عَجِبت عُجبا عَجيبا فأخذني عَجب الاندهاش.
    الخميس 18 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 19:06
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    عشرات من التساؤلات المثيرة للحيرة والجدل المفعم بالحنان والحنين الوجودي الرائع الذي يتمركز في نواة القلب الطيب الولهان والعاشق لسر الجمال...أجل، تساءلت مثيرة للنقاش الجاد حطت فوق رأسي وناقشتها مع نفسي بنفسي..بداية تساءلت وقلت لنفسي :أين أجد ملكة خيالي السرمدية المسومة في مخيلتي منذ زمان،بحثت عنها في كل مكان، ولم أجد أثرها في سجل تاريخ الماضي ولا الآن؟.هل هي بشر مخلوق من ماء دافق مهين أم جنية من ملائكية الرحمن؟أم هي حلم يقظتي ورقيبي المعين في الزمكان؟ واصلت تساؤلاتي مع نفسي بنفسي وقلت لنفسي عل وعسى أجد من يشاطرني بالجدل والبرهان...
    @يعجبني ولا يعجبني!!!؟
    يعجبني أن أرى الناس في كل جزء من العالم تنعم بالأمن والأمان والسلم والسلام .. ثم يعجبني كذلك أن أتحسس وأتلمس أريج الغرام العذري حتى في حلم يقظة الأحلام..ما أروع الغرام العذري يقول المجرب الحكيم في سر الجمال..
    ولا يعجبني الإنسان المتخلف الذي يمشي على رأسه أو يزحف على بطنه ولا يبالي بحلمه...ولا تعجبني حروف العلة التي تتصدر كل الحقول الثقافية والسلطات التشريعية وتتحدث باسم الشعب الظاعنة في يتمه وفقره وتجهيله جهالة الجاهيلين...
    @كم يعجبني وكم لا يعجبني!!!!؟
    كم يعجبني حين أحس بائتلاف الأرواح الطيبة تبحث عن بعضها في كل مكان وزمان...وتعطي أثناء اللقاء والتلاقي القيمة الجمالية لسمو اللذة الكبرى على مقياس الثانية للزمان..يعتبرها اللبيب روعة في الكمال لأن ثانية التلاقي تحسب ببليون سنة مما تعدون....ثم عند التزاوج تحرث /الأرواح الطيبة/حرثها المحروث انسيابيا فيه نماء وخصب نظيف ،نتاجه عقل الإنسان المتنور ذو أكمام و أفنان ...وكم لا يعجبني حين أرى مجتمعي المثابر المكابر الصابر صبر الصابرين باسم الوعيد وهو محبط بيأس اليائسين الذين عند ربهم يرزقون في الآخرة فقط وأما الدنيا فهي لحروف العلة ذات الصولجان((هكذا علمونا ثقافة الماضي النرجسي المحمل بهاجس الشجا المعلق في الحلقوم والمشجون بالرعب في مضمونه وشكله بالوعد والوعيد))،مساكين شعوب الجنوب يتمتمون ويبخرون ويطبلون ويحضرون عبر مغناطيسية "الكثارسيس"..طبول ومزامير وجدبه صوفية،تزيدهم غما واستكانة واستضعافا منتظرين ناضرين وجه الحق يشرق في يوم ما!!!؟؟ظاعنين في القريب العاجل ،أن الشمس ستشرق من الغرب والسماء ستمطر عليهم دراهم ودولارات.. مسكين الشعوب العربية منغمسة في الجهالة إلى النخاع وهم خانعين لحروف العلة صاحبة السلطان تشفق على الفقراء من فتات زكاة الربا يعيشون، تصرف لهم من طرف بما يسمى جمعيات ذات خير وإحسان.. هل الإحسان بالاستجداء؟...
