عن المالكي و الاهادف الحقيقية
    الخميس 18 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 18:54
    عبد الصاحب الناصر
    مهندس معماري - لندن
    عن اتهام  المالكي  وما وراء  الاهادف الحقيقية  لمرحلة التقسيم  .
    تستمر حملة تسقيط السيد المالكي و تنتشر و تتوسع الاكاذيب و الاشاعات ضده من كل صوب و في كل اتجاه و  مجال، ليس لتسقيطه سياسيا فقط، فالرجل حرم من استحقاقه الانتخابي حيث حقق أعلى نسبة من الاصوات التي بلغت له وحده بمئات الآلاف  (721782) في الانتخابات الاخيرة، و حرمت كتلة دولة القانون التي يقودها من حقها في تشكيل الحكومة  نتيجة اي انتخابات ديمقراطية كأكبر كتلة نيابية و استبدل بالسيد  حيدر العبادي و له من الاصوات الانتخابية (الديمقراطية) عدد اصوات (5151) و جاء في الموقع السابع ضمن اعضاء  دولة القانون في بغداد ولم يكن ضمن الاوائل العشرين في العراق. و منذ البدء نجح بالزحف الانتخابي اذ لم يكن ضمن من حصلوا على اصوات كافية  كالمعدل الانتخابي .لم يحل محل المالكي مثلا السيد  خلف عبد الصمد و له من الاصوات (126848) و لم تحل محله الدكتورة حنان الفتلاوي و لها من الاصوات (90781) في بابل فقط  و هكذا .
     
    و الاسباب في رأيي المتواضع متعددة و مستتره، اهمها:
    -ـ التسريع في مرحلة تقسيم العراق .
    ـ تلميع اسماء المتعاونين مع الحلول الامريكية المتخاذلة .
    ـ تغطية وتمرير الاتفاق الاخير مع الاقليم في مسألة النفط،
    ـ التعتيم على احتلال كركوك ومناطق اخرى (المتنازع عليها) من العراق من قبل مسعود البرزاني .
    ـ التعتيم على ممولي و مؤسسي الارهاب بحجة التقارب مع دول الخليج .
    ـ التعتيم على خطوات المرحلة الاخيرة لتقسيم العراق .
    ـ التعتيم على الحواضن المحلية لداعش في العراق .
    ـ التعتيم و اعادة تلميع مؤسسي و ممولي الارهاب من داعش الى جبهة النصرة ، ثم القاعدة، والطلبان ... الخ،  كالسعودية وقطر و تركيا مثلا .
    ـ السكوت و التعتيم على السرقات و الفساد المالي و إلصاقها بالمالكي في حكومة لا تختلف تشكيلتها عن سابقتها.
    ـ نقل المعركة داخليا بين الطوائف العراقية بحجة التسليح و المصالحة  .
    ـ اعلاء و تلميع  اسماء ابناء العوائل لتحويل العراق من ديمقراطي انتخابي الى عشائري بدوي متخلف.
     
    اغتيل الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم في انقلاب شباط الاسود لكنه مازال يسكن قي قلوب الناس بعد واحد و خمسين عاما .
    يستعملون مشكلة السيد المالكي لتحويل الانظار عن المؤامرة الحقيقية في تقسيم العراق و اذكاء النعرات الطائفية و العرقية الشوفينية و اشغال الناس عن همومهم الحقيقة البائسة .
    تخيلوا كيف تستهتر اصغر الدول بالعراق ! فخلال وجود السيد الجعفري في دولة الامارات العربية وضعت الامارات منظمة بدر المناضلة في قائمة المليشيات الارهابية وهي تقاتل داعش، و يعلل اليوم الجعفري في مقابلة على القناة العراقية، انه سمع بالخبر وهو في الامارات ! فحاول الاتصال هاتفيا و لم يتمكن و كتب من بغداد الى الخارجية الاماراتية يستفسر عن الموضوع. اي استهانة و استهتار هذا لوزير خارجية العراق الذي لا يتمكن من الاتصال هاتفياً بالدولة المضيفة؟ و نحن نعرف ان في وزارات الخارجية دوائر خفارات دائمة للاتصالات الخاصة، ثم عاد الى العراق و لم يتصل أي مسؤول إمارتي به، بل هو من اتصل بهم . و هذا ما نتكلم عنه ان السيد الجعفري وطني و مخلص و مناضل لكنه كشخص يتفلسف بالمثالية ، هو إذاً غير مؤهل لمنصب وزير خارجية حيث الدبلوماسية و الحنكة و الدهاء و قراءة ما بين السطور اساس لتحركاته. لكن هذا ما ارادوه و حصل .
    اتهم اليسار العراقي  السيد المالكي بالكاذب، و وقفوا في ساحة التحرير وهتافهم (جذاب، جذاب ... نوري المالكي جذاب)، اتهموه بالمتعصب الديني ، و اتهمه العنصريون بالمتعصب العرقي، و اتهمه البعث الداعشي بالطائفي، و اتهمه المجلس بالمتشدد المتصلب في رأيه، واتهمه الصدريون البعثيون بقمع الشيعة و مناضليهم و بولائه للامريكان، و اتهمه الامريكان بالمتصلب و غير المتسامح  والمقرب لايران، و اتهمه الحرامية بالسرقات و صرف اموال العراق هباءً، اتهمته السعودية بالطائفي المرتبط بايران . كلها هذه الاتهامات وما أزل الله بها من سلطان. يكتب شخص متحذلق يتستر باليسارية، و منذ تسع سنوات عن ارتباط المالكي بأمريكا و الصهيونية، و بعقود خفية و بمساومات وانبطاح، و بتوقيعه بمعاهدة سرية لحماية القوات المريكية...الخ، و أمريكا بدورها تتهمه بعدم قبوله بتلك الشروط لحماية  قواتهم  .
     
    إذاً قسموها انتم، واتفقوا على خيانة الرجل و قدموا الاثباتات و انشروا الوثائق بلا تزوير، وبلا مساعدة من فوتوشوب!!، ستخدمون العراق، والا  انتم و الدواعش متآمرون على سلامة العراق بحجة معاداة المالكي  .
    و سؤال اخر: متى يزور السيد مسعود العاصمة العراقية في وقت لم يعد السيد المالكي في موقع  يخيفه؟
    ربما سيزورها كرئيس للجارة (العزيزة). لقد رسم السيد هورامي الخطوط الحمر لسياسي بقية العراق فيما يتعلق بمفاوضات النفط. لقد اصر الوزير الكردي اشتي هورامي في تصريحه في لندن ان حكومة الاقليم سوف تستمر في  تصدير النفط (بشكل مستقل) و مجددا موقفهم بالسيطرة على اثنين من المواقع النفطية الكبري التي احتلها الاقليم في تموز الماضي ، والتي هي جزء مهم من نفط العراق، المعروف، اي غير المكتشف لاحقا .ثم اضاف متعمدا التصعيد . ان التصدير  من حقنا و اذا كان هذا هو الخلاف ليستمر النزاع  إذاً !. هذه هي خطوطنا الحمر التي لا يجب ان تعبرها بغداد .
    هذه هي الاسباب الحقيقية لاشاعة الاكاذيب ضد المخلصين والوطنيين العراقيين لتسقيطهم كتغطية للأهداف الحقيقية للتقسيم. هل سينتبه يا ترى المتحذلقون؟؟؟

    عبد الصاحب الناصر
    لندن في 18.12.2014
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media