بروكسل العراقي
    الأربعاء 17 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 07:43
    عبد الحليم الرهيمي
    إعلامي ومحلل سياسي
    يمكن اعتبار "مؤتمر مكافحة الارهاب" الذي عقد في بروكسل في 3 كانون الاول الجاري، انه بحق "مؤتمر بروكسل العراقي" وذلك لما حظي به العراق وحكومته من تقدير واهتمام خلال المؤتمر، ولما اسفر عنه هذا المؤتمر حتى الآن من نتائج ايجابية عسكرية وامنية واقتصادية كبيرة الاهمية.وإذا كان انعقاد هذا المؤتمر بحد ذاته يمثل نجاحاً للعراق وتعبيراً عن علاقاته الايجابية المتطورة مع دول العالم، فإنه وبفضل سياسة العراق الداخلية المنفتحة والهادفة الى تعديل مسار العملية السياسية واصلاح ما لحق بها من اخطاء واضرار في المرحلة الماضية، يشكل محطة احترام لدبلوماسيتنا.لقد جاء انعقاد هذا المؤتمر بعد مؤتمري جدّة وباريس اللذين عُقدا قبل شهرين، ليمثل حشداً دولياً واسعاً رعته الولايات المتحدة وذلك بعد ان شهد العراق تطورات سياسية لافتة وانتصارات عسكرية مهمة في محاربة "داعش"، الامر الذي اعطى الدعم الدولي للعراق زخماً قوياً جديداً تمثل بالاستعداد الذي ابدته دول العالم الستين التي شاركت بالمؤتمر لتقديم كل اشكال الدعم والمساندة للعراق في محاربته لـ "داعش" والارهاب.
    وبعد اصدار البيان الختامي للمؤتمر الذي عبر عن تعهد المشاركين فيه التزامهم بدعم ومساندة العراق، بدأت تتوضح تباعاً وبعد مرور اقل من اسبوع على انعقاده، النتائج الايجابية واشكال الدعم والاسناد الدولي الذي سيقدم لعراق وذلك من اكثر الدول اهمية واهتماماً بدعم ومساعدة العراق.وتبعاً لما نقل عن بعض وقائع المؤتمر وتأكيد المشاركين على ضرورة التزام المجتمع الدولي ودول التحالف الدولي بتقديم كل اشكال الدعم والاحتياجات الاساسية التي طالب بها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المؤتمر بتأكيده على حاجة العراق الى حملة لإعادة اعمار عاجلة من اجل تشجيع سكان المناطق المحررة للعودة الى منازلهم وخلق وظائف وفرص عمل لهم والتصدي بذلك لبعض اسباب نشوء "داعش".وفي هذا السياق كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة د. سعد الحديثي في تصريحات صحفية، عن اتفاق العراق مع حلف "الناتو" لزيادة وتيرة التعاون بالجانب التسلحي والتدريبي للقوات العراقية حيث ستكون هناك استضافة من الحلف لخبراء امنيين وعسكريين عراقيين لتطوير خبراتهم، كما وتوقع ان تشهد الاسابيع المقبلة تنسيقاً حول صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة، هذا بالاضافة لقرب عقد مؤتمر المانحين.. وبذلك فان مؤتمر بروكسل، حسب الحديثي، لم يكن لاغراض بروتوكولية (كما يزعم البعض من المشككين بأهمية المؤتمر) وانما عقد لدعم العراق فيما يتعلق بمكافحة الارهاب وجعله قادراً على التصدي للتحديات الاقتصادية والامنية.واذا كان المؤتمر قد مثل حشداً دولياً واسعاً واسفر حتى الآن عن نتائج ايجابية مهمة لمصلحة العراق، فان على الحكومة العراقية  ان تقوم بمتابعة اتصالاتها مع الدول التي تعهدت بتقديم المزيد من الدعم والمساندة للعراق وحثها على الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها التي عبرت عنها تجاه العراق، وبذلك يتأكد القول ان مؤتمر بروكسل هو بحق مؤتمر عراقي!.

    "الصباح"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media