تأمل ليس كالتأملات في زمن حروف العلة المعلولة.
    الثلاثاء 16 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 13:33
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    في صرحكم البديع هذا، أجد متعة التفاعل مع رواده الحداثيين الذين لهم اشراقات سجال موضوعي يحفزني إلى التأمل أكثر فيما أكتب ،ثم يجعلني أبحر في يم الكلمات لكي أضفي عليها حرارة الإبداع المشرق، حيث أستطيع الغوص بسهولة في المشاعر الجياشة ليستجيب لهدفي الأعلى"العقل المتنور المستنير" هو صاحب القرار لإرادة الإنسان.

    يا أصدقاء الغربة الوجودية والدمقرطة الحداثية... إن  الغموض السائد في عالمنا المعاصر ابتداء من مجلس الأمن إلى دول الشمال ودول الجنوب ..غموض في السياسة المعاصرة وخاصة لدى الدول الكبرى ..غموض وجمود!!!..غموض أفكار أجدها ملبدة بغيوم قاتمة على الساحة العالمية ..أين غابت شمس الحرية والعدالة الاجتماعية الزاهية الألوان الإنسانية التي كان يحلم بها الإنسان الكوني –الحليم-؟
    زمننا الحاضر يا أصدقائي يدعونا للتأمل في عالمنا الموبوء بالفيروسات المستحمة بالتكنولوجية الرهيبة التي أذهلتنا حتى أُصِبنا بمرض الصرع. ما العمل؟ وما الحل؟ أظن من واجبنا البحث عن الحلقة المفقودة،حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود لنلتحق بقطار الحضارة الإنسانية..ما رأيكم؟ فكروا جيدا بتأملاتكم الجدلية وأبحاثكم العلمية والوقت لا يرحم فهو من ماس كمثقال ذرة في سرعة الضوء،ثم التنبؤات المستقبلية تأكد أن زماننا هذا ،هو عبارة عن فعل "التمسرح" الذي أسمه:( اللازمان).. @ عجبا!!! أصبحنا نفهم ولا نفهم..نعي ولا نعي..نفكر أحيانا وأخرى نتيه في غياهب النسيان...تفاءل يلبسه التشاؤم..ما الحل؟؟؟سؤال أخاف أن يتناسى مع الروتين اليومي وسياسة الغموض.. ألا تروا معي أن زماننا هذا، أصبح ملوثا  بالفيروسات المستحمة بالمياه العكرة البرهان والأيديولوجيات "الشوفينية المختلفة الألوان والأشكال"؟؟ ...صار فيه الفهم مخبولا وصرعا مجنونا..والجهل ريادة في مفاصل الدول وكتابا مرقوما...والحلال ممنوعا والحرام مباحا...زمن اختلطت فيه المفاهيم لتشع الفوضى الخلاقة في العالم لاستباحة النساء والرجال وحتى الأطفال باسم تأويل التأويل المنحط الجامد والمتحرك عند كهنة الدولار،وأسماء أخرى باسم العولمة التي تعتبرها الدولة الكبرى سياسة الحرية الفكرية للقرن الواحد والعشرين باسم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في تجارة العبيد بشكل جديد وضمان حقوق الأقليات بما فيهم :"السحاق والمثليين"..

    @ عجبا لسياسة حروف العلة الفيروس، في زمان ليس كالأزمنة.

    زمن مزركش مجنون بالجهل والتجهيل...أجل!أصبح الجهل تاجا فوق رؤوس القطيع والغباء الخسيس لدى الدول الكبرى لياقة,...زمن فيروسي غريب...صار فيه النهب كرامة وصار فيه الفقر عقابا..صار فيه الحرف المتنور جريمة وصارت فيه كلمات المدح والمجاملة صوابا... زمن صار الشريف فيه حمارا والصفيق جوادا..زمن ليس كسائر الأزمنة والأزمان..صار فيه المنطق عبثا والأساطير مصدر التشريع ومبدأ العرف المتخلف و الأخلاق المثالية التي تجاوزها التاريخ، أصبحت نبراس الفقراء ومطية للأذكياء من سلالة حروف العلة... صار فيه التملق وضوحا والتسلق طموحا... صار فيه المبتدأ خبرا والخبر مبتدأ... صار فيه الماضي مضارعا والمضارع ممنوعا من الصرف عند بني "غندور أصحاب العمائم واللحى المسترسلة"..هذا زمن كثرت فيه حروف العلة...صار فيه الفعل محذوفا والفاعل ساكنا نائبه مجرورا والجملة الفعلية في محل اتكال وترجي لا محل لها من الأعراب......يا ويلاته!! ما العمل للخروج من هذه الدائرة الجهنمية؟؟؟
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media