اتركوا خيار الوزارات الامنية لرئيس الوزراء
    الجمعة 12 سبتمبر / أيلول 2014 - 20:23
    حميد العبيدي
    الوزارات الامنية المتمثلة بالدفاع والداخلية تعد من اهم الوزارات في أي بلد كان لأنها تمثل عصب الاستقرار في ذلك البلد وخصوصا العراق الذي يمر بأعتى موجة ارهاب منذ العام 2003 وحتى اليوم وربما هذه الايام هي اصعبها على الاطلاق لما تتعرض له بعض مناطق البلد من سيطرة العصابات المسلحة داعش ومثيلاتها عليها ، وبما ان كل التشكيلات الحكومية المتعاقبة قامت على المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية وفقا لمنهج التقسيم الحزبي والمناطقي والقومي والديني والطائفي فهذه الكتل لا ترى في هاتين الحقبتين المهمتين الا ان تكون بنفس الاسلوب والتحاصص بينهم .
    اليوم دعت المرجعية الدينية وبكل قوة جميع الكتل السياسية الى دعم الحكومة الجديدة التي نالت ثقة الجميع وعدم تحميلها طلبات غير واقعية فلابد اذن من هذه الكتل ان تترك مسألة اختيار الوزيرين من قبل السيد رئيس الوزراء حصرا حتى لا تفرض بعض الكتل اشخاصا ربما يكونوا وبالا على الواقع الامني وتدميره اكثر مما هو عليه وما عليكم سوى ان ترشحوا عدد من الشخصيات حتى لو سلمنا بأن تكون الحقائب وفقا للشكل الطائفي ولكن دون فرض فربما البعض من ترشحون اما لا يصلح قيادة وادارة وقدرة واما عليه مؤشرات امنية خطيرة قد تجرنا الى مشاكل دستورية اكبر او يتجه البلد نحو سياسة الانقلابات المشؤومة التي عاشها العراق طيلة العقود الماضية والبعث ليس ببعيد عن ذلك بل اليوم يحاول ان يدخل بقوة الى العملية السياسية وهنا لابد من الاستماع الى كلام المرجعية الدينية في هذا الاطار اذا كنا جميعا نقول بالالتزام في كل التوجيهات التي تصدرها المرجعية العليا وهذه دعوة المرجعية تقول  (دعا أحمد الصافي، معتمد المرجع الشيعي في كربلاء علي السيستاني، الحكومة العراقية الجديدة إلى الإسراع في اختيار مرشحي وزارتي الدفاع والداخلية ،، وقال الصافي في خطبة صلاة الجمعة: "قبل أيام تشكلت الحكومة العراقية الجديدة ونالت الثقة من مجلس النواب، وإذ نرحب بتشكيل الحكومة في المدة الدستورية مع ما عليها من ملاحظات، نأمل أن تتحقق الأهداف المرجوة التي ينتظرها الشعب وأن تكون الحكومة بمستوى هذه الثقة وتوفر كل الإمكانات المتاحة وتكون وفية في الالتزامات التي قطعتها على نفسها في خدمة الشعب الذي سيدرك التغيير من عدمه".) فهل سيترك السياسيين هذا الاختيار لرئيس الوزراء ويستمعوا الى قول المرجعية ام انهم سيتصارعون حد الخناق على تلك الحقائق ويفرضوا كالمعتاد وزراء يتدهور معهم الوضع الامني ولن نستيطع الوقوف مرة اخرى فيما لو ركبنا رؤوسنا وكان الاصرار سيد الموقف باختيار السيئين او الفاشلين او المتآمرين وهذه المصيبة العظمى.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media