ستبدأ الحرب على داعش
    الخميس 18 سبتمبر / أيلول 2014 - 21:04
    راغب الركابي
     ..... يستعد العالم الحر لضرب جماعات التطرف وتنظيمها البغيض المجرم في العراق ، والبداية ستكون خلال الفترة القريبة إنها الحرب التي يجمع الناس كل الناس على صحتها وشرعيتها ، داعش لم تعد فقط مجرد تنظيم حانق على وضع سياسي أو طائفي معين هي الآن تمثل الفكر الذي يحارب الحرية ويحفز على تدمير مابناه الإنسان من حضارة وقيم ودين وثقافة وفن وتعليم ، داعش غدت ظاهرة تمثل الجريمة المنظمة وهي حين ترتدي برداء الإسلام إنما تغرر الجهلة والطيبين ومن في قلبه حنق على شيء ما في السياسة وفي الإقتصاد ، هي ظاهرة تعدت مفهوم تحرير الأوطان من ظلم الحكام وعبرت عن رؤيتها التي هي مزيج من أفكار متناقضة لهذا رأى فيها العالم الحر الخطر الذي يتهدد سياجات الدول الحرة ، ولهذا كانت لندن سباقة في تقييم ما يجب عمله تجاه تلك المنظمة ومن يتلحف بفكرها المتطرف ، العالم الحر يجمع عدته لضرب داعش حيث تكون وحيث تتواجد في العراق في سوريا في لبنان وفي أية بقعة من المشرق العربي ، وهذه الأهبة الدولية دليل وعي لمخاطر لا يمكن السكوت عنها مهما قيل عن سيادة الدول ، لهذا نقول إن على العراقيين مسؤولية أخلاقية في التعامل بإيجابية مع هذا الحشد الدولي وعدم التخالف أو تغرير الأبرياء بل يجب حث الجميع وتشجيعهم على طرد داعش وسحقها ، وسيكون من المفيد التذكير بالمعاهدة أو الأتفاقية الأستراتيجية مع أمريكا فهي عون وغطاء وحماية ، وللحقيقة لن يكون بمقدور العراقيين مهما تسلحوا بالعزم والحماسة من هزيمة داعش ، إنما أمريكا قادرة وهذا الجمع من دول العالم قادر على تنقية الجو العراقي من تلوث الفكر والثقافة والروح العراقية ، سيبدأ العالم بالضرب على داعش وهو ضرب متعدد الوجوه والأشكال وستلاحق داعش حيث تكون ، وهناك عمل قانوني ينجز لتوصيف الحرب عليها لتكون في سياق القانون الدولي وإلتزاماته ، داعش تطرفت في فعلاتها وفي وحشيتها وفي تقديمها للعقيدة الدينية هذا التقديم الذي جعل من الدين سخرية في عقول العالم أجمع ، فلم يعد الدين الإسلامي من خلالهم رسالة سلام ولم يعد الدين قيم حضارية كنا نتغنى بها بل صار ذلك الدين مساوق للجريمة ولكل فعل سيء ، هكذا صوره لنا وللعالم داعش وهو تصوير ربما يصح في بعض جنباته وكنا نأمل مع بداية هذا العصر الجديد لكي تصحح الكثير من أفكاره التاريخية والتراثية المغلوطة ، لكن سيادة التطرف والجهل والنوايا السود لدى بعض السياسيين والحنق جعل الجميع ينغمس في متاهة الإرهاب والتطرف والتكفير والجريمة ومحو الأخر ، إنه نظام معقد كان علينا واجب تبيانه وتبيان ثقافته وفكره الشرير ، لقد تعدت داعش فكرة الحرب الطائفية تعدت هذا المفهوم الضيق وتمددت لتتحدث عن الخلافة وعن الحكم وعن السلطة ، هذا التمدد بين لمن يهمه الأمر الطبيعة المرة لهذا التنظيم وفكره ونمط حياته وتعاطيه مع مخالفية أو ممن هم على دين آخر ، وهنا لابد أن نزف البشرى لجموع شعبنا هذه الإرادة الدولية الجديدة والصادقة هذه المرة ، نزف لشعبنا قرب نهاية هذه الظاهرة الشريرة على أمل أن يستعيد وعيه وإدراكه ويتوجه لبناء دولته التي تضررت كثيرا من العبث والفوضى وأنهار الدم التي سالت عبر سنوات ، سيكون من المفيد لعموم التنظيمات في العراق أن تستجيب بروح وطنية مسؤولة ومدركة لمدى الأخطار فيما لا سامح الله أن بقت داعش أو قر لها قرار ، وعلى من يلوحون بكلام وثرثرة نقول لهم ليحتفظوا بهذا فالوقت أزف وساعة الصفر قادة والنظر يجب أن يكون بحجم التحدي وبحجم المستقبل ، الغرب وأمريكا لا رغبة لها في بلادنا أعني لا رغبة لديها باحتلالنا أو أن نعود لعصر الحرب العالمية الأولى أو عصر السلطنة ، فذلك زمان ولى وأندثر كما لا يصح أن يكون البعض بوقا للأغيار مهما كانت حميتهم وصراخهم ، فالعراق للعراقيين وهم من تضرر من شر وجريمة الإرهاب وداعش وكل من له هوى ونفس سيء ، ستبدأ الحرب على داعش هذا ما عرفناه يقينا هي حرب لا هوادة فيها وفيها سيقر للعراقيين قرار وربما يشمل ذلك أهل الشام ، فكما نبشر أهلنا في العراق نبشر أهل الشام ولكن بصيغة مختلفة ، والحرب هي الحرب وعلينا أن نتحمل بعض تداعياتها وبعض سيئاتها فالنصر من غير تضحيات محال ...

     راغب الركابي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media