    @متى يعجبني ومتى لا يعجبني!!!!؟
    متى يعجبني في الجميل الأجمل فوق الإعجاب، حين تشرق شمس الحرية على كل جزء من هذا العالم الجميل...فيه الخيرات بكثرة التكاثر بكثير، لكن للأسف تستغله أقليات رؤوسها رؤوس الشياطين...متى يا رب ترى عيني المجردة العالم يسوده العدل والاعتدال والعدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع مخلوقات وخلائق الرحمن....ومتى لا يعجبني حين أرى كل يوم أرواحا تزهق بغير ذنب قتلت..كان زمانا استباحة النساء والغنائم، أما اليوم فاستباحة الرجال والنساء والأطفال والعالم يتفرج كأن ساديته توغلت وتغوَلت في سياسة الصمت الصائت، لماذا؟هناك شئ ما يحاك في العالم ضد إنسانية الإنسان...؟؟
    @كيف يعجبني ولا يعجبني!!!!؟
    كيف يعجبني وأنا أبحر في البحث عن الحلقة المفقودة في كنه الإنسان سواء كان ذكرا أو أنثى!!!..وكيف يعجبني شديد الإعجاب عندما يرتقى فكر الإنسان الكوني إلى عالم التحضر ويرتوي من ماء تسنيم الحياة المتمثلة بمعين العلم في الكيفية والكمية ثم يبني الإنسان الذات والإرادة المثلى التي هي بحاجة إلى طاقة من نور العلم المبين..كيف يعجبني في كل لحظة من لحظات الأحداث...وفي كل حدث قصة وزمان ومكان وأشخاص من مختلف الأجناس والألوان ..كل واحد منا بحاجة ماسة إلى روعة الجمال...الجمال في أنفسنا أفلا تبصرون؟.والحنان والحنين كذلك..!!!
    كيف لا يعجبني وأنا المتأمل في الأكوان ... وصدفة أتلمس وأتحسس عبر المفاجآت السارة التي تقودني إلى جنة الكوثر مع خليل توأم الروح أتلذذ من أنفاسه عطر الزهور وطيب الريحان.((ربما هي ملكة الخيال أو آدمية أو جنية من ملائكة الرحمن..؟؟؟.))لا أدري وأدري"هههههههه" @لماذا يعجبني ولماذا لا يعجبني!!!!؟
    لماذا يعجبني العدل والعدالة الاجتماعية والمساواة وحب الإنسان كيف ما كان لونه أو شكله أو ملته أو عقيدته شريطة أن يفقه جيدا مفهوم الحرية وحدودها من أين تبتدئ والى أين تنتهي..((هذا المبدأ الفلسفي يعجبني))..ولماذا لا يعجبني الشر والشرور والعلة القصوى لطمس عيون القلب الذي هو منبع الخير للمشاعر الإنسانية العظيمة..((لأن الشر هو طاغي على الخير في النفوس البشرية يجب على كل منا تلمسه وقتله لكي يستفيض الخير كل الخير من جديد، ويعم الحب والوئام)).... لماذا يعجبني الهيام العذري الذي نبحث عليه جميعا مع الأرواح الطاهرة ، لأنه /الهيام العذري/ هو جذور شجرته الطيبة المباركة أصلها ثابت في نواة القلب الطيب، وفروعها في علياء السماء تسبح للرحيم الرحمن، ،ظلالها ممتدة وفاكهتها لذيذة الذوق والإحساس، لا مقطوعة ولا ممنوعة تسر الناظرين بشموخها وروعة جمالها تبركا للعشاق المغرمين بغرام الصدق الصدوق والناضرين إلى الشجرة المباركة الطيبة اليانعة في عظمة الجمال ،يسقونها / الذكر والأنثى/ بماء من زلال سلسبيل الناعم نعومة الحرير..ويتظللون تحت أغصانها الكثيفة الأزهار في كل لحظة وحين والى أجل حين!!حيث يجد العشاق في الدنيا بسر مغناطيسية الأرواح نسيما عليلا يعطر الجو لقلبان التوأمان، المتعطشان/الذكر والأنثى/ للحرث المحروث المفعم باللذة كبرى التي تطول جولتها بمقياس زمني وعند تكريما للأرواح الطيبة بحسبان...عندها يكون خصبهما روعة في الكمال بالتمام..ثم بإرادة الله يخلقان إنسانا جديدا "الإنسان الكوني العظيم".. له فكر من جينات العباقرة في عالمنا ألتخلفي ويستطيع هذا الإنسان المخلوق الجديد تغيير الزمان والمكان لكي نلتحق بالركب كأمة الجنوب بأمة الشمال وترتقي إنسانية الإنسان في كل جزء من العالم الجميل الأفنان.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media