الاتفاقية المعجزة للسيد عادل عبد المهدي
    الأثنين 15 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 23:30
    عباس العزاوي
    لايخفى على اي عراقي تاريخ اخواننا واحبتنا الكورد وصراعهم المرير ضد دكتاتورية بغداد منذ سنين طويلة حتى سقوط اخر الدكتاتوريين ـ المالكي ـ قبل اشهر ومحاولاته المستمرة وفريقه لاخضاع فرسان الجبل الاشداء  لبغداد ولكن هيهات!!! فهم صامدون كما عهدناهم ضد سياسة التجويع والتركيع القسري الذي مارسته حكومة بغداد!!!  باستثناء تعاون بسيط مع الديكتاتور صدام كانت للضرورة السياسية والامنية.. والحديث هنا عن السيد مسعود البرزاني وحزبه.  ولكنهم بعدها لم يخضعوا مطلقاً , بل تمكنوا خلال السنوات الماضية الافلات من الهيمنة العراقية الثقيلة وانتقالهم برشاقة ملفتة للنظر لسياسة الابتزاز والكذب والتزييف والضحك على الذقون العربية  الطويلة منها والحليقة في العاصمة متخذين ذات السبيل الذي يمتهنه اغلب الساسة, بوضع الشعب الكوردي المناضل الطيب شعاراً براقاً ضد " الشوفينين " العرب وبذلك استطاعوا النجاح  بجدارة في خلق فجوة كبيرة وعميقة بين الشعبين الكوردي والعربي,لايمكن تجاوزها ولا حتى بمئات السنيين من الحوار.
    ولكن رغم معرفتنا ان الاخوة الكورد لديهم قدرة رهيبة وعجيبة واصرار على تمرير كل الشروط التي يرونها ملبية  لطموحاتهم في كل منعطف او كارثة تصيب البلاد حتى لو احرقت نار رغباتهم واصرارهم العراق برمته, كما حصل في موضوع الموصل واستثمارهم للحدث بطريقة مذهلة , وضم كركوك ـ حلمهم الكبير ـ بسهولة, وخروجهم منتصرين على الجميع بامتياز لولا ان داعش باغتتهم  بالهجوم على اربيل ربما لتكتمل عملية الابتزاز او ربما لاسباب اخرى ستكشف لنا بعد حين... نعم انهم يستثمرون المصائب والنوائب وكل شي بقوة وجشع مخيفين ونكاد نسمع سنويا بشروط جديدة لهم سوى في حالة تشكيل الحكومة او في موضوعة الموازنة لما فيها من دسومة يسيل لها لعاب الطامعين.
    لكن سكوتهم المطبق على تشريع قانون النفط والغاز وعدم الاهتمام به بالاسلوب الكردي المعروف عنهم  , قضية تثيرالريبة ,الان بدأ الحديث عن آبار حالية, اي حتى وقت كتابة الدستور وآبار جديدة اكتشفت بعد كتابة الدستور لايُعرف مصير انتاجها واين يذهب, بذريعة انها لم تخضع بعد لقانون النفط والغاز!!! والسبب ان الحكومة من عطلته!! متناسين بان تشريع القوانين هو عمل البرلمان وليس الحكومة , لكن أليس غريباً !!؟ ان يعجز ابطالنا الكورد بارغام بغداد على تشريع هذا القانون .
    فما حصل خلال الايام الماضية من اتفاق بين وزير النفط السيد عادل عبد المهدي واربيل وقد عجز عنه السابقون مازال غامضاً وغير واضح المعالم , فجهة تقول بانه انجاز تاريخي يسجل للحكومة الجديدة بقيادة السيد العبادي, ربما لانها استطاعت اقناع الكورد وهذا لوحده انجاز عظيم بصرف النظر عن مضمون هذا الاتفاق السريع جدا.. وجهة تقول بانه ابتزاز حقيقي لبغداد وخضوع غير مسبوق لاسيما بعد اخراج الكثير من النفقات السيادية من نسبة الاكراد 17% المتفق عليها  من الموازنة العامة وارتفاعها  بعد اضافة هذه النفقات الى 24% ,ولا اجد ضرورة لاعادة كتابة كل ماكتب في هذا الصدد من قبل خبراء ومحللين سياسيين او كتاب واعلاميين.
     ولكن من حقنا كعراقيين ان نطلع على مضمون هذه الاتفاقية المعجزة وعبر وسائل الاعلام وبشكل شفاف وواضح وعلى لسان طرفي الاتفاق مع وضع الوثائق الموقعة او المراد توقيعها على الطاولة ويتم مناقشتها امام الشعب العراقي حتى تصمت الاصوات الرافضة للاتفاق ان كان دستوريا وقانونيا والتي ربما تحاول ـ اي الاصوات ـ تعطيل عمل الحكومة الواعدة, باثارة الموضوع في الاعلام ,او يتم الغاءه كلياً ان كان خارج سياق الدستور وفيه اجحاف لباقي محافظات العراق المنتجة للنفط وتشكيل لجنة مشتركة من بغداد واربيل لصياغته من جديد بما يخدم الطرفين.

    عباس العزاوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media