الأكراد يدعون الى حمل السلاح مع تقدم الدولة الاسلامية في سوريا
    الخميس 18 سبتمبر / أيلول 2014 - 18:56
    بيروت (رويترز) - حاصر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية مدينة كردية في شمال سوريا يوم الخميس بعد الاستيلاء على 21 قرية في هجوم كبير مما اطلق دعوة لحمل السلاح من جماعة كردية في تركيا المجاورة حثت اتباعها على المشاركة في صد هجوم التنظيم المتشدد.

    وجاء الهجوم على مدينة عين العرب المعروفة لدى الاكراد باسم كوباني بعد يومين من قول جنرال امريكي كبير إن المعارضة السورية قد تحتاج المساعدة من الاكراد السوريين للتغلب على الدولة الاسلامية.

    وفي حين تخطط الولايات المتحدة الامريكية لتوسيع العمل العسكري ضد الدولة الاسلامية من العراق الى سوريا قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتابع الحرب في سوريا يوم الخميس إن طائرة واحدة على الأقل بدون طيار شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في محافظة حلب السورية للمرة الاولى.

    ولم يتضح على الفور من كان وراء تحليق طائرة الاستطلاع.

    وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي إنه لن يتردد في ضرب الجماعة الاسلامية المتشددة التي استخدمت سوريا كقاعدة لتعزيز خططها لاعادة تشكيل الشرق الاوسط حسب رؤيتها المتطرفة للاسلام.

    وتنفذ الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الدولة الاسلامية في العراق وأجاز اوباما الشهر الماضي القيام بطلعات استطلاع فوق سوريا.

    واستولى مقاتلو الدولة الاسلامية في هجوم بالاسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات على مجموعة من القرى الكردية قرب كوباني. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الهجوم بدأ ليل الثلاثاء وان 21 قرية سقطت في أيدي مقاتلي الدولة الاسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية مع تقدمهم نحو المدينة.

    وقال اوجلان ايسو وهو نائب قائد القوات الكردية في كوباني لرويترز عبر برنامج سكايب على الانترنت "هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطرت عليها داعش" في اشارة الى الدولة الاسلامية.

    وأضاف ان التنظيم المتشدد يرتكب مجازر ويخطف النساء في المناطق التي استولوا عليها حديثا. وأعطى اسماء 28 فردا من عائلة واحدة قال إنهم احتجزوا. ولم يتسن التحقق من روايته على الفور.

    وقال ان الاكراد طلبوا "الغوث من حزب العمال الكردساني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني" للحصول على مساعدات عسكرية.

    وساهم المقاتلون الاكراد الذين عبروا من تركيا في صد هجوم سابق للدولة الاسلامية في كوباني في يوليو تموز الماضي.

    واصدر مقاتلو حزب العمال الكردستاني التركي في وقت لاحق دعوة الى الشبان في جنوب شرق تركيا للانضمام الى المعركة في شمال سوريا.

    وقال الحزب في بيان على موقعه الالكتروني "يتعين على شبان شمال كردستان (جنوب شرق تركيا) التوجه إلى كوباني والمشاركة في المقاومة التاريخية والمشرفة."

    وأظهرت لقطات نشرتها جماعة حماية الشعب وهي أكبر جماعة كردية مسلحة في سوريا على موقع يوتيوب على الانترنت يوم الخميس مقاتلين اكرادا فيما يبدو مسلحين ببنادق هجومية وقاذفات صواريخ يتصدون لدبابة ترفع الراية السوداء لتنظيم الدولة الاسلامية غربي كوباني.

    وقال شاهد من رويترز إن حوالي ثلاثة آلاف رجل وامرأة وطفل وصلوا الى الحدود التركية على مسافة حوالي عشرة كيلومترات من كوباني لكن ما زالوا ينتظرون على الجانب السوري بعد دخول الليل في حين منعت القوات التركية الحشد من العبور.

