التمور العراقية الخليجية تنافس الشكولاته الأوربیة
    الأربعاء 17 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 03:36
    سيد صباح بهبهاني
    المقدمة "  التمور هي مصدر رزق الإنسان وخصوصاً في بداية الخليقة وخصوصاً في المناطق العربية والدول الإسلامية وخصوصاً إيران وباكستان وتركيا والبحرين من الخليج وفي نحج البلاغة يقول : كناقل التمر إلى هجر . وهجر منطقة مليئة بالتمر ولهذا يقول لا خير لعمل بتجارة التمور ونقلها لهجر.. والمثل العراقي القديم يقول : لو ما التمر كان انكطع نسل العرب... وللأسف أن الدولة مقصرة لعادة تصدير اجمل أنواع التمور للخارج كما كان من قبل ....

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿ وهزي إليكِ بجذع النخلة تُساقط عليكِ رُطباً جنيا ﴾ سورة مريم الآية 25

    ﴿ فاجأها المُخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني متُ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيا ﴾ سورة مريم الآية 23

    ﴿ والنخل باسقات لها طلعٌ نضيد ﴾ سورة ق الآية 10

    ﴿ وزروع ونخل طلعها هضيم﴾ سورة الشعراء الآية 148

    ﴿ فيها فكهة والنخل ذات الأكمام ﴾ سورة الرحمن الآية 11

    ﴿ فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية ﴾

    سورة الحاقة الآية 7

    ﴿ تنزع الناس كأنهم أعجاز نخلٍ منقعر﴾

    سورة القمر الآية 20

    ﴿ ومن النخل طلعها قنوان دانية ﴾

    سورة الأنعام الآية 99

    ﴿ ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ﴾ سورة النحل الآية 11

    ﴿ ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ﴾ سورة النحل الآية 67

    ﴿ وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ﴾ سورة يـس الآية 34

    ﴿ أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا ﴾ سورة الإسراء الآية 91

    ﴿ أيودّ أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها ﴾ سورة البقرة الآية 266

    وكان للنخلة وثمرها حظ وافر في الحديث الشريف في الكثير من المواضع، حيث قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أصحابه مني السلام

    " إن الثمر يذهب الداء ولا داء فيه وإنها من الجنة وفيها شفاء "

    " أكرموا عمتنا النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام وليس من الشجر أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة عمران "

    " بيتٌ ليس فيه تمر أهلهُ جياع "

    " إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها "

    " من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"

    شجرة مباركة اختصها الله بفضائل كثيرة، حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في أكثر من عشرين آيةً نذكر منها قوله عز وجل أعلاه

    نصيحة لله وبالله من أخطر الأشياء ضرر على جسم الإنسان هو الشكولاته ( يعني الكثرة :ـ مثلاً كل يوم قطعة صغيرة في حدود 20 غرام والأكثر هو داء ،لأن كثرة الشكولاته مضرة حداً على زيادة الوزن الإفراط وأمراض السكر وغيرها التي تؤدي إلى أمراض خبيثة ، والكولا وغيرها ) كل شيء زاد عن

    ونعم ما وصفوه :

    يا نخيل الخير يا فخر العرب

    والزمان اللي عطا مجد ونخيل

    يا ملاذ قلوبنا وقت التعب

    يا ذرانا يا دفانا والظليل

    من جريدك غارت بيوت القصب

    وازفنت شمس الضحى عرش المقيل

    أنت للبقاء كنت السبب

    نعمه من مالك الملك الجليل .

