أربيل: دلشاد عبد الله «الشرق الأوسط» - طالب نائب رئيس الجمهورية العراقية أسامة النجيفي أمس خلال المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي عقدته القيادات السنية العراقية في أربيل، بالإسراع بتشكيل قوات الحرس الوطني من أبناء المحافظات، في المحافظات السنية.
واحتضنت مدينة أربيل أمس المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي نظم بمشاركة القادة السنة والنواب العراقيين وممثلي 6 محافظات ساخنة، بحضور ممثل الأمم المتحدة لدى العراق، المشاركون في المؤتمر اجتمعوا على مجموعة من الأهداف، أهمها الإسراع في تشكيل قوات الحرس الوطني في العراق لتولي المهام الأمنية فيها واستعادة السيطرة على كافة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ يونيو (حزيران) الماضي.
وقال أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية في كلمة له خلال المؤتمر: «المحافظات السنية تواجه المأساة بسبب الإرهاب المتمثل بداعش والميليشيات الطائفية، لذا يجب الإسراع بسن قانون تشكيلات الحرس الوطني من أبناء المحافظات العراقية، والتصويت عليه، والإسراع بتشكيل هذه القوة لحماية المواطنين ومناطقهم، واستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وفك الارتباط بين السنة وداعش في العراق».
وشدد النجيفي على ضرورة تشكيل الأقاليم في تلك المحافظات، موضحا في الوقت ذاته أن تشكيل تلك الأقاليم حق مشروع ومنصوص عليه من الدستور العراقي.
بدوره قال عبد الذياب العجيلي، القيادي في ائتلاف الوطنية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر يمثل انطلاقة لتشكيل نواة قوات خاصة بالمحافظات السنية، من أجل إعادة الأمن والاستقرار لهذه المحافظات، وستكون هذه القوة بداية لتشكيل حرس الإقليم المزمع تأسيسه لهذه المحافظات، بعد تشريع قانون الحرس الوطني، وأتصور أن هذا سيتأخر لبعض الوقت».
ودعا العجيلي الحكومة العراقية والتحالف الدولي إلى إعادة الأمن والاستقرار لهذه المحافظات، والاستعجال في تشكيل هذه القوات وتدريبها وتسليحها وتجهيزها بشكل جيد، ودفع مستحقات مالية لهم، مبينا بالقول: «من دون تسليح أبناء هذه المناطق لا يمكن إعادة الاستقرار إليها، وحتى التحالف الدولي لا يمكنه لوحده ومن خلال الجو أن يعيد الأمن إلى هذه المحافظات».
من جهته قال أحمد الأبيض السياسي العراقي المستقل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر ليس الفرصة الأخيرة وإنما يعتبر محاولة لخلق الفرصة، وهذه الفرصة بأي فردي أم حزبي أم مكوناتي، أم فرصة وطنية تخلق مظلة سياسية مجتمعية تستطيع توحيد الجهود وتقنع الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بقتال داعش وتقديم الدعم والمعونة، وهذا هو البرنامج، والحلول المطروحة قد تكون استراتيجية، منها الحديث عن اللامركزية، والحديث عن الفيدرالية، وهي مسائل تخضع لنقاشات أبعد من مؤتمر أو مجموعة سياسية، لذلك فالذين نظموا هذا المؤتمر هم سباقون في المبادرة، إذا استطاعوا نقل الأرقام التي تحدثوا عنها في معادلة صحيحة، فسوف ينجحون وينجح البلد أيضا، لأن العراق لم يشهد مثل هكذا مؤتمرات منذ عام 2003. خاصة المكون السني».
وأضاف أن «الطبقة السياسية المشاركة في الحكومة والبرلمان في العراق خسروا كل شيء لأنهم لا يستطيعون الذهاب لمناطقهم، وليس لديهم طريق، سوى إيجاد رابط بين من يقاتلون داعش على الأرض، والدوائر المعنية كالتحالف الدولي، والحكومة، وهذه الرابطة ممكن أن تكون مطاطية تنصهر أو حديدة تبقى ثابتة».