سلامتـك يا ســيد النقاهة خيرٌ لكم من التفكير في الشأن العراقي
الأثنين 15 سبتمبر / أيلول 2014 - 20:12
فاضل بولا
ساعات من مغادرة السيد اية الله خامنئي للمستشفى ، عاجل بالإعلان عن انتقاده لمسعى الرئيس الأمريكي أوباما في اقامة تحالف دولي لضرب حركة داعش في العراق وسوريا .
واليوم يجتمع في باريس رؤساء عدد كبير من دول العالم لإبرام هذا التحالف ، ولم توجه دعوة لإيران وسوريا للحضور .
ويؤكد السيد خامنئي بأن دحر مقاتلي داعش في العراق ، أمر متروك للقوات العراقية وجماهير العراق وليس لأمريكا وحلفائها . ويعلن عن رفضه لأي تدخـل امريكي فــي هـــذا الشأن ، ولأي تعاون معها في التصدي لداعش في العراق وسوريا ، لأن لأمريكا ـ بحسب زعمه ـ ضلع في نشاط هذه الحركة وهي متورطة اصلاً في النشاط الإرهابي .
إن الوقائع في ساحة التصدي للغزو الداعشي للعراق منذ بدء المعارك والى هذا اليوم ، لا تبشر بأن قدرات العراق العسكرية كافية لإلحاق الهزيمة بالعدو الذي لا يزال يسيطرعلى ثلث مساحة البلاد منذ مطلع الشهر السادس 1914 يوم استسلمت له قوات عراقية ، بتعداد فرقتين ونيف تجر اذيال الهزيمة يتلك الطريق المهينة ، امام شلل تعد بالمئات من المقاتلين الغزاة . والعراق اليوم يستنزف كل قدراته الدفاعية ، والعدو لازال ماسكاً الأرض بقوة وبشراسة ، وأنَّ التغطية الإعلامية الواردة من ساحات القتال والمناوشات ، لاشك انها مرسومة على طمأنة الشعب وشحذ هممه وصبره على بلواه .
إن اختراق العراق بهذه السهولة من قبل العدو وقدرة تشبثه وتمركزه في مدن وبلدات عديدة الى هذا اليوم برغم الدعم اللوجستي من بعض الدول الأوربية وايران ودخول الطيران الأمريكي في المعركة ، كل هذا ، يؤشر خطلاً كبيراً في القوات العراقية ونمط تأسيسها في اختتيار القادة على خلفية الولاءات على اشكالها والبلا دفي لجة الصراعات الطائفية والتدهور في السلم الأهلي وفي الأمن االعام ، والعملية السياسية نفسها تعاني من كثرة الإرباك .
لا شك أن امريكا كانت قد بذلت جهوداً كبيرة ولمدة ثماني سنوات في تدريب وتجهيز وتأهيل القوة العسكرية العراقية ، كما وانفقت على ذلك بحدود ثلاثين مليار من الدولارات ايام كانت شراذم الفساد المالي على نشاطها وحريتها في النهب لمال العام ، وبالمرصاد لكل المبالغ المخصصة لإعمار البلد
وأن التحرك الأمريكي لإنجاد العراق ، لم يأت كما تصوره او نوه عنه السيد الخامنئي . لأن الرئيس الأمريكي ، لم يتحرك الاّ بعد أن وصلته اصوات طلب الإغاثة من العراق تخالطها عبارات اللوم لعزوف القيادة الأمريكية عن التدخل وفق المعاهدة المبرومة بين العراق وامريكا .
أن هذا التحرك الدولي بقيادة امريكا لنجدة العراق ، يُعــدُّ تظاهر عالمي رافض لهذا الغزو الذي استهدف سيادة دولة مهمة في الشرق الأوسط . وهو نفس المهمة التي قادتها امريكا في تحرير الكويت من رجز العمل الإرتجالي الذي قام به صدام حسين .
فالولايات المتحدة مطلوبة للتدخل ، ليس برضا الحكومة العراقية فحسب . وانما بأمنيتها وهي بأشد الحاجة الى هذه الفرصة لنيل الدعم العسكري اولاً ، وثانياً لأهمية تدريب واعداد الجيش العراقي ثانية ، كونه لم يثبت اهليته في حماية الوطن ، رغم أنه كان مُدَرّباً ومجهَّزاً من قبل امريكا نفسها . وبعد ثلاث سنوات من انسحابها ، تبين أن جهودها ذهبت ادراج الرياح .
وعوداً على بدء ، نقول بأن التدخل بشئون العراق من قبل دول الجوار ، كان بلا شك عاملاً وراء ما يجري اليوم في هذا البلد .
لمجرد كلمة وردت من السيد خامنئي بخصوص رفضه لتحالف تقوده الولايات المتحدة لمساعدة العراق ، انبرى السيد مقتدى الصدر يهدد اميركا بالويل والثبور إذا تسوَّلت له نفسها عبور حدود العراق ، وذكَّـر بما قام به سابقاً في التحشيد والتصدي لقواتها لسنين في الساحة العراقية ، حتى قاده ذلك الى الخروج عن سياقات أداء الحكومة العراقية والحاق الأذى بمنهاجها ، وبالتالي التصادم بين مليشياته وقوات الدولة .
كلمة اخيرة نقولها في هذا الصدد . أن القوات العراقية اثبتت عدم قدرتها على طرد المعتدي وكانت هزيمتها قد اذهلت العراقيين والعالم . وسوف لا تتمكن من تغيير الخارطة التي رسمتها بانهزامها الا بمساعدة من دول العالم التي تتمثل بالتحالف المنتظر ، وهو المطلوب منه ليس فقط النزول الى ساحة المعركة ، وإنما قطع جميع المساعدات اللوجستية والعسكرية عن هذا الأخطبوط الخطر ، ويتم ذلك بتجفيف ينابيع هذا الدعم في السعودية وتركيا وقطر ودول خليجية اخرى التي ينشط فيها عناصر تبييض الأموال وارسالها الى داعش .