"الهوى السعودي" لعلاوي يقاطع سياقات منصبه ويدفعه للاستنجاد بـ"درع الجزيرة"
    الجمعة 19 سبتمبر / أيلول 2014 - 14:22
    بغداد (المسلة) - يدرك نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي ان السعودية لا تجرأ على التدخل البري في العراق، لكنه يصرح لفضائية "العربية" التابعة للسعودية، بضرورة تدخل قوات خاصة من الدول العربية لحل الأزمة ,في اشارة منه الى قوات "درع الجزيرة" السعودية.

    ويعد هذا التصريح قراءة سياسية خاطئة للأحداث أو انه محاولة متعمّدة لخلط الاوراق، من قبل سياسي عراقي عُرف بمحاباته لسياسة السعودية في العراق.

    وتناسى اياد علاوي، قوة الجيش العراقي الذي يضم الالاف من الجنود المتمرسين، اضافة الى الالاف من المتطوعين من افراد "الحشد الشعبي" الذين تطوعوا للقتال استجابة لدعوة المرجعية الدينية الى "الجهاد الكفائي".

    وقال محلل سياسي رفض الكشف عن هويته لـ"المسلة" ان "على علاوي وبعد ان اصبح نائبا لرئيس الجمهورية التأني في تصريحاته لانه يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية وليس مجرد زعيم حزب او ائتلاف كما كان في السابق".

    وكان علاوي قال ان "القصف الجوي الأميركي على داعش سيكون مؤثرا لتحجيم التنظيم المتطرف، لكنه ليس كافيا لإنهاء وجوده في العراق".

    ويعتبر عراقيون في احاديثهم الى "المسلة" ان "علاوي ينزع استقلالية العراق بالدعوة الى قوات عربية لطرد (داعش)".

    وقال مواطن عراقي "ماذا يريد علاوي... هل تأتي السعودية وتحتل الاراضي العراقية بحجة محارية الارهابيين الذين يتسللون من اراضيها".

    ومنذ 2003،لم يدن علاوي السعودية ودول اخرى شكلت معينا لا ينضب للإرهابيين الذين يتسللون الى العراق".

    وفي حين يعرّض علاوي بدعوته هذه استقلالية القرار العراقي الى الخطر، حذّرت المرجعية الدينية، اليوم الجمعة، من جعل المساعدة الخارجية لمحاربة تنظيم "داعش" مدخلاً للمساس باستقلالية القرار العراقي، وفيما اكدت ان عناصر القوات العراقية ومن التحق بهم من المتطوعين هم الاساس في حماية البلد، فإنها دعت معالجة الجذور الاساسية للإرهاب.

    وتتزامن  دعوة علاوي التي تستهين بالقوة العراقية على الارض والمتمثلة بالجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي، مع تحذير فصائل مقاومة عراقية، من تدخل الجهات الامريكية في ملف قيادة العمليات المشتركة.

    وكانت ملامح لهذا التدخل الاجنبي في الشأن العراقي اتضحت في محاولة اقتحام "جرف الصخر"، اذ تبلغت فصائل المقاومة مدعومة بسرايا الدفاع الشعبي والجيش بان اقتحام المنطقة في محافظة بابل لتطهيرها، توقف بسبب اسناد قيادة العمليات المشتركة للقوات الامريكية.

    وقالت كتائب "حزب الله" في العراق في بيان لها انها "لن تقف الى جانب القوات الامريكية الا في حالة قتال"، كما اصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بيانا "رفض فيه التدخل الامريكي في الشأن الامني".

     الى ذلك اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عباس الموسوي في حديث لـ"المسلة" ان "تفجيرات الكاظمية مساء الخميس الماضي، رسائل للضغط على الحكومة العراقية بالتنازل والاستسلام عن استقلالية القرار والخضوع لمطالب الدول الاقليمية والولايات المتحدة".

    ووفق تحليلات، فان تصريح اياد علاوي الذي لا ينسجم مع سياقات المنصب الذي تبوأه، يعود الى ادراكه بان المنصب الذي تبوأه ليس استحقاقا انتخابيا بل هو نتيجة للضغوط التي مارستها الولايات المتحدة والسعودية ودول اخرى على الحكومة لتوسيع التمثيل السياسي وفق المقبولية وليس الاستحقاق الانتخابي.

    ويتبنى علاوي في خطابه السياسي الافكار السعودية حول العراق والتي تعتبر "داعش" نتاج "سياسات قمعية" مزعومة، يتعرض لها السنة على أيدي الحكومات العراقية المتعاقبة.

    وتطمح السعودية الى فراع قوة في العراق يتيح لها وجود قوات معارضة مسلحة، مثل الجماعات الموالية لها من "الجيش السوري الحر" في سوريا، تستطع ان تحقق اجندتها في العراق عبرها.

    الا ان الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي اسقط هذه المحاولات، وتمكنت من جعل القرار العراق مستقلاً وسيادياً.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media