    *دبابات وصواريخ ومدفعية

    وقال ردور خليل المتحدث باسم جماعة حماية الشعب إن تنظيم الدولة الاسلامية طوق كوباني.

    واضاف ان التنظيم يستخدم الدبابات والصواريخ والمدفعية في الهجوم. وقال لرويترز عبر سكايب "نناشد القوى العالمية التحرك لوقف هذا الهجوم الهمجي لتنظيم الدولة الاسلامية."

    ووسعت الدول الغربية اتصالاتها مع جماعة حماية الشعب منذ استولت الدولة الاسلامية على مناطق واسعة من العراق في يونيو حزيران. وتقول الجماعة إن لديها 50 الف مقاتل وإنها ينبغي ان تكون شريكا طبيعيا في التحالف الذي تحاول الولايات المتحدة تشكيله لمحاربة التنظيم المتشدد.

    لكن علاقة اكراد سوريا مع الغرب معقدة بسبب علاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني وهي جماعة مسجلة كمنظمة ارهابية لدى كثير من الدول الغربية بسبب حملتها المسلحة لأجل حقوق الاكراد في تركيا.

    ويشير مسؤولون غربيون ايضا الى المخاوف بشأن العلاقة الغامضة لاكراد سوريا مع الرئيس بشار الاسد الذي غالبا ما ترك الاكراد يدبرون امورهم في حين ركز قوته العسكرية على مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة به. ونفى اكراد سوريا اتهامات التعاون مع دمشق.

    وتركز خطط اوباما لتوسيع الدعم لجماعات تحارب الدولة الاسلامية في سوريا على مقاتلين سنة تعتبرهم واشنطن معتدلين.

    لكن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قال يوم الثلاثاء إن المعارضة السورية قد تحتاج مساعدة من الاكراد السوريين الى جانب مساعدة من الاردنيين والاتراك للتغلب على الدولة الاسلامية في سوريا.

    وظهرت حديثا علامات جديدة على التعاون بين جماعة حماية الشعب ومثل تلك الجماعات في محافظة حلب حيث اقاموا حديثا غرفة عمليات مشتركة لتوجيه القتال ضد الدولة الاسلامية في تلك المنطقة.

    وتحاول الدولة الإسلامية فرض سيطرتها على حزام من الاراضي بالقرب من الحدود مع تركيا والتوسع شرقا خارج معاقلها في محافظتي الرقة ودير الزور على الحدود مع العراق.

    وكانت الجماعة قد تقدمت غربا الى محافظة حلب الشمالية في شهر أغسطس اب واستولت على اراض من جماعات اقل تسليحا تقاتل قوات الرئيس بشار الاسد.

    ومنذ أجاز اوباما طلعات الاستطلاع في اجواء سوريا قال نشطاء إن طائرات استطلاع بدون طيار رصدت فوق الرقة معقل الدولة الإسلامية في سوريا. وتبعد الرقة 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق.

    وقال رامي عبد الرحمن إن مصادر متعددة في شمال شرق حلب في سوريا رصدت طائرة واحدة على الأقل بدون طيار فوق مدينتي الباب ومنبج. وأضاف "لم يروها من قبل."

    وقال عبد الرحمن ان الدولة الإسلامية أخلت عددا من المباني التي تستخدمها كمكاتب في الرقة وأجزاء أخرى من سوريا واقعة تحت سيطرتها فيما يبدو أنه تحسبا لهجمات أمريكية. وقال سكان إن التنظيم ينقل قواته وأسلحته من مكان إلى اخر.

    وتقع الباب على مسافة 40 كيلومترا شمال شرقي حلب. وتتقاتل قوات الأسد والقوات المناوئة لها للسيطرة على المدينة.

    وقال ديمبسي يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لا تجهز لحملة بأسلوب "الصدمة والرعب" بشن ضربات جوية ساحقة في سوريا على الدولة الإسلامية.

    وقال إن الحملة ضد الدولة الإسلامية في سوريا ستكون مستمرة ومتواصلة.

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media