    حده أنقلب ضده. وكل الذي يقول أن الشكولاته فيها كذا وكذا وتساعد على إيقاف السعلة هي وصفة دعائية ،لأن كل شيء يوقف السعلة هي فيها مواد الخشخاء (الترياك) ومواد تركيبة أخرى ، وأن المرأة الحامل خيراً لها أن تتناول السفرجل أو التين وعصير الجزر وتشرب كميات من الحليب وبعض التمر الاشرسي خيراً لها ولجنينها لأن السفرجل بالتركية

    اسمه المز وبالفارسية اسمه به

    أ وفي ألمانيةQuitte وفي الإنكليزي Quince وهي مفيدة جداً للعظام الجنين ، ويساعد على در الحليب بدون أي عائق لأن ثدي المرأة فيها 18 شريان يؤدي إلى الحلمة وكل شريان من هذه الشرايين تفرز نوع من الغذاء الذي يحتاجه الطفل سبحان الله وإذا انسد شريان منه يعيق مصدر الحليب وهو غذاء الطفل ،والأطباء لهم المعرفة الموثقة والأكثر شرحاً ، وأن الأشعة فوق البنفسجية وغيرها وعلمياً أسمها اليزر المستخدمة في الحروب وخاصة لضرب الدبابات والمجنزرات الثقيلة وهذه الأشعة تبخر الحديد قبل الذوبان أو للعلاج الطبي لإزالة بعض الأمراض الخبيثة، ولا علاقة لها بالشكولاته وغيرها أو الدورة الدموية أو الهواء .وأن مدرسة الإمام الصادق رضوان الله عليه كانت أول مدرسة في الطب تؤسس في الإسلام في شبه الجزيرة العربية ، وأن الإمام تناول الكتب القديمة اليونانية والفارسية واطلع على فنون الطب وكانت مكملة لمدرسة الإمام الباقر رضوان الله عليه التي وضع فيها الفيزياء والهندسة وكانت تدرس في مدرسة الإمام الباقر رضوان الله عليه وتوجد معلوما ت في هذا الصدد والفيزياء والأبواب العلمية التي كانت تدرس في مدرسة الإمام الباقر ، كانت تدور حول فيزياء أر سطو ، وفيزياء عند أر سطو تظم علوما شتى كالميكانيكا ، وعلوم الحيوان وعلم النبات والجيولوجيا ، وأن كان العلماء في يومنا هذا لا يعدون علم الحيوان وعلم النبات من علوم الفيزياء .

    وتعلم الإمام الصادق الفيزياء والجغرافيا في مدرسة والده الإمام الباقر رضوان الله عليه . وللإمام الصادق نقد لنظرية بطليموس بشأن دوران الشمس حول الأرض ، وملاحظاته عليها ، وخروجه بنظرية علمية أخرى قلبت النظرية المذكورة سابقاً . وكان مما سمعه من والده الإمام الباقر في درس الفيزياء رأي أر سطو في أصل الكون ،وإنه يتألف من عناصر أربعة هي : التراب ، والماء والهواء والنار . فأبدى جعفر الصادق رضوان الله عليه استغرابه لأن أر سطو لم ينتبه إلى أن العناصر الأربعة ومنها التراب ليست عناصر بسيطة قابلة للتجزئة وقال إن التراب مركب من أجزاء وعناصر كثيرة ، منها الحديد وهو بدوره مركب من أجزاء كل جزء منها يعتبر عنصراً مستقلا ، وكان الاعتقاد بوجود عناصر أربعة سائدا منذ عصر أر سطو وإلى أيام الإمام الباقر رضوان الله عليه ،أي ما يقارب 1170سنة ، والناس تذهب إلى ما ذهب إليه فلاسفة اليونان حول أصل الكون ، وكانت العناصر الأربعة تعتبر ركنا هاما في علم الأشياء، ولم يشكك أحد في صحة النظرية طوال هذه الفترة الممتدة . وفي القرن الثامن عشر الميلادي الذي يعد قرن التقدم والازدهار في ميادين العلوم ، لم يكشفوا أن الهواء ليس من العناصر البسيطة ، ولم يقل أحد بهذا الرأي حتى جاء العالم الفرنسي لا فوازيية ( أنطو أن لا فوازيته سنه 1794 ـ 1743م كيميائي فرني يعتبر من مؤسسي الكيمياء الحديثة) فحلل الهواء ،واستخرج منه الأوكسجين وبرهن على أثره الحيوي الفعال في التنفس وفي حياة الإنسان وفي عمليات الاحتراق . وأن الإمام الصادق رضوان الله عليه سبق الاكتشاف بألف سنة. والفت نظرك أن الإمام الصادق رضوان الله عليه

