحة في بعض نشراتهم كمجلة "الغرباء" وجريدة "دار السلام" الصادرتين في بريطانيا)، ولكنها صارت تشارك بقوة متزايدة طيلة هذه المدة
- لكن المشترك الباقي هو "العقدة السنية من إيران"، فإيران "مبتدعة"، وما تفعله من دعم للفلسطينيين واللبنانيين محض دعاية ليس إلا، وأن جمهورها العراقي، أي شيعة العراق، لا بد من إبقائهم تحت السيطرة حتى مع سقوط النظام، إن سقط.
(رابعاً) تفجيرات برجي التجارة في نيويورك والعد التنازلي لسقوط الحكم
باختصار، هذا مجرد ساعد في تسريع الأحداث، حسب الخطة المرسومة فيما يبدو (لأن التفجيرات تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية)، فكان أن اشترك الجميع من معارضة الخارج – سنة وشيعة – في العمل، آخره مؤتمر لندن قبيل الغزو وفيه تم اختيار شخصيات سنية عديدة، حسب النسبة التي اعتبرها الشيعة صحيحة، وقبلها السنة على مضض ولكن لم يكن بيدهم شيء وهم يرون الأمور سائرة إلى حيث يريد صقور أمريكا وجماعة بوش، فلا بد من الدخول قبل فوات الأوان.
العجيب أن "حزب الدعوة"، الذي وقع عليه القسط الأكبر بما لا يقاس من الاضطهاد والقمع الشديد من النظام وضحاياه بالألوف، لم يشترك في مؤتمر لندن – الذي اعتبر شبه تفويض من العراقيين المعارضين – بينما اشترك "الحزب الإسلامي العراقي" الذي لم يكن معارضاً إلا بالإسم وليس بالممارسة وكان عدد ضحاياه ثلاثة! والأعجب منه أن الأقدار تأتي بأمينه العام ليكون أول رئيس لمجلس الحكم! والأعجب فالأعجب أنه تتاح إليه بعدها فرصة الحكم المدعوم بشكل فريد من أمريكا وإيران جميعاً، فيحكم، ويفشل فشلاً ذريعاً!
وهكذا، بدأ الجو يتهيأ للمرحلة الأخيرة، التي ستكون متميزة بتأكيد العقدة الإيرانية عند سنة العراق (وسنة الشام والخليج وانتشاراً إلى مصر وغيرها) من جانب، وعدم الوضوح نتيجة اختلاف الرؤى تجاه إيران وعقدتها عند شيعة العراق.
يتبع
- عقدة إيران في العراق 1-5 - د. غسان نعمان ماهر الكنعاني
28/11/2014 - 09:13 مقالات
- عقدة إيران في العراق 2-5 - د. غسان نعمان ماهر الكنعاني
30/11/2014 - 20:47 مقالات
- عقدة إيران في العراق 3-5 - د. غسان نعمان ماهر الكنعاني
03/12/2014 - 08:01 مقالات