    قال إن الهواء مركب من عناصر ، وإن عناصره ضرورية للتنفس ولبقاء الحياة وفي منتصف القرن التاسع عشر ، صحح العلماء رأيهم في الأوكسجين ، بعد ما تبينوا أن هذا العنصر الهام اللازم لتنقية الدم واستمرار الحياة عند الإنسان ليس على هذه الدرجة من الفائدة والنفع للكائنات الأخرى ،إذ تبين أن هناك كائنات حية لا تقوى على استنشاق الأوكسجين الخالص فترة طويلة ، لأن خلايا أجهزتها التنفسية تتأكسد وتتآكل بتفاعلها مع الأوكسجين ، أي إن هذه الخلايا تحترق بفعل الأوكسجين في حد ذاته لا يحترق ، ولكنه يساعد على الاحتراق،فإذا تعرض له جسم أو مادة ،وكان هذا الجسم أو المادة مما يقبل الاحتراق ،كانت النتيجة احتراقه .وأن هذه الحقائق أميط عنها اللثام منذ منتصف القرن التاسع عشر . وأن من خواص الجسيمات الموجودة في الهواء ، أنها تمنع الأوكسجين من أن يؤثر تأثيرا سلبيا في الكائنات ، ومن أن يحترق الرئتين والجهاز التنفسي ، وقد برهنت التجارب العلمية على أن الغاز الأوكسجين هو أثقل الغازات والجسيمات الموجودة في الهواء ، ولو لا أن الأوكسجين مختلط بالغازات والجسيمات الأخرى في الهواء ، لثقل وزنه ورسب إلى الطبقة السفلى، وهو أمر لو حدث لجعل الأوكسجين يملأ سطح الأرض إلى ارتفاع معين ، ولاتخذت الغازات الأخرى مكانها فوق الأوكسجين ، كل غاز منها بحسب وزنه وثقله ، ولأدى هذا الخلل إلى الإضرار بالجهاز التنفسي للإنسان والحيوان والنبات أيضاً لأن النبات يحتاج بدوره إلى الأوكسجين ومعه الكربون ،ولو حدث هذا الخلل لباتت حياة الإنسان والحيوان والنبات مهددة بالمخاطر ، غير أن وجود غازات أخرى مختلطة بالأوكسجين في الهواء ، يحول دون انفصال الأوكسجين ورسوبه ، ويمتد بالتالي في حياة الإنسان والحيوان والنبات . وأكتفي بهذه الأسطر لأن القارئ يمل ونرجع لموضوع الأستاذ والشكولاته ، واليوم التمور تنافس الشكولاته في أوربا، وشخصياً أعجبني موضوع الأستاذ ، وأني غير مقتنع لعلمي بأضرار هذه الحلوى لأني درست الطباخة أيضاً والكوندتوريا ما عدى الأشياء الطبية من خلال الممارسة لي بعض الخبرة وأرجو أن قد لا يكون بالغ في الشكولاته كما بالغ الحلواني في صنعته ونعم ما قيل :

    قد لا تصدق ذا وتحسب أنه ........ عن قلة أو عارض جسماني

    فاسأل فعندي صحة لم يحوها ....... لا جسم إنسان ولا حيوان

    وأنظر إلى شغلي تجده بأنه ........ من عند عشي إلى حلواني

    كيف اتجهت وكيف سرت فدائما ..... ترنو إلى لواحظ النسوان

    ويقلن من هذا هو أعرب؟ ............ ويحطنني من أعين الشيطان

    وترى جيوبي دائماً ملآنة ............ لا يخلو منها القرش والقرشاني

    مهما طلبت تجده عندي حاضرا ..... ولو أنه من أرض هندستان

    لو كنت أنت وحق ربك موضعي ...... لغدوت مثل دعائم الحيطان .

    وأتمنى أن لا نفرط في كل شيء لأن الإفراط والتفريط غير مسموح وخير الأمور أوسطها ، في كل شيء .ونعم ما قيل :

    والوقت ضاق وفي ذاك يا كفاية .... وعن الجواب عسى ...؟

    ولو أنني أبديت كل خواطري ....... لم يكفني إذ ذاك ما..!

    أمرٌ للسيدة مريم عليها السلام أنْ تهزّ جذعَ النخلة وهي في حالتها من الوهن والضعف ؛ فجهدٌ عظيم قد بذلته أثناء عملية الولادة , وخوفٌ يعتريها من ردة فعل قومها إن أخذت إليهم طفلها ولم يمسسها بشر , أنْ هُزّي إليك بجذع النّخلة تُساقط عليك رطبا جنيّا .. حباتُ رُطَبٍ طريِ غنيٍ فريد , إنها القدرة الإلهية والعون الإلهي , وإلا فكيف تقدر مريم على هزّ نخلة هزاً يتساقط على إثرهِ الرُّطبُ؟ !

    ثم ماذا بعد ذلك ؟

    ( فكُلي واشْرَبي وقرّي عيْنا)

    بعد تساقط الرطب جنيا بقدرة الله عز وجل , أكلت منه مريم , وشربت من جدول الماء الذي أجراه الله من تحتها , وقرّت عينها .

    ونعم ما قيل :

    ألم تر أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزها

    إليها ولكن كل شيء له سبب وقد كان حب الله أولى برزقها

    كما كان حب الخلق أدعى إلى النصب .

    واليوم اكتشف الإنسان بما يسّر الله له من وسائلَ عظمةَ هذا الأمر الربانيّ , الذي خلده الله في كتابه قبل ما يربو على أربعة عشر قرنا من الزمان , والأمر نفسُه يربو زمنه على ذلك بكثير .

    فالتمر غذاء يمدّ الإنسان بما يحتاجه من أملاح وبروتينات وفيتامينات بعد تناوله بوقت قصير جدا, عناصر ضرورية تعطيه الصحة والقوة ؛ فهضمه سهل سريع , كما يحتوي على مادة الاوكسيتوسين التي تساعد على إدرار الحليب, كما تساعد على تقلص عضلات الرحم الأمر الذي يتبعه انغلاق الشرايين التي انفتحت أثناء الولادة , لأنه إن ظلت هذه الشرايين مفتوحة لنزفت المرأة نزيفا قد يودي بحياتها .

    هذا التعظيم والتكريم الذي حظيت به النخلة المباركة يؤسس ويؤكد أن لها فوائد كبيرة فمنها الغداء ومنها الدواء، ومن خلال هذا التعظيم والتكريم ينبغي أن نحافظ على هذه الشجرة استزراعا وعناية، وتسخير العلم الحديث لحمايتها وزيادة إنتاجيتها كماَ وكيفا .

    ويداً بيد لتعاون لحماية ووقاية منتجاتنا والعمل لحفظ التمور وصيانة النخلة والحفاظ عليهم وأنها مبروكة كما سمعة النداء الإلهي

    وَهُزّي إليكِ بِجِذع النّخْلّةِ

    نِداءٌ إِلهيٌّ ربانيٌّ عظيمٌ جليلٌ إلى الطّاهرة العفيفة " مريم " الَّتي اصطفاها ذو الجلالِ جلّ شأنُه لتكونَ أُمّاً لعيسى النبي الكريم الذي زكّاه ربه من فوق سبع سماوات ..

    نداءٌ يزيح الكرب ويقشع غمامة الأسى والحزن , نداءٌ يحمل بين ثناياه الفرج لمن ضاق بها الحال ولم يكن له حول وقوة.. والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .

    أخوكم المحب

    صباح البهبهاني

    behbahani@t-online.de
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media